أخبار العالم
صحف عربية: أوغلو يُذل أردوغان وتغيير قواعد اللعبة مع إيران
أثارت نتائج إعادة الانتخابات في بلدية إسطنبول التركية، اهتمام الصحافة الدولية والعربية، بسبب الانعكاسات الهائلة التي ستخلفها في تركيا وربما في المنطقة، بعد هزيمة أردوغان وحزبه الحاكم، العدالة والتنمية، المدوية في أكبر مدن تركيا وأهمها على الإطلاق.
ووفقا لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن هذه النتيجة ستجعل الفائز ببلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو منافساً قوياً لأردوغان، وربما رئيسا للبلاد أيضاً، ومن ناحية أخرى تستمر الأزمة الإيرانية في التفاعل، وفي الغموض كذلك.
مستقبل أردوغان
بعد تأكد هزيمة مرشح الحزب الحاكم في تركيا، وفوز مرشح المعارضة برئاسة بلدية إسطنبول، قال المحلل السياسي رستم محمود، على موقع إندبندنت عربية، إن “فوز المعارضة ببلدية إسطنبول يعني حضور شخصية شبابية وذات تجربة وشعبية واسعة، يستطيع أن يكون منافساً مستقبلياً لأردوغان”، في الانتخابات الرئاسية التركية في 2023.
ويُمثل فوز المعارضة بإسطنبول، خطراً داهماً على أردوغان، وفق الكاتب، الذي اعتبر أن الرئيس التركي أصبح مستهدفاً اليوم بشكل جدي من زعيم جديد، بلا “سوابق” وتعهد في حملتيه الانتخابيتين بكشف خفايا إسطنبول وفساد الحزب الحاكم فيها.
ويُشير الكاتب إلى أن أوغلو، سيعيد بمجرد تسلمه مهام رئاسة المدينة، فتح ملفات الفساد فيها، في إعادة لما أعلنه في الدورة السابقة، التي ألغت السلطات نتائجها، والمتمثلة في نشر الأرشيف المالي في عهد العدالة والتنمية، وتكليف جهة تدقيق مستقلة بمراجعته، لكشف ملفات الفساد الكبرى في البلدية طوال السنوات الماضية.
وإلى جانب الفساد، فإن أكثر ما يزعج أردوغان وحزبه اليوم بعد الهزيمة، “التوافق السياسي المحكم بين حزب الشعب الجمهوري القومي التركي، وحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد، وهو ما قد يشكل جبهة سياسية موازية لتحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية المتطرف” في المواعيد الانتخابية المقبلة.
أما الخطر الثالث، فيتمثل في صعوبة تعويض الموارد الهائلة لمدينة مثل إسطنبول التي كانت تسمح للحزب بإحكام سيطرته على المدينة والبلاد، بفضل تدفق عشرات ومئات الملايين على خزائنه، لشراء الولاءات، وتنفيذ البرامج والوفاء بالتعهدات الحزبية.
إذلال أردوغان
ومن جانبها قالت صحيفة العرب إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خرج من الانتخابات البلدية ضعيفاً، بعد اهتزاز صورة “رجل تركيا القوي”، الذي تجرع مرارة الخسارة أمس في إسطنبول.
واعتبرت الصحيفة، أن الانتخابات الجديدة ستضعف أردوغان بشكل غير مسبوق، وستؤثر كثيراً على قاعدته الانتخابية المحافظة في تركيا.
ولم تستبعد الصحيفة، أن تظهر الانشقاقات والتصدعات في صفوف الحزب الحاكم قريباً، فيتقدم الرئيس السابق مثلاً عبدالله غول، أو رئيس الحكومة السابق أحمد داود أوغلو بقوة إلى المنافسة السياسية، ما يهدد المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان، والحزب نفسه في المستقل القريب.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب التركي أرغون باباهان أن إسطنبول “صورة مصغرة لتركيا بكاملها، وهي المدينة التي ولد فيها حزب العدالة والتنمية حتى ارتقى إلى ما وصل إليه في الوقت الحالي. الأمر الذي يزيد من حدة الأزمات التي يمكن أن يواجهها أردوغان الآن”.
إيران وقبلة الحياة
ومن جهة أخرى، وفي الشأن الإيراني جارة تركيا، تساءل محمد مـبارك في صحيفة أخبار الخليج البحرينية، عن حاجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى توجيه ضربة عسكرية إلى إيران في الوقت الحالي ؟
وشدد مبارك على أن ترامب إذا قرر ضرب إيران، فإنه سيكون مطالباً بتنفيذ ضربات عسكرية واسعة ومركزة، إذا أراد ضمان نجاحها، و “أن يكون مدمراً لجميع قدرات إيران العسكرية بشكل يمهد الطريق للشعب الإيراني للإطاحة بالملالي”.
واعتبر مبارك أن أي سيناريو آخر، وفق الخبراء، يقوم على ضربات محدودة في المكان والزمان، لن تكون لها النتائج المرجوة، وستشكل على عكس المطلوب، قبلة الحياة لإيران، وإن أحدثت ضرراً مؤقتاً، وسيستثمرها النظام في طهران لمصلحته سياسياً، وإعلامياً، وأيديولوجياً.
قواعد اللعبة
بدوره يقول الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي على موقع “الحرة” إلى أن إيران تعمل الآن على استغلال أذرعها للضغط على الولايات المتحدة.
وحذر الدبلوماسي السابق، الولايات المتحدة، من مواجهة إيران بشروط طهران، مشدداً على ضرورة مبادرة واشنطن بـ “تغيير قواعد اللعبة بشكل جذري وجديد، وأن تدفع باتجاه سياسة تُظهر ضعف إيران العسكري والاقتصادي، وتهز بنية الدولة الهشة، والقائمة على إثارة الفت،ن والمشاكل في دول الجوار، وتهز مصداقية طهران ونظام آيات الله بين الوكلاء في الدول المجاورة”.
المرصد