كتابات

الحرب في اليمن.. تقرير: الانقسامات.. هل تكتب سطور نهاية الحوثيين في اليمن؟

كريتر / اليوم الثامن /علي رجب

تعيش ميليشيا الحوثي الإرهابية، فى اليمن، حالة من الصراع الداخلي الذي يهدد بانهيارها، في ظل حمى «الشك والتخوين» التي اجتاحت قيادات الميليشيا مع اتساع خسائرها، ما أدى الى شن حملات اعتقال ضد قيادات كبيرة في الميليشيا بتهمة الخيانة، واتساع الصراع بين رئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشاط، صهر زعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي، ورئيس ما يُسمى اللجنة الثورة العليا، محمد علي الحوثي. فرض الإقامة الجبرية وقد فرضت الميليشيا، الإقامة الجبرية على أبرز قادتها اللواء يحيى الشامي، رئيس أركان الجيش اليمني السابق، الذي أسهم في احتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وهو ابن الأخ الشقيق للقاضي أحمد محمد الشامي، أمين عام حزب الحق، المحسوب على الحوثيين ورئيس المجلس الأعلى لحكماء آل البيت باليمن سابقًا.

وقد أسهم رئيس الأركان السابق، في إحكام سيطرة الميليشيات الحوثية على بقايا الجيش اليمني حتى العام 2016، عندما ترك منصبه العسكري، ليعين بعد ذلك وزيرًا للنقل في حكومة الحوثي.

وتُشير العديد من التقارير إلى أن الشامي أسهم في زرع بذرة الحوثيين، عندما كان محافظًا لـ«صعدة» في 1985 وحتي نهاية 1987، كما أسهم في تلك الفترة القصيرة، في إحياء روح ما عُرف لاحقًا بالهاشمية السياسية، إذ هاجم المراكز الثقافية والدينية للتيار السلفي، ودعم الأفكار المتطرفة، وكان نتائجها تأسيس تنظيم الشباب المؤمن، بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، والتي تحولت لاحقًا إلى جماعة الحوثيين.

ويوضح فرض الإقامة الجبرية على «الشامي» مدى عدم الثقة التي سيطرت على الحوثيين، ويكشف أيضًا عن الصراعات الداخلية في الميليشيا. ولم تقف الأمور عند اعتقال الشامي وحسب، لكن هناك صراعًا واضحًا بين رئيس المجلس السياسي، مهدي المشاط، ورئيس ما يُسمى اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، في صورة وضحت أكثر، خلال زيارة المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، حيث التقى «جريفيث» محمد الحوثي أولًا، ثم المشاط. ويسعى المشاط، وهو صهر زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، إلى تحجيم نفوذ محمد علي الحوثي، والانفراد بالحكم، في ظل طغيان جناح محمد الحوثي بعد مقتل صالح الصماد، الرئيس السابق للمجلس السياسي الأعلى، إبريل الماضي.

الصراع المشتعل بين «المشاط» و«الحوثي»، يكشف تهاوي وتآكل جبهة الحوثيين من الداخل، إذ أصدر «المشاط» المدعوم من زعيم الجماعة، أوامره إلى كل الجهات وقيادات الجماعة، بعدم استقبال أي أوامر صادرة من محمد الحوثي، وهو ما يوضحه كثرة تغريدات محمد علي عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في ظل الصراع مع المشاط. وضع الشامي تحت الإقامة الجبرية، وتصاعد الصراعات بين المشاط ومحمد الحوثي، يتزامن مع انشقاقات قوية داخل الميليشيا، فقد انشق مؤخرًا الشيخ محمد بن ناجي الغادر شيخ مشايخ خولان الطيال، والقيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، عن الميليشيات الانقلابية، ووصل إلى الرياض. واعتبر مراقبون أن انشقاق «الغادر» وانضمامه للحكومة الشرعية، يُشكل ضربة قاصمة للحوثيين، ويوضح قرب زوال الميليشيا من اليمن، في ظل ارتفاع غضب القبائل من سياسة الحوثيين وانتهاكاتها ضد أبناء اليمن، وإهانتها لشيوخ القبائل، إذ يوجد في اليمن أكثر من 200 قبيلة، ما يضيف للقبائل أهمية سياسية في بناء الدولة؛ ويجعلها لاعبًا رئيسيًّا في صناعة القرار السياسي في البلاد.

من جانبه، يرى المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، أن هناك صراعات داخل التيار المتشدد في جماعة الحوثيين، بين «المشاط» و«الحوثي»، بعد مقتل زعيم التيار المعتدل صالح الصماد. وأضاف المحلل السياسي اليمني، في تصريح لـ«المرجع» أن الصراع مشتعل بين المشاط والحوثي، حاليًّا على السلطة والنفوذ، في صنعاء، والكفة تميل إلى محمد علي الحوثي، فلديه علاقات قوية ومتشعبة، معتبرًا أن الصراعات الداخلية، تضع الحوثيين في وضع صعب جدًّا، في ظل انتصارات قوات التحالف، وهو ما يؤكد أن الحوثيين في النزع الأخير وعلى حافة الهاوية.

الوسوم
إغلاق