عناوين الصحف
صحف عربية: السودان على مفترق طرق.. والحراك الجزائري يتصاعد
بات السودان على مفترق طرق صعب، وسط رهان الكثيرين على تجاوزه للأزمة الحالية مع قدرته على استيعاب الآخر ودعمه، فيما رأت آراء أخرى أن المرحلة الحالية من التاريخ السوداني هي الأهم، لأن السودان يواجه مشاكله بعيداً عن البحث في مشاكل خارجية تلهي الشعب.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، لا يزال الموقف السياسي في الجزائر يشهد تطورات مستمرة، خاصة مع ما يجري في الشارع الراغب في التغيير وتطهير البلاد من أي شبهة للفساد.
أوقات حرجة للسودان
البداية مع مقال لوزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب، في صحيفة “الرياض” السعودية، أشار فيه إلى دقة التوقيت الذي يعيشه السودان وقدرته الآن على استيعاب الجميع من أبنائها حتى وأن اختلفت أعراقهم أو عقائدهم.
وقال إن “السودان أنجب كفاءات ثقافية وسياسية وأكاديمية مميزة وأن أحزابه الأساسية الرئيسية قد بقيت متزاملة ومتعايشة رغم ما بينها من اختلافات عقائدية”.
ونوه الوزير إلى تاريخ الزعامات السودانية خلال العقود الأخيرة، موضحاً أن من تناوبوا على رئاسة السودان هم إسماعيل الأزهري وإبراهيم عبود وسر الختم خليفة وجعفر النميري وعبد الرحمن سوار الذهب والصادق المهدي (لمرتين)، وأخيراً وآخراً عمر البشير.
ورأى أن سوار الذهب هو أفضلهم وأن البشير هو أسوَأهم على الإطلاق، ويأتي بعده النميري، مبيناً أن من لعب أدواراً رئيسة في هذه المسيرة السودانية هو الصادق المهدي ابن العائلة العريقة المعروفة.
عدوى سياسية
وبدورها، أشارت صحيفة “الأهرام” المصرية إلى أن الأحداث التي يمر بها السودان تفرض تخطي الحسابات الضيقة والإمعان فيما يدور الآن.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد أبو الفضل إن “السودان يوشك على أن يتعافى ويطوي واحدة من الصفحات الغامضة التي اعتمدت في الماضي وانتهجت سياسة تصدير الأزمات وليس مواجهتها، والبحث عن الفتن وليس إخمادها، ما جعلها تستفحل وتقود إلى انفجار الشارع”.
وأضاف أن “هذا السلاح الذي استخدمه نظام الخرطوم للدفاع عن وجوده وتحريض المواطنين على صرف الأنظار عن اللجوء للمظاهرات أثبت فشله، وخرج الناس في لحظة يأس وأملوا إرادتهم دون التفات إلى المخاوف التي جرى غرسها بسبب المصير القاتم لمن أسقطوا حكامهم في كل من ليبيا وسوريا واليمن، وهي الموجة الأولى للانتفاضات التي نجت منها مصر وتونس بسلام”.
وأوضح الكاتب أن مشكلة المجلس العسكري الانتقالي حرجة مع بقايا نظام البشير، والاستجابة لجميع مطالب المحتجين، وعليه أن يقوم بخطوات تضمن التخلص من إرث الأول، واختتم بقوله إنه “من حسن حظ السودانيين أن اللغط الذي أثير في الموجة الأولى حول المؤامرات الخارجية تراجع مع الموجة الثانية، ومن حسن الحظ أيضاً أنهم حرصوا على الاستفادة من دروس غيرهم، مما يجعل مهمة المجلس العسكري صعبة، ولن يتمكن بسهولة من دحرجة ما يريده للميدان دون الحصول على موافقة صريحة من المعتصمين”.
قائد الجيش الجزائري
ومن جهة أخرى، اهتمت صحيفة “الشرق الأوسط” بإعلان قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، مباركته لأي اقتراح بناء ومبادرة نافعة، يصبان في خروج البلاد من الأزمة الناجمة عن إلغاء الانتخابات الرئاسية.
وذكر المحلل السياسي نجيب بلحيمر للحصيفة أن “قايد صالح يزاوج بين العمل الميداني لإنهاء المظاهرات وتقديم الوعود؛ لكن مع مرور الوقت ضاق هامش المناورة، واتضح أن الجيش ماضٍ في مشروع تجديد واجهة النظام، وهذا يعيدنا إلى نقطة البداية”، الأمر الذي يثير جدالاً في الشارع بحزب زعمه.
قروش الفساد
وتحدثت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن اقتراب العدالة من “الحيتان الكبيرة” في انتظار “قرش الفساد”، مشيرة إلى أن ما تم حتى الآن من تحقيقات واعتقال عدد من كبار رجال الأعمال بشبهة الفساد لم يقنع الحراك الشعبي الراغب في تطهير البلاد، فضلاً عن المؤسسة العسكرية.
وقالت الصحيفة إن “هذه الخطوات دفعت بقائد الجيش إلى إطلاق دعوته للعدالة لتسريع وتيرة فتح ملفات الفساد وتبديد الأموال العمومية”، لافتة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات في هذا المجال.
ونوهت إلى حساسية الأسماء التي تم استدعائها للتحقيق، بداية من الوزير الأول السابق أحمد أويحيى، ووزير المالية محمد لوكال، وكشفت أن كلاً من أويحيى ولوكال تم التحقيق معهما بخصوص تبديد الأموال العمومية ومنح مزايا غير قانونية، وهي المرة الأولى في الجزائر التي يستدعي فيه القضاء وزيراً للمالية وهو في منصبه، ووزيراً أول سابقاً، لم يمر على تنحيته من الحكومة إلا شهر ونصف.
وذكرت أنه تم التحقيق أيضاً مع عدد من الأسماء الأخرى مثل رجل الأعمال أسعد ربراب، بالإضافة إلى القائد السابق للناحية العسكرية الثانية والمحبوس مؤقتاً باي سعيد، فضلاً عن إلقاء القبض على القائد السابق للناحية العسكرية الأولى شنتوف حبيب.
تحديث نت