عناوين الصحف

صحف عربية: قطر وتركيا بـ”لا خيارات” في طرابلس

أشارت مصادر مسؤولة إلى سقوط السيناريوهات القطرية والتركية في ليبيا، بعد إطلاق عملية تحرير طرابلس من الميليشيات على يد قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، وسط دعوات دولية إلى ضرورة الوصول إلى حل سياسي حاسم للأزمة الحاصلة في البلاد.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، تمر ليبيا بأزمات متواصلة تقتضي ضرورة وجود قائد كبير وحاسم بحجم المشير حفتر، فيما ترى مصادر أن الغرب يحاول إعاقة انتصار حفتر في عملية طرابلس، بحجج سياسية واهية.

إفلاس تركيا وقطر

البداية مع صحيفة “العرب” التي أشارت إلى ضعف الدور التركي والقطري في ليبيا، وقالت إن “هجوم المشير خليفة حفتر على طرابلس يلقى تفهّماً دولياً كخطوة ضرورية للحل السياسي في ليبيا”.
وقال متابعون للشأن الليبي إن “النفوذ التركي القطري في مدن الغرب الليبي يتراجع تحت ضغط تطورات عدة، أهمها أن مكونات المجتمع الليبي من قبائل ومجموعات سياسية وحزبية وشخصيات توصلت إلى قناعة بأنه لا يمكن تحقيق مصالحة وطنية فعلية دون تفكيك نفوذ الميليشيات الإسلامية التي تسيطر على طرابلس وتتلقى دعماً قطرياً وتركياً سخياً”.
وأضافوا أن هذا التوجه الليبي يجد تفهماً دولياً واسعاً خاصة بعد تجارب حكم الإسلاميين في مصر وتونس ودورهم في سوريا واليمن، وباتت دول مثل الولايات المتحدة، التي لم تخف حماسها لسيطرة الإسلاميين على موجة الربيع العربي، أكثر اقتناعاً بأن هذه الجماعات لا تستطيع أن تكون شريكاً في أي انتقال سياسي، وأنها توظف الديمقراطية للسيطرة على الحكم ومؤسسات الدولة.
وأشاروا إلى وجود قرائن كثيرة على أن جماعات الإسلام السياسي، التي سوقت لها الدوحة وأنقرة، ارتبطت بشكل أو بآخر بالإرهاب سواء عبر المشاركة الفعلية أو بتقديم التسهيلات لشبكاته وحماية أنشطتها، وخلق مناخ مساعد لها في الاستقطاب والتجنيد.

انتصار حفتر

وبدوره، قال الكاتب الصحافي الليبي محمد علي المبروك إن “تحرك جيش حفتر نحو المنطقة الغربية ودخوله الفعلي لبعض المناطق هو مجرد اختبارات ليس إلا لوصف القوة المتجهة نحو الغرب بأنها قوة استطلاع سمح لها بالتقدم إذا لم تجد مقاومة والاشتباك والتراجع إذا وجدت مقاومة، وهذه هي حقيقة القوات العسكرية المتوجهة إلى المنطقة الغربية”.
وأضاف في مقال له نشرته صحيفة “بوابة أفريقيا” الإلكترونية أن “جيش حفتر لم يستخدم قوته الكاملة فهو ينتظر نتائج اختباراته وحسب للاستعداد لما هو أعظم “، مشيراً إلى أن الجيش سيتقدم بقوة كبيرة إذا تجاهلت قيادة الجيش الضغوط الدولية المحتشدة عليها هذه الفترة.
وأوضح الكاتب أن الهدف المعلن لتحرك جيش حفتر هو تحرير أبناء الشعب الليبي من أوضاعهم البائسة مع دلالة إنجاز وطني تحقق ويتحقق يتمثل في مسيرة لهذا الجيش هي مسيرة وطنية خالصة لليبيا المشتتة، فوحد الشرق الليبي مع الجنوب الليبي ويتقدم نحو الغرب الليبي لتوحيده مع شرق وغرب ليبيا وهذا هو المبتغى الوطني إذا تشتت البلاد.

الحلول الحفترية

وتحت عنوان “لماذا يعرقل الغرب الحلول الحفترية في ليبيا؟”، أشار الكاتب الصحافي عبدالله ناصر العتيبي في مقال له بصحيفة “الحياة” اللندنية أن البعض يتساءل هل تريد الدول الغربية وبخاصة الدول العظمى، إنهاء الحروب والصراعات في العالم ومن بينها منطقتنا العربية؟ .
وقال إن “الغرب يعرف ما يدور في ليبيا، وأن هناك حاجة ماسة لرجل قوي يحظى بقبول دولي، يستطيع العبور بالبلاد مرحلة الفراغ التي سقطت فيها بعد سقوط الديكتاتور معمر القذافي”.
وأضاف أن “الغربيين يعرفون أيضاً أن المشير خليفة حفتر هو الوحيد القادر في المرحلة الحالية على بسط الأمن وفرض السلم على كامل التراب الليبي، لكنهم على رغم تمام هذه المعرفة يعرقلون انتصاره ويحاولون أن يقفوا أمام توحّد ليبيا تحت علم الجيش الوطني بحجج سياسية واهية”.

المشهد الليبي

وفي تحليل له عن المشهد الليبي، قال أستاذ العلوم السياسي المصري الدكتور أحمد يوسف أحمد إن “أطراف الصراع في ليبيا الآن تنحصر في فريقين، الأول هو الجيش الوطني الذي يرفع شعار إعادة بناء الدولة الوطنية الليبية ونجح في تحقيق خطوات مهمة في هذا الصدد، والثاني هو حكومة الوفاق المعترف بها دولياً”.
وأوضح في تحليله بصحيفة “الأهرام”، أن هذه الحكومة مدعومة من ميليشيات مسلحة إرهابية تدعمها تركيا وقطر بالتواطؤ مع قوى دولية، وقد يكون مفيداً هنا الإشارة إلى الاستقالة الأخيرة لنائب رئيس المجلس الرئاسي الذي اتهم رئيس حكومة الوفاق الوطني السراج بأنه أداة طيعة في أيدي الميليشيات، مشيداً بتقدم الجيش الوطني الليبي في طرابلس، وهو ما يفيد بوجود قاعدة مؤيدة له.
وكما استنكر ما يردده البعض من أن عملية الجيش الوطني في طرابلس تهدد الاستقرار السياسي، وتساءل عن أي استقرار سياسي يقصدون؟ وهل هو استتباب الأمر للميليشيات الإرهابية التي تقتتل فيما بينها من حين لآخر؟.
وتساءل قائلاً “ألم تتسبب الأوضاع الخاطئة المستتبة في اليمن في كوارث الأوبئة والمجاعات؟ وهل ننسى ما حدث في العراق وسوريا وغيرهما على أيدي داعش؟ فلماذا يتعين علينا أن نقبل استمرار هيمنة الميليشيات الإرهابية في طرابلس وغيرها بذريعة الحفاظ على الاستقرار ومراعاة الاعتبارات الإنسانية المفتقدة أصلاً بما فيها حق الحياة نفسه حيث يسيطر الإرهابيون؟”.

تحديث نت

إغلاق