كتابات
الأزمة اليمنية ..والحالة المدارية الجنوبية
يخطئ من يظن أن الأزمة اليمنية هي نتاج صراع بين أجنحة حكم يمنية -يمنية متباينة في مصالحها ذلك من المؤسف مايتراءى للكثير من المحللين والناظرين للأمور بهذه السطحية والعدمية في اجتراح حلولها .
القاريء والمدقق بتمعن لما يحدث على أرض الجنوب مابعد حرب 1994م يذهب بعمق إلى أن الوحدة اليمنية التي تمت عام 1990م هي الأساس الذي فجرت هذه الأزمة بعد أن كشفت القناع عن جوهر الصراع الأجتماعي الحاضن لبؤر التشكل العسكري الطبقي الطائفي وهو ماأخذ مداه مذهبيا إلى لحظة الانفجار الهوياتي تاريخيا وسياسيا وولد ماعرف عندها بأزمة القضية الجنوبية التي تدحرجت ككرة الثلج من المطالب الحقوقية إلى المطالب السياسية وبدأت هناك دعوة عودة( الأصل إلى الأصل) في موازاة عودة( الفرع إلى الأصل ) وهنا تمت المفاضلة والمكاشفة في الأزمة اليمنية برمتها .
إن كل ماعدا ذلك من تفاصيل هي نتاج طبيعي لهذا الخلل في عقد الوحدة الذي لم ينظر بتمعن لخصائص المجتمعين اندماجا اجتماعيا وقبليا وجوهر المكون الفكري في معطياته الثقافية فضلا عن بناه الاجتماعية والجيوغرافية وهو ماتسبب بحالة الفرز في هذه الأزمة عن كل تلك الأوجه في الصراع وتركها جانبا مسندا على الحائط الجهوي فرزا متخذينه كحائط مبكى لهم
لقد دخلت الحالة الجنوبية في تشكلات اعصارها منذ لحظة التوقيع على اتفاقية عمان بالاردن 1993م مرحلة التكوين الظرفي المناخي المتقلب في الجنوب والباعثين لسحبه في الشمال وافضى بمراحله المتعددة على امتداد السنوات التي تلته حتى 2017م عام التصعيد العسكري والسياسي المنظم ووجود حامله الممثل بالمجلس الانتقالي والاعتراف به كممثل سياسي جنوبي يعول عليه حمل القضية الجنوبية وانتقال ذلك إلى مرحلة الحسم واغراق الشمال بطوفانها المهلك وهذا ماينذر به المدار في مراحله المتقدمة وما لاح من بوارق تغير في تشكلاته الآنية .
أكرم باشكيل
2018/11/28م