الفضة تلمع وتلاحق الذهب في سباق الأسعار

ريبون نيوز ـ اندبدنت عربية

من : محمود الجمل

سجلت أسعار الفضة ارتفاعاً قياسياً في المعاملات الفورية أمس الخميس، مقتفية أثر صعود الذهب الذي تجاوز حاجز 4 آلاف دولار للأوقية في وقت سابق من جلسة الأمس، لتصل الفضة إلى مستويات تقترب من 50 دولاراً للأوقية، في قفزة تعد الأكبر منذ عقد كامل.

 

وارتفع سعر الفضة 1.6 في المئة ليصل إلى 49.65 دولار للأوقية أمس الخميس، محققاً مكاسب تجاوزت 70 في المئة منذ بداية العام. واستفادت الفضة من العوامل نفسها التي دعمت ارتفاع الذهب بالإضافة إلى شح المعروض في السوق الفورية.

 

وقال المحلل المستقل روس نورمان “الجانب اللافت في سوق الفضة هو أن صافي المراكز الطويلة ارتفع بصورة طفيفة، مما يشير إلى أن هذا الصعود لا يستند إلى المضاربة، بل يعكس أسسا قوية تدعم ارتفاع الأسعار”.

 

ويأتي هذا الارتفاع في ظل موجة من التفاؤل تسود أسواق المعادن الثمينة، مع ترقب المستثمرين لاتجاه مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) نحو استمرار وتيرة خفض أسعار الفائدة حتى نهاية العام الحالي، مما يزيد جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب والفضة.

 

ويشير المحللون إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار الفضة يعكس تلاقي عاملين أساسيين، أولاً تصاعد التوقعات بتراجع الدولار الأميركي، وثانياً زيادة الطلب الصناعي القوي على الفضة في قطاعات الطاقة المتجددة والإلكترونيات الدقيقة، وهو ما عزز الزخم الشرائي بصورة لافتة خلال الأسابيع الأخيرة.

 

مستويات تاريخية

بحسب تحليل موقع “FXStreet”، سجلت الفضة مستوى 48.77 دولار للأوقية في تداولات منتصف الأسبوع الجاري، مقتربة من اختراق حاجز 50 دولاراً الذي يشكل مقاومة تاريخية منذ عام 2011.

 

في حين، أشارت مؤسسة “Traders Union” إلى أن الارتفاع مدفوع بتوقعات خفض الفائدة الأميركية المرتقبة لمرتين في شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) المقبلين، إذ بلغت الأسعار نحو 48.75 دولار، وهو أعلى مستوى في أكثر من 14 عاماً.

 

أما تقرير “IG Markets” فلفت إلى أن “الفضة تسير بخطى ثابتة نحو تجاوز مستوى 50 دولاراً خلال الربع الأخير من 2025، مدفوعة بتراجع المعروض وتزايد الطلب الصناعي على خلفية التحول العالمي للطاقة النظيفة”.

 

مزيد من الصعود

تباينت آراء المؤسسات المالية الكبرى حول آفاق أسعار الفضة خلال الفترة المقبلة، لكن الاتجاه العام يظل متفائلاً.

 

فقال بنك “يو بي إس”، في مذكرة حديثة للعملاء أمس الأربعاء، إن “الفضة ما زالت تتمتع بجاذبية قوية مقارنة بالذهب”، مؤكداً أن “التراجعات الحالية تمثل فرصاً لإضافة مزيد من التعرض للمعدن الأبيض”.

 

وأوضح محللا البنك دومينيك شنايدر وواين غوردون أن الفضة “تقترب من مستواها القياسي السابق البالغ 49.80 دولار للأوقية، الذي سجل في الـ30 من يونيو (حزيران) 2011″، مشيرين إلى أن الصعود الأخير مدفوع بـقوة شاملة في المعادن الثمينة وازدياد الطلب الاستثماري، وسط تصاعد ظاهرة الخوف من تفويت الفرصة في ظل حالة عدم اليقين المالي والسياسي في الولايات المتحدة وتوقعات استمرار ضعف الدولار الأميركي.

 

ويرى البنك أن المستويات بين 44 و46 دولاراً للأوقية تمثل مناطق دعم فني مهمة، معتبراً أن بيع خيارات الأخطار في هذه المستويات يبقى “استراتيجية معقولة”، نظراً إلى التوقعات الإيجابية للأسعار وارتفاع تقلبات السوق.

 

ويتوقع “يو بي إس” أن تتحرك نسبة الذهب إلى الفضة نحو 76 مرة انخفاضاً من أكثر من 80 مرة حالياً، في إشارة إلى “إعادة تقييم لقوة الطلب الاستثماري وحساسية أسعار الفضة لتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة”.

 

وأضاف البنك أن حيازات صناديق المؤشرات المتداولة للفضة قد ترتفع إلى مستوياتها القياسية السابقة البالغة 1.021 مليار أوقية مقارنة بنحو 822 مليون أوقية حالياً.