متابعات

أمين عام الاشتراكي: (مقبل ) كان مدرسة غنية بالعطاء وعنوانا كبيرا واصيلا للحركة الوطنية

ريبون / متابعات

أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عبد الرحمن عمر السقاف أن رحيل المناضل علي صالح عباد (مقبل) فقدان مرير لقائد كبير من قيادات حزبنا ومدرسة غنية بالعطاء، وعنوانا كبيرا واصيلا من عناوين الحركة الوطنية اليمنية.

وقال في كلمته التي القاها خلال الفعالية التي احيتها منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في موسكو في اربعينية فقيد الحركة الوطنية اليمنية علي صالح عباد (مقبل) في العاصمة الروسية موسكو، أن مهابة هذا الرحيل تؤكد لدينا ضرورة الاستمرار على تلك الطريق التي جسدها “مقبل” طيلة حياته، وانا على الدرب سائرون.

وتطرق الأمين العام في كلمته الى مناقب الفقيد مشيدا بدوره البطولي وشجاعته وصبره وحنكته وحبه لرفاقه.

ويتواجد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني هذه الايام بموسكو في زيارة رسمية لروسيا الاتحادية مع وفد حزبي مرافق رفيع المستوى.

من جانبهم القى المشاركون في هذا الحفل التأبيني كلمات عبروا فيها عن حزنهم لفقدانهم للمناضل في وقت حرج والوطن في أمس الحاجة لأمثاله.

حضر حفل التأبين سفير اليمن لدى روسيا والطاقم الدبلوماسي في السفارة اليمنية وممثلي لعدد من الاحزاب اليمنية والعربية.

وفيما يلي نص كلمة الأمين العام:

في مثل هذه المناسبة لتأبين رجل كبير بمعنى العظمة القيمية التي تعكسها شخصيته فإن المهابة هي التي ترعى هذا النوع من الحفل.

وفي هذا السياق نجد “مقبل” واحدا من ابرز رواد العمل الكفاحي والنضالي ورمزا من رموز القيم الانسانية النبيلة ومثالا رفيعا للسياسي الشجاع والثائر الحر الصبور والمتفاني بعيدا عن مظاهر الحياة وزخرفها، مناضلاً صلباً لا يستكين، اختط لنفسه سيرة حافلة بالمجد الإنساني وثرية بالنضال السياسي المشبع بنقاء الثورة و المنحاز كليا لقضايا الوطن وجماهير الشعب، هذه هي احدى تجليات المهابة التي يفرضها شخص بتاريخه النبيل، فمنذ بواكير الكفاح الوطني وإرهاصاته الأولى سجل “مقبل” حضوره كواحد من أولئك الذين اجترحوا خط الثورة ومضوا صوب الحرية الغالية مرفوعي الهامات، تتزاحم في روحهم الباسلة قيم الانتماء الوطني ومعاني الشرف الخالدة.

ينتمي الراحل مقبل بصورة جلية الى زمن القادة الاستثنائيين بكل أصالة واقتدار.

كان مقبل حاضرا كقائد سياسي من الطراز الرفيع، ولطالما تجلت إرادته القوية في أوقات المحن والشدائد وفي تلك اللحظات التي تتطلب الشجاعة وصلابة الموقف.

أنحاز مقبل في كل المنعطفات التاريخية لابناء شعبه وقضاياهم العادلة معبرا بصدق عن مصالحهم وتطلعاتهم النبيلة في حياة حرة وكريمة، وكان من حملة مشروع الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، وخلال التاريخ النضالي الطويل الذي سار فيه الفقيد مقبل ورفاق دربه الأماجد، تجلت عظمتهم في ارساء مداميك الدولة الوطنية المهابة وتمكنوا خلال فترة وجيزة من الزمن من تحقيق الكثير من المنجزات التي نعم بها شعبنا في ترسيخ مداميك الأمن والاستقرار وقيم المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ونشر التعليم والصحة وتوسيع الخدمات لكافة المواطنين.

لقد برزت جسارة هذا القائد الشجاع بشكل لا لبس فيه حينما قاد حزبنا وامانته العامة في ظرف إستثنائي وفي أصعب المنعطفات وأخطرها إثر حرب 1994م الظالمة متحدياً كل الصعاب واشكال الحصار والملاحقة المفروضة عليه خلال تلك الفترة العصيبة بفعل سياسات سلطة 7/7 التي استهدفت اقصاء حزبنا والجنوب في آن واحد من الشراكة الفعلية والحقيقية في سياق المعادلة الوطنية التي كانت تهدف الى صنع وطن موحد ومعافى للجميع ، ونتيجة لهذا الاختلال التي صنعته سلطة 7 يوليو سجل الفقيد ورفاقه ملحمة بطولية في مواجهة غطرسة السلطة وتعسفاتها المتكررة، ليس ذلك فحسب بل وعملوا على تبني وتأييد الحراك السلمي الجنوبي المقاوم لسياسات تحالف حرب 1994م ونتائجها وساهموا في حشد ودعم وانخراط حزبنا وانصاره وعامة الناس لمواجهة تلك الممارسات في سبيل تحقيق اهداف وتطلعات الشعب في الجنوب وعامة الشعب اليمني في الحرية والكرامة والعدل ، كما لعب دوراً بارزاً في اعادة التوازن للحياة السياسية وانتاج ادوات المعارضة الديمقراطية لمواجهة السلطة بتأسيس مجلس التنسيق الاعلى لأحزاب المعارضة واللقاء المشترك، والتصدي لمشاريع الاستبداد والفساد والإقصاء.

لكم هي خسارتنا فادحة ومصابنا جلل ويتملكنا الاحساس العميق بالألم والحزن لهذا الفقدان المرير لقائد كبير من قيادات حزبنا ومدرسة غنية بالعطاء، وعنوانا كبيرا واصيلا من عناوين الحركة الوطنية اليمنية، وأن مهابة هذا الرحيل تؤكد لدينا ضرورة الاستمرار على تلك الطريق التي جسدها “مقبل” طيلة حياته، وانا على الدرب سائرون..

د. عبدالرحمن عمر السقاف

الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني

إغلاق