كتابات

مقال تشخيصي لواقع الطاقة والوقود في حضرموت..

كتب / المهندس/ عمر محمد الحيقي

مقال تشخيصي لواقع الطاقة والوقود في حضرموت.. من رجل متخصص، ومهم الاستماع إليه وقراءة ماكتبه بتأني ورويه.. لان فيه كثير من الحقائق العلمية والفنية والادارية

 

بحكم خبرتي في هذا المجال ومعرفتي التامه بهذا الملف سأجاوب على اسئلتك بشكل مختصر واذا هناك اي اسئله اخرى من الآخرين تتعلق بهذا الموضوع سأجاوب عليها لاحقا.

اولا موضوع ايجاد الوقود البديل لتوليد الطاقه بدلا عن المازوت والديزل وهي مشتقات عاليه الكلفه نعم هناك بدائل كثيره ومنها الغاز والنفط الخام وهذه من ضمن الخيارات الاساسيه التي اقترحناها عندما بداءنا بعمل دراسه استراتجيه للكهرباء في حضرموت من قبل الشركه الالمانيه المتخصصه في عمل مثل هذه الدراسات للعديد من الدول. وقد تناول البعض موضوع الدراسه بنوع من السخريه. والدراسه الهدف منها معرفة احتياجات حضرموت على المدى البعيد وهي تتضمن الزياده السكانيه والعمرانيه السنويه وكذلك ايضا احتياجاتك القطاع الصناعي وستنفد على مراحل او خطط خمسيه حسب احتياجات المحافظه من الطاقه. وهذه الدراسه تكون جاهزه في حالة وجود مستثمرين جادين او الحكومه او اي جهه مانحه دوليه ترغب في الاستثمار او التنفيد.وليس بالضروره ان تنفد هذه المشاريع السلطه المحليه كما يعتقد البعض. ولكن عندما تكون لديك دراسه جاهزه اعدت من شركه محترمه ومحترفه في هذا المجال ستتعامل الاطراف الاخرى بجديه في هذا الموضوع. لانه للاسف كل مشاريعنا عشوائيه وآنيه وليست على اساس علمي لهذا نحن نعاني من هذه النتائج الكارثيه في كل قطاع الخدمات.

بالنسبه للوقود الارخص هو الغاز وقد وضعنا هذا الخيار الاول لكون هناك مؤشرات في بعض الحقول النفطيه في حضرموت يوجد بها احتياطي مقبول من الغاز لتشغيل توربينات اضافيه كافيه لتوليد طاقه كافيه لحضرموت. وهذا الاحتياطي يمكن ان يتضاعف مستقبلا في حالة وجود استكشافات نفطيه جديده. وقد اقترحنا على بترومسيله ان تقوم بدراسه لمعرفة الاحتياطي الغازي الموجود حاليا في حقول الشركه في المسيله وقد اوكلت الشركه هذه الدراسه لشركه اجنبيه واعتقد في القريب ستظهر نتائج هذه الدراسه. لأن الحديث عن انشاء محطات غازيه بطاقه توليديه عاليه يجب ان تكون هذه المحطات قريبه من مصادر انتاج الغاز الطبيعي الجاف الذي لايمكن خزنه وانما استهلاكه مباشر من الحقول بعد معالجته. وهذا ان شاء الله مانسعى اليه في انشاء محطه غازيه مركزيه لحضرموت كافه. ومحطة الوادي الغازيه هي النواه.

هذا لايعني ان يتنظر الساحل لحل ازمته حتى تظهر هذه النتائج. فساحل حضرموت في حاجه الى طاقه توليديه لاتقل عن 200 ميقا وات. وقد اقترحت على شركة وارتسيلا الفلنديه عند لقائي بهم في مقر شركتهم في جبل علي في دبي على انشاء محطه كهرباء للساحل تشتغل بالنفط الخام كون النفط الخام موجود لدينا وقد رحبوا بالفكره. كذلك اقترحت الشركه ان تكون هناك محطه هجينه تعمل بوقود سائل والطاقه الشمسيه معا لتقليل استهلاك الوقود وهو معمول به في بعض دول العالم ذات الشمس المشرقه طوال السنه واعتقد في حضرموت لدينا 360 يوم في السنه الشمس مشرقه ولكننا لانستفيد من هذه الطاقه الطبيعيه.

الذي احب ان اقوله انه اذا وجدت النوايا الصادقه فتنفيذ مثل هذه المشاريع ليست بالمستحيله وهناك دول اقل نمو مننا ولديه طاقه مستدامه. وللاسف اقولها محافظة منتجه للنفط ولاتزال تعاني من هذا الوضع المزري في الكهرباء.

بالنسبه لموضوع استيراد الغاز المنزلي عبر انشاء ميناء لاستقبال السفن. فهذه الدراسه قد اعدت من قبل شركه استشاريه وهندسيه مصريه وكان الاخ نضال بن هامل هو الذي تابع هذا الموضوع وكان البحث جاري عن تمويل لتنفيد المشروع وقد اطلعت على الدراسه كامله عندما كنت اتابع ملف النفط والطاقه في المحافظه. وقد تعهدت مؤسسة الغاز بالتنفيد ولكن لا اعرف بالضبط ماذا جرى بعد ابتعادي عن هذا الملف.

طبعا انشاء ميناء لاستقبال بواخر الغاز المنزلي المسال لايعني التخلي عن استيراد الغاز المنزلي مأرب لان كلفة الغاز المحلي اقل بكثير من الغاز المستورد كونه غاز منتج محلي ومدعوم من الدوله. وهذه من خلال دراسه مقارنه عملت لتحديد اسعار الغاز المستورد مقارنة بالمحلي. مأرب لديهم احتياطات ممتازه من الغاز الطبيعي الذي ينتج منه الغاز المنزلي وسيضل المصدر الاساسي في اعتقادي على المدى البعيد. وان شاء ميناء لاستيراد الغاز سيكون بديل في حالة نقص الامداد من مأرب.

إغلاق