عناوين الصحف
صحف عربية: انهيار داعش تجربة فاشلة أخرى للإسلام السياسي
ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الخميس، بات سقوط التنظيم الإرهابي داعش وافلاسه دليلاً على فشل مشروع الإسلام السياسي، وسط مطالب بضرورة القيام بمراجعات سياسية لبعض من الحقب التاريخية السابقة.
انهيار التسيس الإسلامي
البداية من مقال لصحيفة “الجريدة” الكويتية، وهو المقال الذي وضعه الكاتب والمحلل السياسي خليل علي حيدر، والذي أشار إلى الفشل المتواصل للجماعات الإسلامية في تكوين نموذج دولة خاصة بهم.
وقال الكاتب إن “جميع التجارب الإسلامية كان محكوماً عليها بالفشل، موضحاً “حتى لو نجحت هذه الدولة أو التجربة الإسلامية مؤقتاً، فإنها لا تثبت ولا تزدهر ولا تتفوق، بل سرعان ما تتزعزع أو تتراجع أو تتغير طبيعة دولتها، أو تعجز اقتصادياً وسياسياً عن الوفاء بوعودها!.
لماذا يتحول “النظام الإسلامي” و”الحزب الإسلامي” فور تمكنه من الحكم والسيطرة إلى نظام متسلط؟ ولماذا يتدهور الاقتصاد وتتراجع العملة وتنعزل الدولة عن العالم، وتقوى الاستخبارات ويغلب على الناس الخوف والصمت واللامبالاة؟ وتساءل حيدر عن سبب فشل جميع هذه النماذج وعلى رأسها النموذج الإيراني الذي بشر الكثير من الإيرانيين بالمكاسب التي لم يتحقق منها أي شيء.
وانتهى الكاتب في هذا المقال إلى التأكيد على أن السبب يعود إلى خلل في العقلية التفكيرية للإسلاميين، ممن يتحلون إلى الدكتاتورية والتسلط فور وصولهم إلى الحكم.
الجمرة التي تحرق أوروبا
صحيفة “الأهرام” المصرية، وفي مقال للكاتبة وفاء صندي، أشارت إلى أن سقوط داعش أصبح يمثل “الجمرة التي تحرق يد أوروبا”.
وتساءلت ما الذي يمكن أن تفعله الدول المختلفة مع مواطنيها الذين انضموا إلى تنظيم داعش، خاصة بعد نهاية التنظيم فيسوريا والعراق؟.
ونبهت الكاتبة إلى تلميح عدد من الدول الأوروبية إلى اقتراح بإنشاء محكمة دولية في الشرق الأوسط لمحاكمة العناصر التي شاركت في القتال ضمن صفوف داعش.
وقالت إن “ذات المقترح أيدته قوات سوريا الديمقراطية التي اعتبرت أن إنشاء مثل هذه المحكمة سيكسر الجمود مع الحكومات الأجنبية التي ترفض إعادة مواطنيها إلى وطنهم، غير أن هذه الخطوة تطرح العديد من التساؤلات، منها كم سيستغرق الأمر حتى يتم إنشاء مثل هذه المحكمة؟ وهل سيتم التنسيق مع جميع الدول المعنية بخصوص القوانين المناسبة للتعامل مع أعضاء داعش؟ وهل سيتم حبس المقاتلين في بلدانهم أو في سوريا أو العراق؟
ونبهت الكاتبة إلى خطورة طرح هذه القضية الآن خاصة وأن المشكلة تكمن في أن المنطقة ذاتها لم تعد في حالة تسمح لها باستيعاب والتعامل مع مخاطر وكوارث إضافية.
داعشيات
وإلى صحيفة “العرب”، التي أشارت إلى دقة الموقف الدولي مع الداعشيات ممن أعلن أنهن غير نادمات على انضمامهن إلى هذا التنظيم المتشدد الذي يجتمع على محاربته العالم بأسره.
وأشارالكاتب والمحلل السوري بهاء العوام، إلى أن خروج نساء داعش من قرية الباغوز تحديداً بات مسألة وقتية ترتبت على تقدم الأحداث العسكرية والسياسية على الأرض، لكن خروج هؤلاء لا يحجب أن الفكرة التي يحملنها، كبقية المؤمنين بأدبيات التنظيم الإرهابي، تظل قائمة، بل أن خطورتها لدى النساء أعمق أثراً، خاصة مع تأكيد بعضهن أنهن غادرن الجيب الأخير للتنظيم ليربين جيلاً آخر يقود التنظيم.
ونبه العوام إلى ضرورة وأد الحلم الداعشي، وهي الخطوة التي تستوجب إعادة قراءة تاريخنا، وهي القراءة التي تبوح بما جرى في بعض العصور الإسلامية.
وانتهى العوام إلى الإشارة إلى أنه “لا توجد أمة لم تعرف عصراً مظلماً عبر تاريخها، والخطوة الأولى للخروج منه هو الاعتراف به وانتقاد رموزه عبر الكتب والمناهج الدراسية والأبحاث والروايات والقصص والسينما والتلفزيون وحتى الأغاني، بهذا فقط يتحول العصر المظلم إلى حقبة تاريخية وتتوقف رحلات العودة إليه واستحضاره.
قضية دولية
صحيفة “الشرق الأوسط”، أشارت إلى أن الداعشية شميمة بيغوم، ليست البريطانية ذات الأصل البنغلاديشي، سوى امرأة أوروبية من بين 700 داعشية مثلها، يجلسن محتجزات في هذه اللحظة داخل معسكرات في شرق سوريا.
وقال الكاتب والمحلل سليمان جودة، إلى أن طفل بيغوم الذي توفي قبل أيام داخل المعسكرات هناك، ليس سوى واحد من بين 1500 طفل مثله، لا يزالون هناك أيضاً في انتظار مصير لم يتحدد بعد.
ونبه إلى تحول قضية الدواعش من ذوي الأصول الأوروبية أو الأمريكية إلى ورقة سياسية، وهي الورقة التي تلعب بها بعض من القوى والحكومات الآن لحصد المكاسب.
وأشار إلى دقة هذه القضية السياسية التي تتصاعد دونما أن يفكر أحد الآن بالعالم في انتهاز هذه الفرصة المتاحة لإشهار إفلاس تنظيم داعش الإرهابي على ألسنة الذين انخدعوا فيه وفي أفكاره، وفي سلوكه الداعي إلى العنف والتدمير.
واختتم جودة مقاله بالقول: “بدأت حكاية الدواعش المحتجزين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، بوصفها قضية تنتظر معالجة من نوع خاص، ولكنها ما لبثت حتى تحولت إلى ورقة سياسية، يضغط بها كل طرف يجدها بين يديه، لإحراز أهداف في غير مرمى الموضوع”.