محلية
موسكو وبكين تقاطعان مؤتمر المنامة الاقتصادي
أعلن سفير الصين لدى فلسطين كواه وي أمس الاثنين أن بلاده وروسيا لن تشاركا في ورشة البحرين المزمع عقدها الشهر المقبل في العاصمة البحرينية المنامة.
وتستهدف الورشة تسويق خطة التسوية المرتقبة المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن” التي يتردد أنها تقوم على دفع الفلسطينيين لتقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، فيما تجادل واشنطن بأن الخطة التي يقودها صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر هي مفتاح السلام في الشرق الأوسط وأن الفلسطينيين سيستفيدون منها كثيرا.
ورحبت كل من السعودية والإمارات بالإعلان عن ورشة المنامة ودعمها والمشاركة فيها، فيما رفضت القيادة الفلسطينية المشاركة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم الاثنين أن السفير الصيني أبلغ نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية والخارجية، بموقف بكين وموسكو من المؤتمر الذي تستضيفه البحرين.
وقال السفير الصيني إن روسيا والصين اتفقتا على عدم المشاركة في ورشة المنامة الاقتصادية. كما أكد موقف بلاده “الداعم للقضية والشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وفي 19 مايو/أيار أعلن بيان بحريني أميركي مشترك، أن المنامة ستستضيف بالشراكة مع واشنطن ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان “السلام من أجل الازدهار” يومي 25 و26 من الشهر المقبل.
لكن الفصائل الفلسطينية الرئيسية حذّرت اليوم الاثنين من ورشة العمل الاقتصادية. وقالت في بيان صدر عن لجنة المتابعة (تضم القوى والفصائل الفلسطينية الرئيسية “مؤتمر المنامة، ورشة عمل تصفوية تحت عنوان مضلل وهو السلام من أجل الازدهار في محاولة من الإدارة الأميركية لتمرير المرحلة الأولى من مؤامرة صفقة القرن”.
واعتبرت الفصائل ومن ضمنها حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية أن مؤتمر المنامة يهدف لـ”إشغال المنطقة بالقضايا الاقتصادية والإنسانية والفتن الطائفية على حساب حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني”.
وطالبت الفصائل كل الجهات والدول التي تلقّت دعوات للمشاركة في الورشة الاقتصادية بالمنامة، بإعلان رفضها والامتناع عن المشاركة.
وبحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الاثنين في اتصال هاتفي مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أزمات المنطقة ومساعي التوصل لحلول سياسية، وفق ما أفاد الديوان الملكي في بيان.
وجاء في البيان أن “الملك عبدالله تلقى اليوم اتصالا من أخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، تم خلاله التأكيد على متانة العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط الأردن والبحرين والحرص على توسيع التعاون الثنائي في مختلف المجالات”.
وأضاف “جرى استعراض التطورات الإقليمية الراهنة ومساعي التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة”.
ولم يعط البيان المزيد من التفاصيل حول ما إذا كان جرى بحث مشاركة الأردن في مؤتمر المنامة الاقتصادي الذي يأتي إطار خطة السلام التي تعدّها واشنطن للمنطقة.
ولم تعلن عمان حتى الآن موقفه من هذا المؤتمر. وكان مسؤول حكومي أردني قال قبل أيام إنه “من المبكر الآن الحديث عن مشاركة الأردن في هذا المؤتمر”.
وقد أعلنت السلطة الفلسطينية الرافضة للخطة عدم مشاركتها في المؤتمر. ويطلق الفلسطينيون اسم “صفقة القرن” تهكما على خطة واشنطن للسلام التي يتحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ تسلمه السلطة ويتوقع أن يكشف عنها في وقت مبكر من الشهر المقبل.
ويخشى الفلسطينيون أن تكون الخطة منحازة لصالح إسرائيل. وأعلنت السلطة الفلسطينية مرارا رفضها لها. وقالت الحكومة الفلسطينية في وقت سابق إن “كل من يعتقد أن صفقة القرن ستمر سيكون واهما”.
وقد يشهد مؤتمر المنامة الخروج بتعهّدات لاستثمارات كبيرة للمناطق الفلسطينية، لكن من غير المرجح أن يركّز على القضايا السياسية في جوهر النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أن أحدا لم يستشرها بشأن المؤتمر الاقتصادي، مؤكدة عدم أحقية أي طرف بالتفاوض نيابة عنها. كما أعلن عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين رفضهم دعوات لحضور المؤتمر.
وتقترح الإدارة الأميركية على المشاركين في ورشة العمل التي ستنظمها في العاصمة البحرينية المنامة، الاستغناء عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية ‘أونروا’، بحسب صحيفة إسرائيلية.
وقالت صحيفة ‘إسرائيل اليوم’ المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية “على المستوى العملي، الاستعاضة عن أنظمة وكالة أونروا في مجال التعليم وتوزيع الأغذية ببرامج تطوير تنفذها منظمات غير حكومية دولية، لكن تديرها السلطة الفلسطينية نفسها”.
وأضافت أن إدارة ترامب ستقترح إعادة تأهيل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وبناءها كمدن وبلدات فلسطينية دائمة.
وتقول وكالة أونروا على موقعها الالكتروني إنها تدير 19 مخيما للاجئين في الضفة الغربية، وإن عدد اللاجئين المسجلين في الضفة الغربية يبلغ أكثر من 828 ألف نسمة.
كما تدير المنظمة عشرات المخيمات الأخرى في قطاع غزة ولبنان وسوريا والأردن.
وسبق لمسؤولين فلسطينيين أن قالوا في الأشهر الماضية إن الإدارة الأميركية الحالية التي أوقفت الدعم المالي لوكالة ‘أونروا’ تسعى إلى شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين من المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.
وسبق للمسؤولين أن حذروا من مخطط أميركي لشطب مخيمات اللاجئين بهدف توطين اللاجئين وشطب حق العودة لهم.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصدر وصفته بالمقرب من البيت الأبيض، لم تذكر اسمه قوله إن ورشة العمل المخطط عقدها الشهر المقبل في العاصمة البحرينية “ستركز على الأرجح على الجوانب الاقتصادية لخطة السلام، لكن سيكون لها جوانب سياسية أيضا”.
وأضاف المصدر “المحور الرئيسي الذي تدور حوله الخطوات المتوقع تقديمها في المؤتمر، هو كسر دائرة إدامة الصراع واستبدال المساعدات بالتنمية والاعتماد على الاستدامة. نية الإدارة هي اقتراح سلسلة من الخطوات التي تضع الفلسطينيين على طريق النمو والازدهار، بحيث يكون هناك تغيير في حالة الفقر واعتماد الكثير من السكان على المساعدات وسيقف السكان والسلطة نفسها على أرجل مستقلة”.
وفي 22 مايو/أيار دعا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي إلى نقل خدمات ‘أونروا’ إلى الدول المستضيفة للاجئين.
وقال غرينبلات، إن على المجتمع الدولي “الإقرار بأن نموذج أونروا خذل الشعب الفلسطيني”.
وخلال نفس الجلسة لمجلس الأمن، حذّر المفوض العام للأنروا بيير كرينبول من توقف عملياتها بعد منتصف يونيو/حزيران المقبل؛ جراء نقص التمويل.
وقال إن “ما تملكه الوكالة من مال لا يكفي لإدارة عملياتها، بعد منتصف يونيو المقبل”.
وردا على تصريحات غرينبلات، دافع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “الدور الحساس”، الذي تضطلع به وكالة أونروا.
وأعرب غوتيريش في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسمه استيفان دوغريك في 23 مايو/أيار بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، عن أمله في أن تواصل الدول الأعضاء تقديم المساعدة لها من أجل ضمان اضطلاعها بهذا.
وتابع”التفويض الذي تعمل بموجبه الأونروا هو تفويض حصلت عليه من الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام يأمل أن تواصل هذه الدول تقديم المساعدة للأونروا حتى تتمكن من الاضطلاع بمهمتها”.
وقررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 31 أغسطس/اب 2018، وقف تمويلها كليا عن أونروا بدعوى معارضتها لطريقة عمل الوكالة التي تواجه انتقادات إسرائيلية.
وتأسست أونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال واصل أبويوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم الإثنين إن الرئيس محمود عباس سيطالب المشاركين في القمتين العربية والإسلامية بمقاطعة ورشة العمل الاقتصادية التي تخطط الإدارة الأميركية لعقدها الشهر القادم في البحرين.
وتستضيف المملكة السعودية قبل نهاية شهر رمضان قمتين واحدة للدول العربية وأخرى خليجية إضافة إلى اجتماع الدورة الرابعة عشر لمنظمة المؤتمر الإسلامي على وقع عمليات تخريب طالت أربع سفن شحن قبالة السواحل الإماراتية نفذها الحوثيون بايعاز من إيران في ذروة التوتر الأميركي الإيراني وأيضا على خلفية اعتداءات حوثية إرهابية بصواريخ باليستية إيرانية الصنع وطائرات مسيرة استهدفت مناطق سعودية ومحطتين لضخ الوقود في شرق المملكة.