تقارير وتحقيقات
تقرير خاص- هل بدأت السعـودية اجراءات عزل الجنرال الاحمر؟
عقب إجتياح ميليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، حاولت السعودية الدفع بالجنرال الفاسد علي محسن الاحمر الى المشهد اليمني بعد ان خرج عن الخدمة على امل ان يحقق شيئا على صعيد المعركة مع ميليشيات الحوثي، لكن الرجل كعادته تسلم ملايين الريالات من السعودية ولا يزال ، واوكل الامر لمراهقي حزب الإصلاح الاخواني يتولون كل شؤونه، بينما هو يمارس التضليل الظاهريا وكانه صاحب الامر والنهي ، والحقيقة انه مسلوب الارادة الا من تحصيل الاموال والصفقات.
كانت الرياض تعلق آمالا كبيرة على الجنرال العجوز في تحرير المحافظات الشمالية من ميليشيات الارهاب الحوثية، إلا ان تلك الآمال تبخرت في ظل الخذلان الذي يقوم يمارسه حزب الإصلاح باسم الرجل وتحت اطلاعه، رغم الدعم المالي والعسكري الضخم الذي يقدمه التحالف العربي.
مطالبات واسعة باقالته
وبرزت مؤخرا مطالبات واسعة بإقالة الاحمر واحالته الى التقاعد ، اذ لم يعد في جعبته شيء يقدمه، وأصبح ضروريا الاستغناء عن خدماته في توزيع الاموال على مشايخ الفيد وقادة الخيانة .
وباجماع كل المراقبين اصبح “علي محسن” كسيحا ولم يعد قادرا على تحقيق اي نصر سوى تبديد الاموال على القادة العسكريين الذين يتخذون من فنادق الرياض ومارب مقرا دائما لهم ، فيما يقاتل الجنود البسطاء في الميدان بدون مرتبات ودون تغذية ودون عتاد اوعدة .
وتقول مصادر مطلعة أن السعودية تبحث البديل “للجنرال العجوز” لطي صفحته، بعد أن نفد صبرها على مطالبه مقابل عجزه عن تحقيق اي شيء على ارض الواقع ، وربطت المصادر بين تحركات سعودية منفردة وتهميش الرجل من قبل الرياض ، وبين التغير في الموقف السعودي من “محسن”، الذي يتهم بتلقي ملايين الريالات من الاموال السعودية ، دون ان يحرز اي تقدم يذكر على صعيد المواجهات العسكرية مع ميليشيات الحوثي ، بفعل القيود المفروضة عليه من “الاخوان” ، الذين حصروه للدوران في فلكهم وما يريدون فقط.
جيش الكشوفات
يقول الكاتب اليمني نبيل الصوفي عن “محسن” : “أفرغ الإخوان ثورة 2011 من مضمونها، بتحويلها طريقاً للرتبة والراتب، وهذه هي أسوأ مساوئ انضمام “حامي الثورة” وهو ملتزم بهذه الطريقة، فالفرقة الأولى مدرع كلها مجرد كشوفٍ لغير العسكريين.
وبعد أزمة 97 التي خرج بسببها الإصلاح من التحالف مع المؤتمر، أنتج علي محسن فكرة تسوية إضافية بين الطرفين، أيضاً فوق ظهر الجيش، وجمع الإخوان كشوفاً للمئات منهم، وزعوهم على كشوفِ المعسكرات.
وبحسب “الصوفي” فهذه هي الرؤية التي عبثت بالجيش اليمني كله، ثم بالدولة كلها، ثم اليوم بما بقي من بلاد وسلطة، وبأهم ذراع أنفق عليه التحالف لمحاربة الحوثي واستعادة الدولة، وهو الجيش الوطني.
وعن سر اهتمام محسن “الاخوان” بتكوين جيش ، يكشف “الصوفي” ذلك فيقول : ” يرى الإخوان، وعلي محسن تحديداً، الجيش مجرد وسيلة لمكافحة الفقر، ليس للحرب، سيوزعون الأموال وخلاص، لن يحتاجوا حرباً.. وهكذا فعلوا بعد 2011، كان علي محسن يهدي سيارات هايلوكس جديدة بما عليها من أموال”.
واضاف : “اشترى علي محسن الدولة بالفساد، فانهارت الدولة، وضاع كل شيء على اليمن واليمنيين، سقطت الدولة، وفشلت الثورة، ولم يبقَ لليمنيين من حماية.
ولا يزال الرجل على عهده ووعده، كل شيء عنده بالأموال.
ينقل “الصوفي ” عن الرئيس السابق قوله عن “محسن” بعد انشقاقه في 2011 “أخي علي يحسب كل شي زلط، قد معه قرشين يشتي يشتري بهم الدولة ويرجع يشل الخسارة من ظهرها”.
ادارة الشرعية من الخلف
من جانبه يقول الناشط والاعلامي علي جعبور: “علي محسن الأحمر هو أكبر خازوق في جسد اليمن والجمهورية وقد استغل ضعف وغباء هادي ليدير الشرعية من خلفه بأدواته القذرة وعقليته اللصوصية”.
ويضيف : “بعد كل ما جرى ويجري من خيانات وكذب وتزوير واتجار بالدماء وفساد عابر للقارات وعجز عن أداء أبسط الواجبات، بعد كل هذه الكوارث بحقنا كشعب لا زال البعض يدعونا للتمسك بشرعية هادي ونائبه وعصاباتهم متذرعا بأن الخروج عن شرعية هادي سيعني شرعنة سلطة الحوثي”.
ثم يرد قائلا : “لا يا حبيبي، الشرعية الوحيدة للشعب لن نكون مجبرين على الاختيار بين سيء وأسوأ وهناك بدائل كثيرة”.
وتساءل جعبور عقب سقوط حجورحجة بيد ميليشيات الارهاب الحوثية : “اين راحت الألوية حق هاشم الأحمر وعلي محسن اللي بتفك الحصار عن حجور؟”
ثم يعلق : “ما أحقركم يا شرعية الفنادق”.
قائدا وهميا
اما الناشط محمد النعيمي فخاطب اليمنيين قائلا : “ايها اليمنيون ، تجاوزوا علي محسن ، الرجل الذي لم يحقق انتصارا واحدا طيلة مسيرته العسكرية كلها.
ويضيف : “ليس الا قائدا وهميا لجيش وهمي يتواجد فقط في سجلات الرواتب والتعيون، ليس الا جبانا لا يقترب منه سوى الجبناء والرخاص”.
وكانت وسائل اعلام قد كشفت في 2017 عن نهب قيادي بارز في حزب الإصلاح بمأرب عدد كبير من سيارات التحالف التي قدمها دعماً عسكرياً للقوات المقاتلة للحوثي .
فاسد حتى العظم.
نائب وحكومة جديدة
ويطالب الكاتب المنشق عن جماعة الحوثي علي البخيتي الجنرال علي محسن بالتقاعد ، مؤكدا أن “تقاعد علي محسن والقادة العسكريين الذين ثبت فسادهم وفشلهم، هو المدخل لعملية إصلاح واسعة للجيش والشرعية؛ لتشمل تعيين نائب جديد للرئيس وحكومة جديدة”، لافتاً إلى أن ?بقاء الأمور كما هي عليه، يعني ترسيخ سلطة الحوثيين أكثر للدرجة التي سيصبح إسقاطها مستحيلاً.??
واتهم “البخيتي” علي محسن الأحمر والعرادة والاخوان الحاكمين لمأرب بالإستيلاء على إيرادات المحافظة السيادية؛وعدم تورديها للبنك المركزي؛ ويصرفونها كما تصرف العصابات الأموال؛ عُهد خاصة دون وجود سجلات.
ووجه سؤال إلى حافظ معياد: متى ستدخل ايرادات محافظة مأرب البنك المركزي وتخضع صرفياتها لآليات البنك والموازنة العامة للدولة؟.
على الأقل طبقوا النظام والقانون في مناطق سيطرة الحكومة الى ان تتحرر باقي المناطق.
أسير الإخوان
وتساءل قائلا “متى يعي المعنيين هذه الحقائق، وينصحوا الجنرال بالرحيل؟”، مؤكّداً أن جيش أنشأه ويقوده علي محسن الأحمر لن يحرر اليمن من سلطة الحوثيين? حتى لو استمر ألف عام؛ مضيفاً أن “جيش 70? من عناصره غير موجودين وأسماء وهمية هو ثقب أسود للفساد بل خازوق في خاصرة البلد.
وقال “البخيتي”، إن إصلاح الجيش يبدأ بإحالة قيادته للتقاعد؛ إبتداء من علي محسن والمقدشي؛ كون سجلهم خالٍ تماماً من أي إنجازات منذ الانقلاب.
وأضاف “البخيتي”: “علي محسن اليوم ؛ بات كالطفل؛ يسيطر عليه مجموعة من الإخوان المسلمين، أقفلوا كل خطوطه إلّا ما يمر عبرهم؛ فلم يعد يرى أو يسمع إلا عبرهم؛ ولا يتكلم ولا يصدر قرارات إلا وفقاً لرغبتهم؛ علي محسن أشبه بالأسير وتقاعده تحرير له وللجيش ولليمن”.
جيش وهمي
يقول الصحفي عبدالحليم صبر : “الجيش الوهمي الذي صنعه علي محسن ، هوجيش مرتبات، وتكرار لسياسة الفرقة الأولى مدرع التي وصلت رواتب جنودها زمن صالح إلى ملايين، يعاود علي محسن صناعة هذه الدولة بعد أن خلطت أوراقها ثورة فبراير، وأنهت وجودها مليشيا الحوثي، لكن هذه العودة تفوق سابقاتها لما لها من عوامل كبيرة ساعدت على أن تكون مأرب دويلة تقود نفسها وتغذي نفسها وتبني نفسها على حساب الغياب الكلي للدولة”.
عدن تايم