عناوين الصحف

العرب اللندنية : مبادرة إماراتية سعودية لتحسين ظروف اليمنيين في رمضان

أعلنت الإمارات والسعودية الشريكتان الرئيسيتان في تحالف دعم الشرعية اليمنية، الإثنين، عن تخصيص مبلغ 200 مليون دولار كمساعدات إنسانية توجّه لتحسين الأوضاع الغذائية والصحية لليمنيين خلال شهر رمضان القادم.

وعلى مدار حلقات الصراع الذي فجّره المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران بانقلابهم قبل أكثر من خمس سنوات على السلطات اليمنية المعترف بها دوليا وسيطرتهم بقوّة السلاح على عدد من مناطق البلاد، عملت السعودية والإمارات الشريكتان الأساسيتان في تحالف دعم الشرعية اليمنية، على معالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة باليمن وتخفيف وطأة الحرب على مواطنيه، وقامتا في نوفمبر الماضي بإعلانهما عن إطلاق مبادرة كبرى تحمل اسم “إمداد” وتهدف لإغاثة ما لا يقل عن 12 مليون يمني من المتأثرين بظروف الحرب في بلادهم.

وبالتوازي مع ذلك دعّم البلدان جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بهدف وقف الحرب في اليمن، وذلك رغم تعثّر تلك الجهود والذي يتجلّى حاليا في فشل تنفيذ اتفاقات السويد حول محافظة الحديدة غربي اليمن بسبب عدم التزام الحوثيين بما تمّ الاتفاق عليه في ستوكهولم خلال شهر ديسمبر الماضي بشأن وقف إطلاق النار وتنفيذ عملية إعادة انتشار للقوات في المحافظة وفتح الطريق لإيصال المساعدات الإنسانية لليمنيين.

وتمّ الإعلان عن الجهد الإنساني الإماراتي السعودي الذي سينفّذ خلال شهر رمضان القادم ويشمل مختلف مناطق البلاد سواء ما هو واقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية أو تحت سيطرة المتمرّدين، بينما كان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يحلّ بالعاصمة اليمنية صنعاء، أملا في إنعاش مسار السلام شبه المتوقّف.

وأعلنت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات، ريم الهاشمي، أن أبوظبي والرياض قررتا تخصيص 200 مليون دولار مساعدات إنسانية لليمن في شهر رمضان الذي يحلّ هذا العام بعد حوالي شهر من الآن.
وأضافت الهاشمي، الإثنين، متحدثة من العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن هذا الدعم لليمن يتضمّن تخصيص مبلغ 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي، و40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال من خلال منظمة يونيسيف و20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية.

ولفتت إلى أن هذا الدعم الموجّه سيركز قسم كبير منه على المرأة حيث تحتل الأمهات والنساء عموما مكانة كبيرة ضمن برامج المساعدات الخارجية نظرا لدورهن البارز والمحوري في تقديم المساعدات بكفاءة وتعزيز بناء النسيج الاجتماعي.
ولفتت إلى الصعوبات التي تعرقل وصول المساعدات إلى اليمن بسبب المعوقات التي يضعها الجانب الحوثي، والتي تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها للتخفيف من المعاناة الإنسانية، وعدم احترام الاتفاقات التي تم التفاوض بشأنها كاتفاق ستوكهولم للسلام.

وأوضحت أنه تم اختيار توقيت شهر رمضان لتقديم هذا الدعم من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة والحرص على توصيل المساعدات خلال الأسابيع القادمة، لتمكين الشعب اليمني من تلبية احتياجاته خلال الشهر ذي الخصوصية في اليمن وسائر البلدان العربية والإسلامية.
وأضافت “سنعمل مع وكالات الأمم المتحدة من أجل إيصال تلك المساعدات إلى كافة أنحاء اليمن. كما أننا نرغب في بدء عملية إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز اقتصاد اليمن”، داعية إلى “احترام اتفاقات السلام”.

وأوضحت أن هذه المبادرة تأتي إضافة إلى ما التزمت به الإمارات والسعودية لدعم اليمن بمبلغ مليار دولار أميركي ومبلغ 250 مليون دولار الذي قدمته دولة الكويت والذي تم الإعلان عنه في مؤتمر المانحين بجنيف في السادس والعشرين من شهر فبراير الماضي، حيث تُعد هذه أكبر منحة في تاريخ الأمم المتحدة.

ومن الجانب السعودي قال عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في تصريح صحافي “إن دول التحالف تسعى جاهدة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني جراء الأزمة الإنسانية الصعبة التي يمر بها بسبب عدم احترام الميليشيات الحوثية لمبادئ اتفاقية ستوكهولم وما صدر عنها من توصيات وما تقوم به من استغلال للأزمة الإنسانية وتحويلها للكسب العسكري والسياسي”.

وشرح في ذات التصريح أنّ كلا من السعودية والإمارات تقومان “بتنفيذ برنامج عاجل مع الشركاء الاستراتيجيين في الأمم المتحدة وبالأخص برنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية لتخفيف المعاناة الغذائية وسوء التغذية والصحة والإصحاح البيئي في اليمن بما يضمن منع حدوث أي مجاعة أو تفشي أوبئة ناتجة عنها”، مبيّنا أنّه “تم تصميم البرنامج المشترك بما يضمن سرعة التنفيذ والوصول إلى المناطق الأكثر احتياجا في اليمن، وجاء التركيز على وجه الخصوص على الفئات الأكثر حاجة للرعاية ألا وهي المرأة والطفل”.

وتظهر أرقام رسمية أن إجمالي ما قدمته دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات دعما لليمن على مدى الأعوام الأربعة الماضية يزيد عن 18 مليار دولار أميركي.

وعلى صعيد سياسي وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الإثنين، إلى العاصمة صنعاء، في محاولة جديدة للدفع بتنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي مرت عليه قرابة 4 أشهر.
ولم يصرح المسؤول الأممي للصحافيين بأي معلومات حول زيارته ومدتها، لكنّ مصادر يمنية توقّعت أن يعقد لقاءات مع مسؤولين في جماعة الحوثي، تتناول ضرورة تنفيذ اتفاق ستوكهولم، كخطوة أولية في سبيل الحل السياسي باليمن.

وفي انعكاس لأجواء الحرب التي يشيعها الحوثيون، أعلن المتحدّث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، الإثنين، أنّ منظومة الدفاع الجوي السعودي تمكنت من اعتراض طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون من داخل اليمن باتجاه منطقة عسير بجنوب غرب المملكة، معتبرا في بيان صحافي “استمرار المحاولات المتكررة للميليشيا الحوثية المدعومة من إيران في استهداف المواقع المدنية من خلال هجمات الطائرات دون طيار، وكذلك الزوارق المفخخة والمسيرة عن بعد، واتخاذ محافظة الحديدة تحديدا نقطة لانطلاق هذه العمليات الإرهابية والعدائية، يأتي في الوقت الذي تلتزم فيه قيادة قوات التحالف بوقف إطلاق النار بالحديدة التزاما بنصوص اتفاق ستوكهولم”.

 تحديث نت
إغلاق