تقارير وتحقيقات

الصناعات الحرفية اليدوية بالقطن.. علامة تميز ومصدر دخل للكثير من الأسر

ريبون / تقارير وتحقيقات

تقرير/ خالد بلحاج

 

بعضها تباع في عموم البلاد وتصدر إلى الخارج
مارس الأجداد ومن بعدهم الآباء في السابق الكثير من الحرف اليدوية في محافظة حضرموت، لكسب القوت الحلال، لتنتقل مؤخراً إلى الأبناء والأحفاد، حيث وجدوا فيها مصدراً لتوفير متطلبات حياتهم اليومية لتحسين مستوى معيشتهم ودخل أسرهم، عملاً بالمقولة الشائعة “حرفة في اليد أمان من الفقر”.

ففي مديرية القطن بالمحافظة تتنوع الحرف اليدوية وتختلف وظائفها من حرفة لأخرى، فبعضها سادت ثم بادت نظراً لعوامل التطور والتكنولوجيا الحديثة، ومنها ما تزال قائمة ولها زبائنها.

ومن هذه الحرف “صناعة النورة”، والتي تتكون من أحجار تُجلب من الوديان والشعاب بعد حرقها، وعرفت هذه الصناعة كمادة بديلة لمواد التلبيس الأخرى كالإسمنت والدهانات الزيتية، وعادة ما تطلى جدان البيت الطيني بهذه المادة المصنوعة محلياً، والتي أضحت منتشرة بكثرة ومن مميزات العمارة الطينية.

وتمر صناعة النورة بمراحل مختلفة صعبة التنفيذ مثل: إنشاء المبنى الخاص، وتنقية الأحجار من الشوائب، ومن ثم سباطتها بأعواد تسمى “المسابيط ” جمع “مسباط”، ويقوم بالمهمة شخص واحد أو عدة أشخاص، وأثناء هذه العملية تردد أبيات شعرية مغناة كـ “يا مروح دناك الليل والشمس غابت.. عادنا إلا انطربنا والمسابيط طابت”، وبعدها تصبح صالحة لعملية تلبيس الجدران وأرضيات السطوح لِما تتمتع به من مميزات تمنع تسرب مياه الأمطار، وفي الآونة الأخيرة ظهرت الآلات والمكائن لسبط النورة بدلاً من المسابيط، إلا أن البعض ما يزال محتفظاً بتلك الميزة “السباطة” ويزاولها حتى يومنا هذا.

والنورة هي المادة المستخلصة من حرق الأحجار الكلسية أو ما تعرف بالجير، وهي عبارة عن هيدروكسيد الكالسيوم يتم إعداده بعد حرق الجير في أكواخ خاصة تشتهر باسم “الميافي”، وهي أكواخ أسطوانية الشكل مبنية من الطين، وتتحول تلك الأحجار بعد إحراقها إلى مسحوق أبيض يستعمل في تزيين المباني وطلائها من الداخل والخارج.
وتبدأ عملية صناعة النورة بجمع الحجارة، وهي نوع خاص يتم انتقاؤه بعناية من الأودية ومجاري السيول، وبعدها يتم تكسيرها إلى قطع مختلفة ورصها بداخل فرن يشتهر باسم “الميفى” بطريقة هندسية معينة لتتمكن النار من الوصول إليها والتوغل بين الأحجار حتى تستوي وتنضج، تليها عملية حرق الجير باستخدام الحطب وأغصان النخيل وجذوعها، وروث الحيوانات وبقايا الأخشاب، وأخيراً يتم استخدام زيوت السيارات في عملية الإحراق للإسراع في عملية الحريق وتقليص فترة الاحتراق التي تصل إلى يومين كاملين، من خلال تعاقب العمال على عملية الحرق ليل نهار، وبعد التأكد من استكمال عملية الحرق للأحجار، تتم عملية الإطفاء للنيران وتركها لمدة يوم كامل لتبرد، تمهيداً لعملية استخراج الجير من داخل الأكواخ “الميافي” وتحفظ في مستودعات خاصة تمنع وصول الماء إليها. تأتي بعدها عملية رش الأحجار بالماء حتى تطفى، ويبدأ بعضها بالتكسر والتحول إلى مسحوق، ومن ثم يتم دق أو طحن وتكسير الأحجار المتبقية التي لم تتفتت، لتصبح النورة جاهزة للتعبئة والتسويق على هيئة مسحوق أبيض تستخدم في تزيين المنازل من الداخل والخارج، لتحافظ على المنازل من الأمطار وعوامل التعرية.

صناعة اللِّبن

إن عملية البناء لا تتم إلا بعد خطوات متناسقة ومترابطة يرسمها البنّاء لمن يعملون خلفه، إذ يقوم البنّاء (المعلم) باختيار الطين المناسب من أماكنه لاختلاف الطين نفسه، ولكون ليس جميعه صالحة للبناء، فيتم إحضار الطين وجمعه على شكل أكوام ويصب عليه الماء وتخلط بمادة (التبل) وهي مخلفات نبتة القمح الزراعية، والتي تعتبر العامل الرئيسي الموفر لتماسك الطين، ومن ذلك المزيج يصبح الطين في حالة (بلاستيكية) يسهل تشكيله إلى أي شكل، فتصنع أعداداً هائلة من اللِّبن ويدعى (المدر)، وتترك في الشمس لعدة أيام حتى تجف لتستخدم بعدها في بناء المنازل والبيوت ذات الطبقات المرتفعة.

واستطاع الإنسان الحضرمي أن يتعامل مع مادة الطين منذ القدم، وقد وجد الباحثون والمتخصصون أن هناك علاقة قوية بين التبن ومسامات الطين.

فالطين من المواد القوية التي تعمر طويلاً.. كما يدل على ذلك قصر القعيطي وحصن نابت والمنار وحصون حذية وحصن بن مدشل.

وعند اكتمال البناء يتم، غالباً، كساء الجدران من الداخل والأسطح بمادة بيضاء تسمى (النورة) تصنع من الأحجار الجيرية، وفي بعض الأحيان يكسى البيت كاملاً من الداخل والخارج بهذه المادة، إلا أن النورة المستخدمة داخل البيت ليست كالمستخدمة خارجها، حيث تتميز الأولى بزيادة البريق واللمعان والنعومة ويطلق عليها اسم (الملس)، وأهمية ذلك الكساء تكمن في حماية الجدران من الأمطار والمياه السائلة المؤثرة عليها، وإظهار البيت في صورة جميلة فريدة، كما يتم نقش السقوف بنقشات بديعة.

مهنة الحِدادة

قبل أربعة عقود، على الأقل، كانت ورش الحدادة منتشرة بكثرة بوادي حضرموت وعمل الأدوات الحديدية كان له رواج كبير لِما له من وظائف متعددة، حيث اعتمد الناس على هذه الأدوات المصنوعة محلياً (يدوياً) قبل أن تدخل الصناعات المستوردة كل جوانب الحياة.

تمكنا من معرفة حقيقة حرفة الحدادة وكيفية عملها عن طريق عبود مبارك بن يثرب الملقب بعبود الحداد “45 عاماً” الذي ورث هذه المهنة عن أبيه واكتسب الخبرة الكاملة في العمل بمرور السنين، حتى أشرك ابنه خالد في هذه الحرفة، فيما تمرد الباقون بحجة أن هذا العمل فيه مشقة ويحتاج إلى جهد، آخذين بالمثل القائل: “قرب الحداد شر ونار”، وهجرة الأولاد وعدم رغبتهم في وراثة العمل يهدد بانقراض الحرفة.

صانع الأدوات الحديدية يقوم بعمل كثير من النماذج، منها ما يستخدم في الأعمال الزراعية كالمفارص والشريم والفؤوس والسكاكين، بالإضافة إلى الأدوات المنزلية كالملاقيط وأدوات الطبخ مثل الأطباق الكبيرة، وكذلك أدوات البناء التي تدخل في العمارة الطينية.

الفخار والخزف
تشتهر القطن بصناعة الفخار والخزف منذ مئات السنين، وما تزال صناعة الحرف والخزف ومنها “التنور” قائمة حتى اليوم، من خلال ما جمعته هذه الصناعة من أصالة ومعاصرة بإتقان وقوة وجودة في العمل ومنافستها للصناعات الأجنبية والحديثة.

يستخدم في صناعة التنور مواد يتم جلبها من البيئة المحيطة، حيث يتم جلب المادة الرئيسية وأهمها في صناعة التنور والفخار والخزف من الجبال وهي ما تعرف باسم “طين الجبل”. وقال سالم بابريجة، أحد ممتهني هذه الحرفة لـ “الأيام”: “يتم استخراج الطين من الجبال من خلال شق المغارات الخطيرة للحصول على الطين ذي الجودة العالية، وهو ما يعرض عمال معامل الفخار للمخاطر والإرهاق لبعد المسافة التي يقطعونها داخل المغارات وانقطاع الأكسجين بها والظلام الدامس بداخل تلك المغارات، وعند الحصول على الطين يتم وضعه بداخل إناء خاص يضاف إليه الماء بعد عملية تفتيته وتقطيعه قطعاً صغيرة، ويترك الطين لفترة تقدر بيوم بعد دهسه باستخدام الأيادي والأرجل حتى يصبح عجينة متماسكة، وتستمر عملية صناعة التنانير بعد تحضير الطين ليضع في إطار خاص يسمى (مفتل)، ثم يُلف على القالب معدّ لهذا الغرض بشكل أسطواني، وتضاف إليه قطعة قماشية تعزل الطين عن الأرض، وهذه مهارة لا يجيدها إلا خبير، فيحصلون على شكل التنور، وبعد إعداد التنور يترك حتى يجف”.

وأضاف: “بعد إتمام عملية لف التنور يتم إدخاله الفرن (الميافي) ليحرق فيكتسب صلابة ومناعة ضد الماء وعوامل التعرية الأخرى ويصير فخاراً، وعملية الإحراق هذه تتمم بطريقة دقيقة ومحسوبة، قبل أن تتم عملية لف الفخار بألواح من الحديد ليحفظ التنور من التلف ومن عوامل التعرية وليحافظ التنور أيضاً على درجة الحرارة يتم وضع مادة عازلة تحافظ على حرارته لأطول فترة ممكنة، تليها عملية البيع والتصدير لمختلف محافظات البلاد والدولة المجاورة.

صياغة الفضة
لحرفة الفضة أدوات خاصة يستخدمها الصانع في إنجاز أعمال مثل المقص والملاقيط الصغيرة والمطرقة والمجراف ومواد أخرى، كالملح والماء ومادة تسمى “الريتة”، وهي مادة على شكل حبوب صغيرة تجلب بعضها من بطون الأودية في حضرموت أو يتم استيرادها من الهند، حيث تطحن ويضاف لها الماء، والغرض منها تصفية النموذج الفضي.

ويمتلك أهالي وادي حضرموت عامة والقطن خاصة ثروة كبيرة من الفضة القديمة التي كانت تستعملها المرأة قبل انتشار الذهب واستعماله بكثرة في الوقت الحالي، فكانت الفضة الحضرمية زينة المرأة الحضرمية، واليوم يستعمل الصانع نفس هذه النماذج الفضية، ولكن بعد إعادة صهرها وإذابتها لتصنع منها أشكالاً ونماذج أكثر دقة في الصنع، كالعقود والخواتم والأساور وغيرها.

وتتسم الحلية الفضية بزخارف مختلفة وبليغة، ذات الأشكال الهندسية كالدوائر والمثلثات والمعينات الصغيرة وأشكال الرسوم كالأسماك والطيور وزخارف بسيطة، وتلقى صناعة الفضة قبولاً عند البدو والسياح.

صناعة الخوص

صناعة الخوص من الصناعات التقليدية وتمتاز بالدقة والزخارف الفنية الجميلة والألوان الزاهية، وخاصة على المنتجات من (مسارف، وقفف، وأطباق، ومراوح، وغطيان، وحسير وغيرها، والتي تصنع من أشجار النخيل (السعف)، وهناك نوعان من النخيل: نخيل الوادي، ويتميز سعفه بالليونة ويستعمل لصناعة القفف، والمسارف، والمراوح.. إلخ، والنخيل الجبلي (البري) ويتميز سعفه بالخشونة والمتانة، ويستعمل لصناعة الأطباق، والمرابش، والمكانس، والخـُبر وغيرها.

وتنتشر هذه الحرفة في مدينة القطن بين النساء، حيث يجدن التفنن في صناعتها.

صناعة المكيفات المحلية

نظراً للظروف المناخية الصحراوية التي تشتهر بها مدن وادي حضرموت والارتفاع الشديد في درجة الحرارة، لاسيما في فصل الصيف، الذي تصل فيه درجة الحرارة إلى نحو 50 درجة مئوية، ارتأى سكان مدينة القطن للتفكير بطريقة من شأنها أن تخفف عنهم حرارة الصيف القائظ، ومنها انبثقت فكرة صناعة المكيفات الصحراوية محلية الصنع بمواد جعلت من قيمته في متناول الجميع.

تبدأ عادة عملية صناعة المكيفات المحلية باستيراد المواد الخام من الخارج وهي: ألواح الزنك، الشفاطات، القش، العوامات، تليها عملية تكوين المكيف من خلال آلات خاصة تعمل على تشكيل قاعدته الخارجية، تتبعها عملية طلاء مجسم المكيف بفرم حراري يساعده على تحمل الصدى والتكيف مع عوامل التعرية المتجددة، وبعد الانتهاء من علمية الطلاء يتم تركيب شفاط الهواء وعوّامة الماء والدائرة الكهربائية، وتركيب أبواب المكيف المضاف إليها “القش” ليكون بذلك المكيف جاهزاً للبيع والتصدير بأسعار في متناول الجميع وتتناسب مع دخل المواطن، وقد سادت هذه الحرفة واشتهرت بها مدينة القطن وأصبحت مصدر دخل لكثير من الأسر.

الأعمال الخشبية
في وادي حضرموت عرفت صناعة الحفر على الخشب منذ قرون مضت، وامتازت بطابع متميز في سائر الأقطار الإسلامية، فالفنان تأثر بالبيئة المحيطة به لتنفيذ رسوماته مع إضافة بعض الأشكال الهندسية والكتابات العربية، كالآيات القرآنية وعبارات التأسيس.
وفي مديرية القطن امتهن هذه الحرفة آل بن بخيت وآل دهري، وما زالوا حتى يومنا هذا يزاولونها ويبدعون في صناعتها، على الرغم من ظهور ورش الحديد. ومن تلك الأعمال الخشبية: الأبواب والنوافذ والمنابر والدواليب، امتازت بدقة الزخارف النباتية والهندسية والكتابات العربية بخط الثلث الجميل، ينم عن إبداع ومهارة الصانع وتنفذ الأعمال الخشبية على خشب العلب المحلي أو خشب الأثل أو خشب ماليزي مستورد.

الحجامة وصوالين الحلاقة والحناء

أول ما استُخدم للحجامة هي قرون الحيوانات، وذلك بأن تفرغ من داخلها، وتتم الحجامة عن طريق شفط الهواء بواسطة الفم ليخرج الدم من مناطق التشريط، ثم تطورت هذه الأدوات باستخدام كؤوس مصنوعة من الصنف الرفيع، أما حديثاً تستخدم كؤوس هواء مصنوعة من البلاستيك أو معدن قابل للتعقيم، وقد انتشرت هذه الحرفة في مدينة القطن مؤخراً.

كما انتشرت صوالين الحناء والكوافير للنساء بشكل واسع في مدينة القطن، واتسعت صوالين الحلاقة للرجال وأصبحت مورداً لكثير من الأسر والشباب.

المعاصر
كانت معاصر الزيت تتألف من حجر مدور كحجر الرحى، يبلغ قطره مترين، وسمكه نحو متر، ويوضع على الأرض ويثقب محوره ويدخل فيه عمود من خشب ويقصر سطح الحجر العلوي قليلاً ثم توصل بخشبة مستعرضة توصل بـ “الجمل”، والذي تقوم مهمته بتدوير المعصرة ويوضع الجلجل في تجويف الحجر الأفقي ويدار الحجر العمودي فيسحق الجلجل ثم تؤخذ

كتلة الجلجل المتجمعة وتوضع في قفة، وما زالت المعاصر موجودة في القطن لكنها اُستبدلت بالمعاصر التي تعمل بالمواطير الكهربائية.

الأعمال الجلدية

استفاد الناس في حضرموت من جلود الأغنام لتقوم بوظائف كثيرة متعددة، فإذا كانت الحاجة تولد الاختراع، فإن الناس في وادي حضرموت اهتدوا إلى جلود الأغنام والماعز والضأن ليشكلوا منها نماذج لصناعات مختلفة مثل أكياس حفظ الماء، وهو ما يطلق عليه محلياً “بالقرب”، وكذلك الأحزمة والأحذية وأدوات أخرى لحفظ الزيوت والعسل، ولكنها انقرضت اليوم من حياتنا.

ودباغة الجلود اشتهرت بها أسرة آل باجبير وآل ديان في مدينة القطن، وحرفة دباغة الجلود شأنها شأن بقية الحرف، حيث تستخدم فيها مواد وأدوات معينة مثل سائل شجرة العشر، وهي شجرة تتواجد بكثرة في وادي حضرموت إضافة إلى مادة القرض وهي عبارة عن أشجار تطحن جيداً، وهي خضراء اللون وكذلك الماء والملح، إلا أن هذه الحرفة تكاد تندثر بسبب توفر البدائل مثل الثلاجات والبرادات ولم نشاهدها إلا فيما ندر، بل اتجه ممتهنو هذه الحرفة لصناعة السبت والمسابت وزهاب الجنبية وجفير المسدسات وتنجيد الأحذية، وما زال آل ديان يمارسونها وآل باجبير حتى يومنا هذا.

تربية النحل

وتعد تربية النحل وإنتاج العسل من الحرف القديمة في بلادنا، حيث يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد كمصدر رزق وزيادة في الدخل لكثير من الأسر، فضلاً عن توفيرها لفرص عمل جديدة.. ويتمتع العسل الحضرمي بمكانة مرموقة وشهرة تجارية كبيرة، فقد بلغت قيمة الكيلو جراماً الواحد من العسل سعراً لم يبلغه أي نوع من العسل في العالم.. فاليمن من أهم المناطق لتربية النحل لتنوع المناخ والمراعي الطبيعية طوال العام، وقد تزايد أعداد النحالين في السنوات الماضية بشكل كبير وأصبحت مهنة النحالة المصدر الرئيسي لدخل الكثير من الأسر.

ووسط مدينة القطن بالمحافظة يقع مقهى أحمد ناصر بن علي الحاج، وهو مقهى شعبي قديم يقصده الناس لتناول كوباً من الشاي أو أكل الفول والعيش كونه يمتاز بإعداد وطهي هذه الوجبة منذ القدم، كما يقصده البعض منهم للتسوق وعرض الأشياء القديمة من الأسلحة والسلاح الأبيض والساعات وكثير من الأشياء التي اعتاد الناس، من رواد المقهى، على بيعها وشرائها، ومنذ ما يقارب عشرين عاماً ازدادت رقعة التجارة في هذا المقهى، وأصبح ملتقى وسوق شعبي كبير لبيع وشراء منتجات النحل من العسل، حيث يرتاده تجار العسل ومربو النحل من كافة مناطق البلاد لبيع منتجاتهم من العسل بعد الجني والقطاف، أي ما يسمى بالدباسة؛ أي في شهر أكتوبر ونوفمبر من كل عام، بعد مضي عام من العناء والمشقة والتنقل من مكان لآخر للبحث عن مراعي لنحلهم علهم بعد ذلك يحصلوا على ثمار ذلك العناء، فتجدهم في هذا السوق الكل يعرض منتجاته، فمنهم يفترش الأرض وأمامه (دبب) وعلب العسل، ومنهم على متن سيارته، والبعض الآخر داخل محلاتهم التجارية التي تقع بجانب المقهى، وقد امتهن الكثير من الناس بمدينة القطن هذه الحرفة بسبب البطالة، والبعض الآخر اتجه للدلالة أو بيع منتجات العسل.​

إغلاق