بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أفضل تسليم
يشرفني أن أرحب بكم باسم الهيئة القيادية لحزبنا في الجنوب ومنظمة الحزب في حضرموت وانقل اليكم تحيات الأخ / د. عبدالرحمن عمر السقاف أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني احييي رؤساء المنظمات والمكونات السياسية والاجتماعية والأحزاب وقادة الثورة الجنوبية ومناضلي حرب التحرير ومدراء المرافق ومؤسسات الدولة وجميع الحاضرين كل باسمه وصفته نعبر لكم عن عظيم امتناننا لحضوركم رجالاً ونساءً و شباب تحملتم عناء السفر من مناطق بعيدة وتركتم اعمالكم في هذا اليوم لتشاركونا ذكريات الثورة والاستقلال والأربعين عاماً على قيام الحزب الاشتراكي اليمني.
نحيي في هذا المقام قوات النخبة الحضرمية والأمن نواة الجيش الحضرمي بقيادة ابن حضرموت وقائد التحرير الأخ اللواء فرج سالمين البحسني محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية وقادة الوحدات والالوية ونطالبهم بالتمدد على طول مساحة حضرموت ساحلا وواديا وصحراء وبسط السيطرة على جميع المنافذ وخاصة منفذ الوديعة ونرحب بالجهود الجارية من قبل الأخ المحافظ بإعادة فتح مطار الريان وكل الجهود الجارية لإعادة بناء مؤسسات المحافظة وتحسين حياة المواطنين.
ايها الاخوة والاخوات في هذه اللحظات تتجه انظار الاشتراكيين في الداخل والخارج نحو هذه القاعة ونؤكد لهم ان اشتراكيي حضرموت سيضلون اوفياء لقيم العدالة والحرية والمساواه مدافعين عن حقوق الكادحين من العمال والفلاحين والصيادين والمثقفين والجنود وكل من يسهم في بناء الاقتصاد والتجارة وكافة فئات شعبنا .
أننا في هذا المقام نجدها مناسبة للحديث عن الجوانب المشرقة والمضيئة في مسيرة الحزب الاشتراكي اليمني الذي لا يستقيم الحديث عنه دون الحديث عن ثورة الرابع عشر من أكتوبر وعن الاستقلال في (30) نوفمبر 1967م التي توج فيها شعبنا نضاله بقيام الدولة الوطنية المهابة، تقترن احتفالات حزبنا بذكرى تأسيسه مع هاتين المناسبتين العظيمتين لهما معنى ودلالة عظيمة لترابطهما الوثيق ولاقترانهما ببعضهما كحدثان مثلا نقطة مضيئة في حياة شعبنا وشعوبنا العربية كونه يأتي استقلال بلادنا عشية هزيمة حزيران 67م المشؤمة.
وبعد أن خاض شعبنا ومناضليه أربع سنوات من الكفاح المسلح حتى نيل الاستقلال الناجزوتوحيد23سلطنة مشيخة وامارة في دولة واحدة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حمت سيادتها وأنهت الثارات والاقتتال القبلي وازالت الفوارق بين الطبقات دولة نظام وقانون وعدل وقضاء نزية وأمن واستقرار وتعليم وعلاج مجاني وثبات في أسعار المواد الغذائية والعملة الوطنية وأقام خلال الخمس السنوات الأولى من عهد الاستقلال شبكة طرقات رئيسية امتدت من عدن الى اقاصي المهرة والى سيئون بينما العهد الجديد بعد عام 90 لم يستطيع استكمال طريق رسب ساه غيل بن يمين رغم مرور 28 عاماً على تصدير النفط من هذه المناطق وكهرباء الخمس المدن وانتشار التعليم ومحو الامية ومدارس البدو الرحل والابتعاث للدراسة في الخارج لألاف الكوادر من أبناء العمال والفلاحين والكادحين وجميع الطبقات هناك بعض الأخطاء الكبيرة التي رافقت تجربة الثورة والدولة كان الحزب قد انتقدها أشد انتقاد وهو على وشك تصحيحها جاءت متغيرات دفعت بتحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990م وكنا نعتقد انا تلك الوحدة ستحقق المزيد من الاستقرار والتنمية باستخراج النفط والمعادن.
الا إن حزبنا عندما اكتشف استغلال الوحدة لأهداف ذاتية تحولت الى ضما والحاقا كان أول من قاوم الطغاة وجبروتهم وتعرض خلال 90-93م اعضاءه للقتل والاغتيالات حيث اغتيل 159 كادراً من خيرة كوادره وما تلا ذلك من حرب عدوانية ظالمة كانت أشد ضراوة وأبشع جرما لا يضاهيها الا غزو 2015م لعدن ومناطق الجنوب.
خلال تلك السنوات الماضية ضربت مؤسسات الجنوب العسكرية والمدنية وخصخصت مؤسسات القطاع العام والتعاونيات بصورة انتقامية لم يسبق لها مثيل.
أيها الأخوات والأخوة.
يحق لنا أن نفتخر بحزبنا فمن مقراته أنطلق الحراك الجنوبي وتصدر أعضاءه وأنصاره ومؤيدوه صفوف الحركة الاحتجاجية التي انطلقت من حضرموت في 97م باستشهاد بن همام وبارجاش وفي عام2007م قاد كوادر الحراك الجنوبي الذي اشعل جذوه القضية الجنوبية وحماها من الانطفاء وقدم حزبنا الشهداء والجرحى ولم تنكسر إرادة مناضليه الذين أمنوا بأنه لا مكان لهم الا بين أوساط الجماهير مثل ما كانوا في الصفوف الأولى في حملة الملاحقة والاعتقال ولا توجد زنزانة او معتقل في الجنوب الا وكان أعضاء حزبنا خلف جدران تلك الزنزانات والمعتقلات لا زالت في الذاكرة بعد 27 أبريل 2009م كان من بين 60 عضواً في لجنة محافظة حضرموت 20 معتقلا والعديد منهم مطاردين.
لم نكن نبحث عن سلطة أو نفوذ أو تميز فقد تعرض العديد منا لمحاولة الاغراء من قبل النظام الجديد وامتيازاته ولكننا رفضنا جميع العروض ولا ندعي اننا ملائكة فهناك من حوصر في لقمة عيشة وأمنه وتعرض لضغوطات الحياة ولكن ضل الغالبية العظمى كالقابضين على الجمر ظلوا سائرين على طريق الحرية والكرامة والاستقامة طريق حق شعبنا الجنوبي في تقرير مصيره واستعادة دولته التي لا نقصد بها استعادة ذلك النظام بذاته او شخوصه انما نظام جديد ديموقراطي اتحادي فدرالي يضمن حقوق الاقاليم وخصوصا حضرموت الذي تشكل في الوقت الراهن اكثر من نصف المساحة وثلث سكان الجنوب ونطالب جميع المكونات السياسية ان تراعي هذه المعادلة لضمان بقاء الجنوب موحدا على كافة الأصعدة الادارية والبرلمانية والعسكرية والامنية والقضائية والسلك الدبلوماسي وغيرها من مكونات الدولة
الحاضرون جميعا”
إن احترامنا لقيمة الحوار لا تقل مكانة عن احترامنا لقيم النضال من هذا المنبر نجدد موقفنا الصادق من الحوار ، وقد كنا السباقين في الدعوة إليه باعتبار الحوار هو الأسلوب الأمثل لتقريب وجهات النظر ، ووحدة الصف الجنوبي ، والحوار في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بات ضرورة ملحة لمواجهة التحديات الماثلة امام الجنوب وقضيته ، وإنجاز المهمات العاجلة التي ينبغي إنجازها ، وتحضير الذات لمواجهة الاستحقاقات القادمة ، ومن هذا المنطلق كان اعضاء حزبنا السباقين في العمل على المشاركة في كل ما يجمع ابناء حضرموت فكنا مشاركين في جميع المجالس الاهلية باستثناء فترة سيطرة القاعدة على المكلا، ابتداء من ملتقى ابناء حضرموت حتى حلف حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع وتمسكنا بقناعة راسخة بحقوق حضرموت كا اقليم بذاته ينعم ابناءها بخيراتها وحقوقها كاملة في مختلف المجالات ، فبقدر ما نطالب بحقوق حضرموت وندافع عنها سندافع عن حقوق الاخرين في اطار الدولة الاتحادية.
كما رحب حزبنا بالشراكة مع معظم المكونات الجنوبية في مراحل مختلفة ورحبنا باللقاء التمهيدي الذي عقد في عدن مع لجنة الحوار المنبثقة عن المجلس الانتقالي وكان لقاء مميزا والحزب الاشتراكي بما يمتلكه من مؤرث نضالي وتجربة في العمل السياسي وما يمتلكه من قراءة للواقع فان طريق النضال ليس مفروشا بالورد فهناك صعوبات وتعقيدات جمه يجب على الجميع ادراكها والتعاطي معها بروح مسؤوله ترتقي الى حجم القضية الجنوبية واتساع الجنوب لكل ابناءه بقدر ما نكون جميعا شركاء في الحاضر سنرسم معالم المستقبل.
نجدد تأكيدنا على اهمية الحوار فنحن مع التعدد والتنوع في اطار وحدة الهدف ومع التوافق الجنوبي الجنوبي لكل اطياف الجنوب بما يؤدي الى تعزيز الجبهة الداخلية ويحافظ على نسيجها الاجتماعي ويجسد نهج وقيم التصالح والتسامح وتقترن الاقوال بالأفعال.
فالجنوب اكبر منا جميعا ويتسع للجميع ومن يحاول اختزال الجنوب بمكونة او يريد ان يفصله على مقاسة فمصيره الفشل.
ايها الاخوة والاخوات
ها هو العام الرابع يوشك على الانتهاء ونحن نعيش بين رحى حرب متداخلة الاهداف متعددة الاطراف دفع ثمنها ولازال يدفع البسطاء والمقهورين في الجنوب والشمال على حد سواء حرب اكلت الاخضر واليابس وادخلت الشعب في حروب اخرى اكثر فتكا.. حرب مع العمله واخرى مع رغيف الخبز وحرب مع الامراض والاوبئة وحرب مع الراتب والتهديد بالمجاعة التي بداءة بعض مؤشراتها في عدد من المناطق وانطلاقا من واجبنا الوطني فأننا نجدد دعوتنا لوقف الحرب وندعو للسلام الدائم والعادل كما ندعو الى سد النواقص والثغرات في المرجعيات الثلاث التي اغفلت القضية الجنوبية ووفقا للمعطيات الجديدة على ارض الواقع، لان أي تجاوز للقضية الجنوبية التي تعد اس الازمة اليمنية وجذر مشكلتها لا يؤدي الى سلام دائم ولن يساعد على انجاح المساعي بوقف الحرب والعودة للعملية السياسية.
في الختام ندعو الجميع في هذه المناسبة الخالدة الى استلهام قيم النضال والثورة ومكارم الاخلاق والتضامن والتعاضد مع المنكوبين من جراء الحروب والمتضررين من تدهور الحياه المعيشية وتربية ابناءنا تربية وطنية قائمة على الولاء للوطن وعلى الايثار والاخلاص والوفاء.
المجد للثورة والخلود للشهداء