كتابات
جنيف و مبتدأ المفاجاءات
ليس من السهل وضع تحديد زمني لنشؤ ( المسألة اليمنية) كمسألة دولية ، كما أنه من الصعب تحديد المضمون الدولي لتلك المسألة . ويترتب على تلك المجاهيل بالضرورة عدم جواز اعتماد سيطرة الامم المتحدة على ميناء الحديدة الاستراتيجي كبداية ومبتدأ لدولية المسألة اليمنية .
ما يبدو على السطح اليوم ، هو أن ( لقاءات جنيف) القادمة ، سوف تشكل قاعدة انطلاق للمعالجات الدولية للجسد اليمني المثقل بالعلل و الامراض و الجراح التي أزكمت روائحها النتينة المجتمع الدولي بكل منظماته . و هنا نصل الى حقيقة لا غبار عليها ، و هي أن من يملك أسرار المسألة اليمنية هو من يستطيع فرض معالجاتها ، و هنا يقف مجلس الامن الدولي كحامل وحيد لتلك الاسرار ، و هذا يعني أن هذا المجلس هو صاحب الكلمة الفصل في تلك المعالجات و لديه كل الوسائل و الامكانيات لفرضها ، و هو في سبيل لذلك لابد أنه قد أخذ بعين الاعتبارمصالح و مقاصد الدول الكبرى في مجمل أجزاء ذلك الجسد المريض . فليس بالضرورة أن تكون تلك المعالجات تهدف الى معافات الجسد كله ، فربما تترك بعض الامراض تفعل و تثير روائحها من وقت لآخر تلبية لمصلحة طرف دولي قوي . كل ذلك سوف يتم تحت ميثاق و مبادئ و قرارات المجلس خاصة (ذات الصلة ) التي لا يفهم المقصود منها الا المجلس نفسه ……….
و في كل الأحوال ، فانه سوف تحدث بداء من جنيف القادم مفاجاءات في غاية الارباك لكل الاطراف اليمنية و الاقليمية (ذات الصلة) ، مفاجاءات تضع الجميع أمام خيارات صعبة تستهلك كل توقعاته و خططه و تدمرها أمام عينيه و في مشهد تاريخي تشخص اليه القلوب والابصار، فمن يجهل أسرار وتفاصيل قضيته من السهل ادارته………………………..
1 ديسمبر 2018م
سالم فرج مفلح