كتابات

ميناء عدن , ميناء المخاء , ميناء الحديدة

ريبون / كتابات

في عام 2007، أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية كانت هناك محاضرة عن “أتمتة الموانيء” و كانت دراسة الحالة عن ميناء دبي

 

بعد المحاضرة دخلت في نقاش جانبي مع الدكتور و جاء ميناء عدن و المخاء في نقاشنا.

 

قال لي الدكتور يومها لو شغل ميناء المخاء و ميناء عدن بالذات ﻭ بالشكل الصحيح فإنه سيكون مصدر دخل قومي كافي لليمن و سيكفيها حتى اكثر من البترول و سيوفر فرص عمل لمئات الآلاف من خلال الصناعات الأخرى التي ستظهر في اليمن نتيجة وجود الميناء

 

لكنه فاجأني بقوله أن دبي ستحارب ذلك و بقوة، و السبب أن تشغيل الموانيء التجارية اليمنية معناه سحب الكثير من المردود التجاري من ميناء دبي. قال لي أن السفن المسافرة من الشرق للغرب و التي تود تحميل بضاعة او تفريغ بضاعة للشرق الأوسط تخسر يوم كامل للذهاب للخليج العربي و عبور مضيق هرمز لتصل لميناء دبي. و يوم آخر لمغادرته و مواصلة رحلتها.

 

قال لي أنه لو تم تشغيل الموانىء اليمنية بالشكل المطلوب فإن كثير من هذه السفن ستوفر الكثير من الوقود و الوقت بإستخدامها بدلا من الذهاب لدبي حتى و إن وجدت نصف الخدمات و القدرة التشغيلية التي يقدمها ميناء دبي

 

و قال لي أن ميناء عدن يتميز بالإضافة الى موقعه بمزايا جيولوجية كبيرة حيث أن عمق البحر كبير جدا في محاذاة الميناء مما يجعل رسو السفن الكبيرة فيه سهلا و يقلل مصاريف جرف الطمر الذي يتكون مع الوقت امام الميناء مما يقلل مصاريف التشغيل فيه.

 

كنت أسمع خلال تلك الأيام، 2006-2007م، أخبار عن مناقصات ينزلها النظام اليمني حينه للشركات العالمية لتشغيل الميناء. و بالرغم من تقدم شركات عالمية سواء من الصين أو سنغافورة تم إرساء المناقصة على موانيء دبي لتشغيل ميناء عدن. بعد هذا الخبر بأيام التقيت باستاذي البرفسور الامريكي الذي كان يتابع الأخبار و الذي قال لي أن ما حدث غير منطقي لأنك تسلم ميناءك لمنافسك الإقليمي، هناك شيئا ما غير صحيح.

 

طبعا كانت صفقة فساد كبيرة بين النظام السابق و موانيء دبي (اولاد زايد). و ما حدث بعد ذلك بشهادة أصدقاء أعرفهم من العاملين في الميناء أن الميناء دخل في حالة ركود و مات العمل فيه تماما.

اما عن ميناء المخاء فكانت هناك محاولات من محافظ تعــز الاسبق شوقي احمد هائل بتأهيله ﻭ توسيع و تشغيل الميناء ﻭ كانت قد تمت الدراسة ﻭ تحديد التكلفة الأولية بـ58 مليون دولار لتحديث ميناء المخا الذي سيتم تنفيذه بتمويل من جمهورية الصين، إلا ان المتنفذين في صنعاء عرقلوا هذا المشروع رغم انه كان لن يكلف اليمن ريالاً واحداً.

 

ما أشبه اليوم بالأمس لمن يفهم و يتعض

 

موانيء دبي اليوم تسعى للهيمنة على موانيء اليمن و القرن الأفريقي لنفس السبب. الصومال كان شجاعا حين قال لهم كفوا أيديكم عن الصومال و رفض السماح لهم بتدريب و تمويل الجيش الصومالي لأنهم لا يريدوا خلق جيش و مليشيات مرتزقة للخارج كما يحصل في اليمن و لا يريدوا أكل السم المدسوس في العسل.

 

متى يدرك البعض بان صفقات نظام صالح و ابنائه و تأمرهم على اليمن مازال قائم…

و اكبر دليل على ذالك هو قبول المرتزقة الامارايتة في عـدن، ما يسمى (بالمجلس الانتقالي) لطارق عفاش ﻭ من معه من افراد الحرس العائلي، هم نفس الافراد الذين هاجموا عـدن و دمروا و قتلوا و جرحوا إبنائها بايديهم… ولكن نسوا هولاء المرتزقة تضحيات الشهداء و الدماء التي سالت ﻭ الجرحى في عـدن، فقط باتصال هاتفي من اولاد زايد. يا للعار.

 

في عصور الفتن و التناحر لابد من ظهور الشرفاء من ابناء الوطن الاصليين و وقوفهم في وجه من يريد بالوطن الانهيار ﻭ التدهور لمصلحته الخاصة. فالمرتزقة لا يهمها الا نفسها… فقد باع علي عبدالله صالح و اسرته الوطن بحفنات من المال ﻭ العقارات في دول شقيقة… فأصبح المعلم ﻭ الاستاذ لهولاء المرتزقة.. لا يهمهم رِفعة الوطن ﻭ لا المواطن ﻭ لا التقدم ﻭ الازدهار.

د. أحمد صالح باحبيب….نيويورك

إغلاق