عناوين الصحف
قطر تلاعبت برموز الصحوة لإلصاق تهمة الإرهاب بالسعودية اعتذار متأخر من عائض القرني.. جيل تويتر لا يقبل
اعتذر الداعية السعودي عائض القرني باسم “الصحوة” للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام وضيقت على الناس في السعودية.
وترمز فترة الصحوة إلى العقود الأربعة الماضية، عندما ساد فكر ديني مثير للجدل الحياة العامة في البلاد.
وتابع الداعية السعودي انتقاده لخطاب الصحوة في برنامج “ليوان” الذي بث على قناة “روتانا خليجية” ليل الاثنين قائلاً إن من الأخطاء التي وقعت فيها الصحوة الاهتمام بالمظهر أكثر من المخبر والوصاية على المجتمع وتقسيمه لملتزمين وغير ملتزمين.
وأشار إلى أن من أخطاء الصحوة انتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، بالتركيز على الفظاظة والغلظة في الخطاب وكأنه لا يوجد غير نار دون جنة، وعذاب دون رحمة.
وقال إن الصحوة بعدما أصيبت بالتشدد صارت ترى سلبيات الدولة فقط ولا تنظر إلى إيجابياتها، وهذا سبب الصدام والسجون والإيقاف. وقال القرني في اعتذاره ”أنا الآن مع الإسلام المنفتح والمعتدل على العالم الوسطي“.
ووجد حديث القرني ردود فعل واسعة فور بث الحلقة بالنظر إلى شهرة القرني وإجاباته الصريحة عن أسئلة حساسة تتسم أجوبة علماء الدين بشكل عام حولها بالمراوغة، لاسيما موقفهم من جماعات الإسلام السياسي.
وقد تصدر هاشتاغ #عائض_القرني_في_ليوان_المديفر الترند السعودي. يذكر أن من السعوديين من قبل اعتذار القرني. فيما قال آخرون إنه اعتذار متأخر لا يغير شيئا. ولطالما سوق رجال الدين لأنفسهم في السعودية على أنهم “حماة الدين” للسيطرة على عقول العامة. لكن خطابهم القائم خاصة على تجييش العواطف وإلغاء العقل لم يعد يقنع السعوديين خاصة الشباب منهم في عصر تويتر، الذي يمثل برلمانهم الشعبي.
ونجح السعوديون على تويتر في إثارة قضايا كان محظورا في السابق الحديث عنها كالخطاب الديني من قِبَل رجال الدين الذين حاولوا مجاراة الأمر بإطلاق حسابات مليونية على تويتر أغلب متابعيها وهميون، وفق ما تؤكده الدراسات.
ويعتبر الشباب السعوديون، الذين يمثلون نسبة 75 بالمئة من مجموع الشعب، من المستخدمين الجيدين للشبكات الاجتماعية، حيث يرسلون قرابة 300 مليون تغريدة شهريا على موقع تويتر.
وقال مغرد:
sa_leeeh@
كلام عائض القرني كان مرعبا جدًا؛ تخيل أن التشريعات والعادات والتقاليد الدينية التي أُجبر الناس عليها إجبارًا لسنوات طوال في فترات سابقة وخوّفوا الناس منها وجعلوها خطًا فاصلًا بين رحمة الله وبين جهنم بكل بساطة تم الاعتذار عنها بقول: كنا شبابا ومندفعين.
وتساءل معلق:
wa7eed2011@
#عائض_القرني_في_ليوان_المديفر همسة في أذن البعض: لا تقل: من يعوضني عن سرقة الحياة من قلبي وخداعي بالتطرف وتمزيق صوري وكسر أجهزتي؟ من يسلّم عقله لغيره فعليه أن يدفع الثمن وحده. هذا درس لكل جيل.
وغرد الناقد عبدالله الغذامي قائلا:
ghathami@
#عائض_القرني_في_ليوان_المديفر ليلة البارحة تأخرت عن المنام لمشاهدة هذه الحلقة واعتذار الشيخ موقف شجاع ومكاشفة اجتماعية صريحة وواضحة انتصر فيها على نفسه وظرفه وهي حالة رقي معنوي ليست سهلة أبدا نظرا لدوره بالغ التأثير في تلك المرحلة ومن أنصف من نفسه فقد عدل وصدق.
وقال إعلامي:
_aboqais1@
تلك المراجعات لم تكن لصحوة ضمير، ولكنها مراجعات مصلحة ولو لم تتراجع السياسة لما تراجع رجال الدين. الحقيقة مؤلمة ويستطيع أن يتجرعها فقط الصادقون، فالمتاجرة بالدين يجب أن تقف قبل أن يخسر رجال الدين والسياسيون بضاعتهم إن لم يكونوا قد خسروها.
من جانب آخر، كشف الداعية السعودي أسرار علاقته السابقة بدولة قطر. وأوضح “هذه ليلة تاريخية. الدولة مستهدفة، والإسلام المعتدل خط أحمر، والوطن خط أحمر، (..) حتى الحياد خيانة”.
وقال القرني إن علاقته بقطر تعود إلى ما قبل عشرين عامًا، وكان يومها موقوفًا بقرار رسمي سعودي عن النشاط الدعوي، عندما حاول وزير الأوقاف القطري آنذاك، عبدالله بن خالد بن حمد آل ثاني، لقاءه في الرياض.
وقال القرني إن محاولة وزير الأوقاف القطري حينها كانت تستهدف ضمه لقطر، كون الدوحة ترحب بالمعارضين السعوديين وتمنحهم الجنسيات والأموال.
وروى القرني سرًا عن اتصال أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني به، إبان أحداث سبتمبر 2001 وظهوره يومها في برنامج ”الشريعة والحياة“ الذي تبثه الجزيرة، وقال إن ذلك الاتصال كان يستهدف تشجيعه على لصق تهمة الإرهاب بالسعودية.
ووصف القرني قناة الجزيرة بـ”مسيلمة الكذاب“، وقال إنها تدعم الديمقراطية والحريات في كل مكان إلا في قطر.
وقال القرني إن علاقته المالية مع دولة قطر كانت وفق عقود عمل بصفته داعية معروفًا يمتلك الملايين من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى وجود كثيرين مثله، دون أن يسميهم، لكنه استدرك بالقول ”لما تكشفت الأمور ذهبت لدولتي السعودية واعتذرت وقبلت الاعتذار.. ما كنت أعرف أنهم يتآمرون. الآن اتضح أنهم يتآمرون مع جماعة الإخوان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان علينا..“.
وكان لافتا دخول مذيعي الجزيرة على الخط حيث قال بعضهم إن “فضيلة الشيخ #عائض_القرني مجبرٌ على قول هذا”. وذهب آخرون حتى إلى تفسير لغة جسد رجل الدين.
ولم يقبل معلقون اعتذار القرني فاعتبر مغرد:
Lastbutnotlost1@
هذا الاعتذار بكل بساطة، وبكل سطحية، لا يبرئهم من الجحيم الذي فرضوه على الناس، هذا الاعتذار الساذج هو طوق النجاة الوحيد الذي يستخدمونه كي يواكبوا التغير الحاصل في الدولة وفي المجتمع كله. لا شجاعة ولا كرامة في اعتذاره.
وقال آخر:
abonooom@
مع احترامي للشيخ، الاعتذار جاء في وقت متأخر وليست له أي فائدة، لأن الوضع الجديد الحين ماشي (الآن على ما يرام) برضاكم أو بغير رضاكم.
العرب