عناوين الصحف
صحف عربية: سقوط مشروع الإخوان في السودان
أكد خبراء ومحللون في الشأن السياسي السوداني، سقوط المشروع الإخواني، وأشاروا إلى كذب الإخوان وممارستهم لألاعيب سياسية، فيما تتصاعد حدة الأزمة في البلاد مع توتر الأجواء السياسية.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، طالب زعيم حزب الأمة الصادق المهدي السياسي بالدعم من دول الخليج لإعادة بناء السودان، بينما تترقب دوائر سياسية محاكمة الرئيس السوداني بصورة علنيه أمام الشعب.
سقوط الإسلام السياسي
وفي التفاصيل، أشار خبير الشؤون الإفريقية الدكتور هاني رسلان، في تحليل له عن الوضع في السودان، نشرته صحيفة “الأهرام” المصرية، إلى فشل التجربة الإخوانية وتيار الإسلام السياسي ككل سواء على صعيد الفكر أو الممارسة بالسودان.
وقال: إنه “بعد أن حظيت أفكار ومقولات وتصورات الإخوان، بفرصة غير مسبوقة في التطبيق الكامل والسيطرة المنفردة على السودان امتدت 3 عقود كاملة، لم تكن النتيجة إلا تدمير النسيج الوطني”.
وأوضح أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ولكن أيضاً أدى حكم الإخوان إلى مقتل مئات الآلاف من السودانيين، ونشر الحرب الأهلية في معظم مناطق السودان، وتمزيق النسيج الاجتماعي بإعادة إحياء القبلية والجهوية والعنصرية.
وأشار رسلان إلى كذب جماعة الإخوان بالسودان على الشعب، قائلاً إن “هذا النهج في الكذب والتدليس والخداع، وقلب الحقائق وتزييفها، ليس أمراً جديداً بالنسبة للتنظيم الإخواني”.
وحذر رسلان من الادعاءات التي تزعم بأن المفكر الإسلامي حسن الترابي خرج بحركة الإخوان السودانية عن الأطر التي تتبعها، وانه غرد خارج السرب.
وقال إن “هذه الادعاءات ليست الا محض تضليل، فالتنظيم الذي قاده الترابي ظل هو المعبر الرئيسي عن حركة الإخوان في السودان”، موضحاً أن “كل ما فعله الترابي هو مجرد تعديلات إدارية داخل التنظيم، وميل مبكر للانخراط في العمل السياسي المباشر، وهو ما تبعه فيه إخوان مصر وتونس بعدها بسنوات قليلة ليستمر فشل الجماعة في التعاطي مع الواقع السياسي بالحياة”.
أزمة حقيقة
ومن جهته، قال الكاتب الصحافي المصري محمد أبو الفضل في تحليل له للأوضاع في السودان، إن “السودان أمامها الآن فرصة لإعادة بلورة رؤيتها للمستقبل”.
وأضاف الكاتب في تحليله بصحيفة العرب اللندنية، أن “المعركة لن تنتهي فصولها مع غلبة أصوات قوى الحرية والتغيير والتعامل مع المجلس الانتقالي على أنه عدو حالي أو محتمل”.
ويتسأل أبو الفضل: “هل يدرك الإخوة في السودان أن تذبذب الأوضاع الحالية يمكن أن يؤدي إلى طوفان سياسي في البلاد أم لا؟”.
وقال إن “التطورات التي وصلت إليها الحوارات المتقطّعة بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف الحرية والتغيير دخلت في دهاليز وعرة، ويتعامل معها الكثيرون على أنها معادلة صفرية وليست تكاملية، ومكاسب كل طرف تعني خسائر للطرف الآخر”.
كما نبه الكاتب في مقاله إلى نجاح المتظاهرون في الحفاظ على تماسكهم وعدم التفريط في اعتصامهم أمام مقر وزارة الدفاع بالخرطوم، موضحاً أن “التماسك بات بمثابة الورقة الحيوية التي يمكن الاعتماد عليها في التفاوض والتأسيس لجمهورية مدنية، وعليه يجب مراعاة أن تحقيق نصر أقل من الطموحات والتطلعات دائما هو أهم بكثير من نصر كامل ومؤقت”.
وختم أبو الفضل مقاله، بالقول، إن “دوائر متابعة لشأن السوداني تخشى أن تزداد الأمور تعقيداً ويدخل السودان نفقاً طويلاً من حوارات الطرشان، فكل أطراف المعادلة السياسية الآن يراهنون على طول نفس الآخر ومدى قدرته على تحمّل الضغوط، بالتالي تحتاج الأزمة إلى إبداعات تتجاوز الحلول النمطية”.
المهدي يطلب الدعم
وفي سياق متصل، أشاد السياسي السوداني البارز وزعيم حزب الأمة، الصادق المهدي، بدور الجيش في عزل الرئيس عمر البشير، واعتبره محورياً وشريكاً مهماً في عملية التغيير التي حدثت في البلاد.
وقال المهدي، في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط إن “ما قام به قادة الجيش السوداني “انحياز للشعب وليس انقلاباً، لأنهم رفضوا تنفيذ أوامر البشير بضرب المعتصمين”، ووصفه بأنه “عمل حميد يشفع لهم، إذ إنهم كانوا جزءاً من النظام”، مشيراً إلى أنهم أوقفوا مجزرة محققة.
وعن ترشحه لرئاسة البلاد في أعقاب الفترة الانتقالية، قال المهدي إن “له مهاماً أخرى كثيرة ينشغل بها”، مضيفاً أن حزبه لن يشارك كذلك في الفترة الانتقالية، وأن دوره سيكون خلالها “مهندساً وليس مقاولاً”.
ودعا المهدي، دول الخليج، إلى “مشروع مارشال خليجي”، لإعادة إعمار السودان، وقال: “البشير لوث سمعة السودان، ما جعل الناس يصفونه بالكذاب، فهو يغازل أمريكا تارة، ويطلب الحماية من روسيا، ويتنقل بين المعسكرات الخليجية، وكل علاقاته انتهازية”، مضيفاً أنه مع تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية.
محاكة البشير
وإلى زاوية لافتة تعاطت معها بعض الصحف، تتعلق بمحاكمة الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير، تساءل الكاتب والمحلل السياسي بكري الصائغ عن مصير محاكمة البشير قائلاً “اظهر صدام حسين في محاكمته الشجاعة والجرأة…فهل يفعلها البشير؟”.
وقال الصائغ في مقال له نشرته صحيفة “الراكوبة”: “من منا في السودان وخارجه لا ينتظر بفارغ الصبر وبترقب شديد بدء جلسات محاكمة الرئيس المخلوع عمر البشير، القابع منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي في زنزانة انفرادية مساحتها 3 امتار في سجن كوبر”.
وأضاف أنه “لا احد يهتم حالياً بإجراءات التحقيقات المبدئية التي بدأت منذ يومين مع المتهم عمر البشير، بل أخذ الشك والريبة يتسلل في قلوب غالبية المواطنين عن أن بدء التحقيقات مع البشير ما هي إلا عمليات خداع وتضليل واضح للرأي العام من جهات مسؤولة يهمها التعتيم علي أخبار البشير”.
وأشار الصائغ إلى أن الخداع مستمر رغم أن النائب العام المكلف مولانا الوليد سيد أحمد محمود قد وجه باستجواب البشير، لافتاً إلى أن تساؤلات الجماهير الغاضبة ارتفعت حتى وصلت إلى الجنرالات أعضاء المجلس العسكري.
تحديث نت