كتابات
الجنوب لا بد أن ينتصر لارادة اغلبيته الساحقة … ولكن !
كتب : مكرم العزب
إرادة الشعوب لا تقهر ,هكذا تعلمنا منذ نعومة أظافرنا , ولا أحد يستطيع أن يزايد علي إرادة اغلبية أبناء الجنوب ,فقد كان للجنوبيين سبق الدعوة إلي الوحدة بين اليمن الشمالي و الجنوبي وضحى الجنوبيون وناضلوا لتحقبق الوحدة وتنازلوا عن الكثير من المواقع القيادية حتي تم اعلان الوحدة يوم 22 مايو 1990م و بارادة سلمية وبمخض ارادتهم توجهوا إلى صنعاء ,وقبلوا أن يكونوا بأقليتهم السكانية التي لا تتجاوز 20% من سكان الجنوب والشمال ,وبمساحة كبيرة تمثل 70 % من اجمالي مساحة الشمال والجنوب , وبارض بكرة تختزن ثروة كبيرة ,ومتنوعة من المعادن والنفط والاسماك وغبرها…. وبدأت بعد الوحدة مباشرة مسلسلات الاغتيالات والتصفيات للكوادر الجنوبية ,في أعمال ارهابية لا تمت للاخلاق وللقانون والدستور بصفة ,حتى اعلن الحرب عليهم رسميا في صيف 1994م ,ورفع متنفذون بيت الأحمر وعصاباتهم الشعار الغبي في صنعاء ” الوحدة أو الموت ” مستغليين الاغلبية السكانية والقوة العسكرية وسيطرتهم علي الدولة, وفُرض علي الجنوبيبن منطق القوة والغلبة ,وبعملية ممنهجة أقصي الجنوبيون وهمشوا من وظائفهم ,ونهبت تلك العصابات ثروتهم لمصالح شخصية ,وتم الافتاء بجواز قتلهم والصاق كل تهم الكفر والالحاد بكل مقاوم ضد هذا الظلم والتعسف ,ومن ثم عاش الجنوبيون في حالة من الكفاف والجوع والفقر ,ووقف الشماليون كسكان ,ومنهم المتعاطفون مع شعب الجنوب صامتون لم يحركوا بنت شفاه لمناصرة إخوانهم الجنوبيين .
اليوم يسعى الجنوبيون بقياداتهم الوطنية الشجاعة نحو اعلان فك الارتباط ,واعلان دولتهم , وهذا حق من حقوقهم,اذ أن المنطق بقول : بأنه لا يمكن فرض ارادة أخرى لا تلبي طموحاتهم ,ولا يمكن أن يزايد عليهم أحد ما دامت الأغلبية الساحقة من أبناء الجنوب ,تطلب ذلك وتؤيده.
كما أنه يجب أن يعرف كل المتمسكين بالوحدة من أبناء الشمال ,بأن الوحدة بالطريقة التي يريدها حكام فبائل الهضبة في الشمال ومنهم مستبدون وطغاة بيت الأحمر الدموية وجماعات الإخوان المسلمين, ,والحركة الحوثية الطائفية الكهنونية ,هي ليست وحدة من أجل اليمنيين جميعا ,ولكنها وحدة أطماع هذه الجماعات بثروة الجنوب فقط ,كما أثبتت السنون من بعد 1994م حتي اليوم ,وبالتالي من حق الجنوبيبن أن يرفضوا أي كيان يستغل ثروتهم ,ويرفع الشعارات الزائفة لاستمرار مسلسل النهب والاستحواذ والتهميش والاقصاء للجنوبيين , وعلي الاخوة الشماليبن الأحرار الذين يقفون مع الحق أن يكونوا انصارا للتعجيل في اعلان دولة الجنوب, وتحت مظلة قيادتهم الوطنية التي يختاووها .
وحتى يدرك الكثيرون المسار القانوني لفك الارتباط مع الشمال ,فإننا ندكر الجميع بتجربة الوحدة بين مصر وسوريا ,بقيادة القائد العربي الخالد جمال عبدالناصر رحمة الله عليه , عندما اراد السوريون الانفصال عن مصر ,بعد أن حس السوريون بالغُبن والظلم الذي مورس من قيادات مصرية, لم بمانع عبدالناصر أن تنفصل سوريا ,وتم مساعدة سوريا لبناء مؤسساتها ,ودون أن يسقط شهيدا واحدا ,وبالتالي احتفظ المصريون والسوريون بالعلاقات والأواصر العروبية الاخوية والحب حتى اليوم .
هناك حقيقة أخرى ,وهي عزف البعض من فوي الشمال علي مخرجات حوار موفمبيك ,وهي بالحقيقة ليست الا شعارات ,ومجموعة.من التنظيرات التي لا يؤمن بها- أصلا – متنفذي الهضبة وزعماء قبائلها مثلها مثل وثيقة العهد والاتفاق التي نكث بها زعماء الهضبة ومشائخها وأحزابها ,ومنهم الاخوان والحوثييون البوم ,ويعتبرها البعض جسر عبور للعودة مجددا للسلطة ,وطريقة جديدة للالتفاف علي اغلبية العمواطنيين ومصادرة حقوقهم ,ويعلم كل أبناء الشمال والجنوب أن الجنوبين لم بشاركوا بممثليهم الاصليين في حوار موفمبيك ,ولذلك ليس الزاميا عليهم أن ينفذوا مخرجاته ,ومن شاركوا بذلك الحوار أغلبهم ممن أيدوا الهضبة بغزو الجنوب ونهبها ,وكانوا جزاء من نظام القبيلة في صنعاء ,وهم أنفسهم اليوم من يؤيدون مشروع العودة لسلطة القببلة وبيت الأحمر والحوثيين …وهم من يمسكون بخيوط اللعبة مع القبيلة في الشمال ويقدمون مصلحتها علي مصلحة الجنوبيين وأغلبية أبناء الشمال ,الذين يستخدمون كوقود لهدا المشروع ..
اذا من حق الجنوبيين أن يعلنوا دولتهم ويختارون فيادتهم ,ويحددون مع من يتحالفون من الأشقاء والقوى الوطنية التي تساندهم في هذا الحق… لكن !
ننتظر من أبناء الجنوب أن يكونوا رجال دولة في ممارساتهم مع الاخرين من مواطني الشمال ,وأن لا يرنكبوا الحماقات بحق المواطنيين الابرياء من أبناء الشمال وأن يميزوا بين العدو والصديق ويمدون جسور المحبة مع الشرفاء أينما كانوا ,وأن يعتمدوا العلم والمعرفة والتخطيط الممنهج والدقيق في بناء مؤسسات الدولة مستفيدين بأقصى ما بمكن من ادارة الصراع مع الاخر بعيدا عن العصبوبة والمناطقية والهمجية ,وبما يحترم حقوق الناس ,ويصون كرامتهم وانسانيتهم ,وأن يقدموا أنموذجا مميزا ومتميزا في ممارسات رجال الدولة , وليبنوا الثقة والسمعة الطيبة محليا ودوليا …..,والله من وراء القصد…