أخبار العالم
تعرف على عدد وجنسيات مقاتلي “داعش” المحتجزين لدى “قوات سوريا الديمقراطية”
كشف مصدر مسؤول رفيع المستوى بوزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات لشبكة CNN، أن عدد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية في سوريا والعراق” (داعش) الذين يحتجزهم تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعوم من الولايات المتحدة، يبلغ 5 آلاف مقاتل، بينهم ألف من جنسيات أجنبية.
وقال المصدر إن الأربعة آلاف مقاتل الباقين من المحتجزين نصفهم تقريبا من سوريا والنصف الآخر من العراق، مضيفا أن عدد مقاتلي “داعش” المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، المعروفة إعلاميا بـ”قسد”، تضاعف في الشهر الماضي مع تقدم العمليات القتالية ضد “داعش”، ومحاصرتهم في آخر جيب لهم في سوريا، وهي بلدة الباغوز الفوقاني.
وأوضح المصدر أن الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب المحتجزين من دول شمال أفريقيا تليها بلدان أخرى في الشرق الأوسط. وقال المصدر إن مرافق الاحتجاز التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “ليست مستدامة ولكنها جيدة بما يكفي حاليا”.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية “تعمل شركاء التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، لإعادة المقاتلين الأجانب، ومع الحكومة العراقية لإعادة المقاتلين العراقيين، لكن لا يوجد أي محادثات مع نظام الأسد لأخذ السوريين”.
جنسيات المقاتلين
من جهته أوضح الصحفي الكردي مروان حمدوش، لـ”عربي21″، أنه بحسب المعلومات التي اطلع عليها، فإن جنسيات المقاتلين الأجانب تقسمها القوات الكردية إلى قسمين.
وذكر أن القسم الأول وهو الذي يضم العدد الأكبر، يضم دول: روسيا وتركيا والسعودية وتونس والمغرب.
أما القسم الثاني، فهو الذي يعد اليوم الأكثر إثارة للجدل، بسبب رفض بلدانهم إرجاعهم لها، وهي دول أوروبية، أبرزها: فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، بلجيكا، ودول من البلقان مثل كوسوفو وألبانيا.
وأكد أنه لا تتوفر معلومات عن عدد المقاتلين الأجانب من جنسيات خليجية، رغم تعامل السلطات في السعودية وبقية دول الخليج بصرامة مع هذا الملف.
وتاليا تفاصيل أعداد المقاتلين الأجانب وفق جنسياتهم من القسم الثاني، الذي يماطل في تسلم مواطنيه، بحسب ما اطلعت عليه “عربي21” من معلومات:
فرنسا: تحتجز قوات “قسد” 130 رجلا وامرأة وطفلا من الجنسية الفرنسية.
بلجيكا: يقدر عدد البلجيكيين بنحو 150 مقاتلا، يضاف لهم 160 طفلا ولدوا لزوجين أحدهما على الأقل بلجيكي.
ويؤكد الموقف الرسمي أن السلطات تريد تسهيل عودة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات، شرط إثبات أن أحد الأبوين بلجيكي، وما تزال الحكومة تدرس إعادة الباقين.
ألمانيا: لا يعرف عددهم تحديدا، ولكن يقدر عدد الألمان الذين سافروا إلى سوريا والعراق، وانضموا إلى تنظيمات مسلحة بألف شخص منذ 2013، أعلنت الحكومة عودة ثلثهم، وأن 150 منهم لقوا حتفهم، فيما لا تزال تجهل مصير الآخرين، إلا أن من بينهم أسرى لدى “قسد”.
بريطانيا: بحسب الوكالة الفرنسية، فإن السلطات البريطانية سبق أن أحصت مائتي مقاتل أجنبي بريطاني لا يزالون موجودين في سوريا والعراق.
روسيا: تتهم موسكو بالقتل الميداني للروسيين الذين انضموا إلى تنظيمات مقاتلة مناوئة لحليفها بشار الأسد، إلا أنها وبحسب الكرملين، تسعى إلى إعادة أبناء المقاتلين فقط، ويبلغ عددهم حوالي 1400 طفل لا يزالون في سوريا، وفق نشطاء سوريين.
وبحسب إحصائيات للسلطات الروسية، فقد توجه حوالي 4500 مواطن روسي للقتال في الخارج، معظمهم من الجمهوريات ذات الغالبية المسلمة مثل الشيشان، وفق إحصائية للاستخبارات الروسية مطلع 2018.
كوسوفو: يقدر عدد المقاتلين الأجانب ممن يحملون جنسية كوسوفو، الذين لا يزالون في سوريا، 145 شخصا نصفهم من النساء والأطفال.
ألبانيا: يقدر عددهم بأقل من مئة شخص، بينهم نساء وأطفال.
مواقف بلدانهم
أما كيف تتعامل هذه الدول مع المقاتلين الأجانب، فإنه بحسب ما رصدته “عربي21” من مواقف رسمية عبر وكالات الأنباء وما نشر من صحف بشكل رسمي، فإن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تتجنب إعادة مواطنيها الذين التحقوا بتنظيمات مسلحة في سوريا.
أما بلجيكا وألمانيا وكوسوفو، فإنها لا تعارض عودة مواطنيها من سوريا رسميا، لكنها تماطل، ويكون مصيرهم الحتمي السجن.
مخاوف الدول
من جهتها، أوضحت المختصة في الشأن الأوروبي، هالة الساحلي، أن ما يجعل الدول الأوروبية تتردد في إعادة مواطنيها إلى بلادهم، لأنها “تريد محاكمة المقاتلين الأجانب لمحاكمتهم، ومن هذا المنطلق فقضاء هذه الدول بحاجة إلى أدلة، وإثبات لمحاكمتهم”.
وأشارت في حديثها لـ”عربي21″، أن “هذا الأمر أكدت عليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت سابق، أن بلادها على استعداد لاستعادة مقاتليها إذا ما حصلت من السلطات المختصة على أدلة تورطهم”.
وأضافت: “في حال لم تتم إدانة المقاتلين الذين تمت إعادتهم، فإن هذا يضع السلطات في حرج أمام الرأي العام، ويضع المواطنين والمجتمع في خطر إفلات هؤلاء من السجن”.
وأوضحت: “لكن في الحقيقة، فإن الدول الأوروبية فشلت في تحقيق أهداف برنامج تم وضعه في 2017، بالتوافق مع الناتو، يهدف لإعادة تأهيل المقاتلين، إلا أنها لم تستطع استئصال الفكر المتطرف الراسخ لدى هؤلاء”.
واعتبرت أن “الأخطر، أن بعضهم جند بعض الشباب الذين تعرفوا عليهم في السجن”.
بالإضافة إلى أن “مدة محكومياتهم كانت قصيرة، لأنهم حوكموا على تهم إدارية. و معظم هؤلاء المقاتلين الذين تم حبسهم، يخرجون من السجن بوقت قريب، أي خلال أشهر فقط”.
ولفتت إلى أن “الرأي العام الأوروبي في غالبيته ضد عودة المقاتلين. لكن الجدل الحاصل يدور حول عائلاتهم من الأطفال و النساء. ففي بلجيكا هناك توجه نحو استرداد الأطفال الأقل من 12 سنة وأمهاتهم فقط. في حين أن فرنسا تعترض، لأنها تؤكد أن نساء داعش مقاتلات وخطيرات”.
CNN / عربي 21