عناوين الصحف
صحف عربية: الأزمة السودانية تتصاعد.. والرهان بات على الشارع
وتخوفت بعض من الصحف العربية الصادرة اليوم السبت من تداعيات المشهد السياسي في البلاد وسط رهان متواصل على قدرة الشارع الان على التغيير.
الاهتمام المصري
البداية مع صحيفة “الأهرام” التي أشارت إلى متابعة مصر وببالغ الاهتمام التطورات المتلاحقة في السودان.
وقالت الصحيفة إن “مصر عبرت بقوة عن موقفها الواضح في بيان رسمي أصدرته وزارة الخارجية، وهو أول بيان لدولة عربية بعد إعلان عزل الرئيس عمر البشير”.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها السياسية أن “هذا البيان وضع النقاط على الحروف وقدم كل الدعم للاستقرار المطلوب في السودان وحث المجتمع الدولي على احترام رغبة الشعب ومساندة المؤسسات السودانية ودعم خيارات الشعب السوداني”.
وتطرقت الصحيفة إلى رؤيتها للشعب السوداني قائلاً إنه “قدم صورة حضارية على مدى الشهور الماضية في الحراك السلمي وعدم التصعيد حفاظاً على الأرواح والممتلكات مما يعطي الأمل الكبير في أن لغة الحوار على أرضية المصلحة العليا للبلاد هي التي تسود وتمنح هذا البلد كل الضمانات في أن يتجاوز الصعوبات المعيشية والاقتصادية وتوفير فرص العمل المناسبة للشباب والحد من معدلات البطالة المرتفعة وتحقيق الاستقرار في المناطق المتوترة”.
البشير ينقلب فوق كرسيه
وتحت عنوان “البشير ينقلب فوق كرسيه”، قال وزير الخارجية الليبي الأسبق عبد الرحمن شلقم في تحليله للمشهد السوداني إن “المشهد السياسي بالبلاد يستمر في رسم حلقات مسيراته الطويلة”.
وأضاف شلقم في هذا التحليل المنشور بصحيفة “الشرق الأوسط”، أن القيادة العسكرية في السودان اتفقت على تشكيل مجلس عسكري يقود البلاد لعامين، وهو على رأسه، مشيراً إلى أن البشير يستمر في رسم المسارات من وراء ستار وإلى جانبه عدد من العسكريين المقربين منه.
وتساءل شلقم، هل سيطبق البشير ما أبدعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتبادل الأدوار مع رفيقه ميدفيديف، وسيعود بعد سنتي الانتقال الصورية للترشح للرئاسة؟.
وأنهى شلقم هذا التحليل بالقول إن “الشعب السوداني الصابر الغاضب يجيد كتابة الفعل، كما يتقن قراءة خفايا الألاعيب التي يحركها الخبث والدهاء والقمع”.
وقال إن “السودان في حاجة عاجلة إلى دعم مالي خارجي لتوفير الغذاء والدواء والوقود”، لكن رد الفعل العالمي الرافض لما سمي الانقلاب لا تبشر بيد عون قريبة، سيتحول الرفض الشعبي إلى انفجار رهيب يحرق الستار الذي يختفي وراءه البشير وزمرته، ويكسر الكرسي الذي انقلب فوقه المشير البشير.
الإطاحة بالبشير
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل عدلي صادق أن مزاج الشارع السوداني الآن يوضح إن “أي دور للقادة العسكريين مرفوض تماما، باستثناء حفظ النظام والسلم الأهلي، لحين انبثاق حكومة مدنية وقيادة جديدة للبلاد ينتخبها الشعب دون إكراه”.
وقال صادق وعبر صحيفة “العرب” أن السودانيين وفي خضم الأحداث التي يعيشونها الآن عبروا عن رغبات يُستشف منها أنهم يطالبون أكثر من اختصار مدة الفترة الانتقالية التي يحكم فيها العسكريون، ويركزون على ضرورة أن تتشكل خلال الفترة الانتقالية حكومة انتقالية مدنية، لكي لا يؤثر الزمن ونوعية القوى المتنفذة، سلباً على أداء الدولة!
وأشار إلى أن الشارع السوداني الآن يرفض أي دور للقادة العسكريين، باستثناء حفظ النظام والسلم الأهلي، لحين انبثاق حكومة مدنية وقيادة جديدة للبلاد ينتخبها الشعب دون إكراه.
وفي أكثر التغريدات على وسائل التواصل هدوءا يقال إن استمرار وزير الدفاع في واجهة النظام السياسي يعني أن ثورة الشعب لم تنته فصولها، وقد كتب المغردون “لا لأي حكم عسكري، نريد في السودان حكومة مدنية تبني البلاد من جديد وتُعيد للشعب الطيب هذا كرامته”.
واختتم صادق حديثه بالقول إنه ما يجري في السودان يعتبر أمراً طبيعياً بعد 30عاماً من حكم رجل لم يخلع البزة العسكرية، وأوصل السودان إلى حال التفجر الاجتماعي.
زلزال السودان
وتحت عنوان “زلزال السودان”، قال المحلل والخبير السياسي صادق ناشر عبر صحيفة “الخليج” الإماراتية إن “التطورات التي حملتها الساعات الأخيرة في السودان فاجأت المراقبين ليس لما حدث، ولكن لسرعة ما جرى”، حيث وصفه كثيرون ب”الزلزال”.
وقال ناشر إن “واقعة تنحية البشير شكلت مفاجأة سارة لقطاع كبير من الشعب السوداني، الذي نزل إلى الشوارع، للتعبير عن فرحته بعد أشهر من الاحتجاجات، لكنها لم تكن كذلك لقطاع آخر، خاصة تجمع المهنيين وبعض القوى السياسية التي رأت في الخطوة انقلاباً داخل الانقلاب”، بحسب وصفه.
وقال ناشر أن “تطورات المشهد في السودان أثارت اهتمام العديد من الدول، من بينها الجارة مصر، الذي يعد أمن السودان جزءاً من أمنها القومي، فيما رفض الاتحاد الأوروبي ما سماه “الانقلاب العسكري”، وأدلت بريطانيا بدلوها بإشارتها إلى أهمية أن تكون هناك رؤية لتحرك سريع نحو قيادة مدنية ممثلة للشعب، في وقت دعا فيه مجلس الأمن لعقد جلسة حول السودان”.
وأنهى ناشر حديثه بتوقعه أن الاعتصامات لن تتوقف إلا بتغيير صيغة الوضع القائم، بعد رحيل البشير على اعتبار أن المطلوب ليس تغيير فرد، بقدر ما هو تغيير نظام بأسره.