تقارير وتحقيقات
انجراف كبير لأراضي دوعن بحضرموت والمعنيون لم يحركوا ساكنا
تقرير/ يوسف عمر باسنبل
ويبلغ إجمالي مساحة المديرية نحو 3546 كم مربعا، الصالح للزراعة منها 3527 هكتارا تقريبًا، والمزروعة منها 3205 هكتارات.
ويستفيد جميع سكان دوعن من الزراعة لارتباطهم الوثيق بها منذ القدم، وهو ما تكشفه آثار (المراصع) والأكوام الترابية، وكذا ما ورد في كثير من الرسائل والمخطوطات القديمة.
جرف كبير جداً
وقال مدير إدارة الزراعة والري بالمديرية، م. سالم راجي باكربشات: «نحن في مكتب الزراعة متابعون لمشكلة الانجرافات المستمرة للتربة والأراضي الزراعية، ووجهنا بالخصوص عدة رسائل إلى الجهات المعنية بما فيهم الإدارة العامة للزراعة بساحل حضرموت، ونزل فريق مختص من إدارة الري؛ لوضع التصاميم والدراسات، وتم تجهيز دراسة متكاملة لأكثر الانجرافات الموجودة بالمديرية كمرحلة أولى، وتحمل الأخوة في مؤسسة (صلة) فرع دوعن، مشكورين، جميع تكاليف الدراسة والتصاميم، ورُفعت الدراسة إلى العديد من الجهات الحكومية والمنظمات ذات العلاقة، ونحن على تواصل مستمر مع مدير عام مكتب وزارة الزراعة والري بالساحل، ولكن للأسف لم نجد أحداً يعطي لهذا الموضوع أهمية رغم وصول نسخة من الدراسة والتصاميم إلى وزارة الزراعة بعدن؛ وفقاً لإفادة مدير عام مكتب الوزارة بساحل حضرموت، علمًا بأن مشكلة انجرافات التربة بدوعن وصلت إلى المرحلة الأشد خطورة، وهذا يعني أننا تجاوزنا المرحلة الخطرة ومتوسطة الخطورة وبالذات بعد جريان سيول 2008م، التي سالت من وادي ليسر وبعض الأودية الأخرى، بالإضافة إلى سيول وادي الأيمن عام 2011م».
أسباب الانجراف
وعن أسباب الانجرافات التي تتعرض لها الأراضي أوضح باكربشات لـ «الأيام» أن من الأسباب الرئيسية هو التدفق الكبير لمياه السيول العارمة التي لم يتسع لها المجرى الرئيسي محدثة هدم في القيود الممتدة داخل الأودية، والتي تعمل على تهدئة جريان السيول، وبالتالي التسبب بانحدار شديد باتجاه الأراضي الزراعية وجرفها، ومن الأسباب أيضاً الإهمال لجميع مجاري الأودية وغياب الصيانة الدورية لها من قِبل المستفيدين، وحالياً ظهرت مشكلة أخرى بسبب مالكي (الشيولات) وأصحاب شركات المقاولات والبناء؛ من خلال الجرف والحفر في مجاري السيول، وهذا المشكلة بحاجة إلى تدخل سريع من المسؤولين.
تداعيات سلبية
ولفت مدير إدارة الزراعة والري بالمديرية إلى أن لانجراف التربة أضراراً وسلبيات عديدة لا تقتصر على الأرض فقط، بل تتجاوزها؛ كون التربة الزراعية تُعد البيئة المناسبة لنمو العديد من الأشجار النافعة، وانجرافها يعني انجراف عدد من أشجار النخيل، والتي تعتبر بمثابة الأمان من الجوع، وقد جرفت الكثير منها؛ وذلك بسبب تغيير مسار الكثير من السيول من المجرى الرئيسي باتجاه الحقول الخاصة بها، ناهيك عن تدهور الكثير من قنوات الري وحرمان الكثير من عملية الري، وأخرى مهددة بالانجراف كساقية حوفة وغيرها كثير من الأراضي الزراعية الخصبة في المديرية والغنية بالعناصر الغذائية، والمؤسف أن هذا يحدث في ظل تجاهل الكثير من الجهات المعنية.
وتابع تصريحه لـ «الأيام» بالقول: «هذه المشكلة تعني أيضاً تدهورًا لمراعي النحل بدوعن بما فيها أشجار السدر (العلب)، وهي الشجرة التي أعطت العسل الدوعني شهرة عالمية، كما أن انجراف التربة تنضرب منها الثروة الحيوانية بسبب التراجع الكبير في زراعة الأعلاف، فضلاً عن المعناة التي سيواجهها المواطنون ممن تعني لهم الأرض الشيء الكثير لسد حاجياتهم من الحبوب وغيرها التي تنتجها أراضيهم الخصبة».
نداءات عاجلة
ووجه باكربشات عبر «الأيام» نداءات عاجلة إلى وزارة الزراعة والري؛ لحل مشكلة انجرافات التربة بالمديرية، والتي قال فيها: «إنها تحتاج إلى تدخل سريع للحفاظ على ما تبقى من الأراضي الزراعية، وتمنى من المحافظ قائد المنطقة العسكرية الثانية أن يدرج المديرية ضمن المشاريع المستقبلية التي ستنفذ في المحافظة من قِبل قيادة السلطة المحلية أو المنظمات و الصناديق التي الداعمة»، كما ناشد أبناء المديرية المغتربين في الخارج بتسخير جزء من استثماراتهم لخدمة مديريتهم، وذلك من خلال المساهمة بحل مشكلة الانجرافات التي طالت وما تزال تطيل الأرض والنخيل، والتي تُعد مورثاً تم المحافظة عليه منذ الأجداد».
المعالجات
ويرى مدير إدارة الزراعة والري بمديرية دوعن بأن المعالجات والحلول لهذا المشكلة تتمثل بالعمل على إقامة المصدات من (الجبيونات) بجانب الأراضي الزراعية، وشق في وسط الأودية لتحويل الماء إلى المجرى الرئيسي في الأودية بدلاً من الجريان باتجاه الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى ضرورة سن التشريعات والأنظمة التي تحد من الحفر العشوائي في مجاري السيول، وتنفيذ مشاريع سريعة من الجهات المعنية للحد من عملية الانجراف».