كتابات

إلى ماذا تتطلعون من وراء تشكيلكم مايسمى بالإئتلاف الوطني الجنوبي أيها السادة ؟؟

ريبون / كتابات

ليس مستغرباً  أن يُتم السعي لإنشأء مثل هذا الكيانات  من قبل تلك العناصر الجنوبية المنضوية في إطار الشرعية أو من قبل  تلك الأحزاب التي لاقاعدة شعبية لها أو من بعضها التي بدأت تفقد قاعدتها وتأثيرها ، بسبب مواقفها المعادية  لتطلعات الجنوبيين   وتحالفاتها المشبوهة  مع قوى النفوذ والتسلط  ومواقفها  السلبية  تجاه الاضاع  المأسوية في الجنوب ، ًولاسيما  في ظل الدور المتنامي للمجلس الإنتقال الجنوبي  والتعاطف  الشعبي الواسع الذي يحظى به . إن  المددق في الأسماء  التي وردت في الساعين  للتأسيس   لهذا الكيان  ، يلاحظ إن بعضاً منها لقد لعب دورا بارزا في أحداث يناير ٨٦ م ، هذه الأحداث التي أحدثت شرخا عميقاً في الجسم الجنوبي لازالت آثارها بارزة حتى اليوم  ، ومنها من تحالف مع النظام السابق ورئيسه في حربه وإجتياحه للجنوب وهزيمته في حرب صيف ١٩٩٤م ،  وكانت جزأً من تشكيلته  ومن الطبقة الحاكمة فيه ، التي أدارت الجنوب  بالحديد والنار ، ومارست شتى صنوف الذل والاهانة والقمع والقتل والنهب بحق أبنائه ، حتى قيام الثورة الشبابية في ٢٠١١م  ،  وإنشقاقهم  عنه ، واليوم هي نفسها تتربع  على كرسي الشرعية محكومة بعقد الماضي البغيض وأحقاده ، لتعيد التاريخ بأسود صفحاته ، ولكن تحت مسمى جديد  وبأهداف جديدة ، ألف  تحية للحزب الإشتراكي ولقياداته وأعضائه    ، الذي ظل وسيظل رقما مهما في العمليه السياسية في اليمن شماله وجنوبه ، حيث لم يظهر إسمه أو إسم أحد من أعضائه أو  قيادييه ضمن الساعين للتأسيس لمثل  هذه الكيانات  المشؤومة  ،  على الرغم   من الحرب الغير معلنة ضده ، وسياسة الإقصاء والتهميش والعزل التي تمارس بحق كوادره من دون أن يُبْدِيَ أيَّ موقفٍ  عدائي  يتعارض مع مشروعه الوطني  وموقفه المعلن  المؤيد  للحل العادل للقضية الجنوبية الذي يستجيب لتطلعات أبناء الحنوب  وحقهم  في تقرير المصير من دون وصاية من أحد أو تحت تهديد القوة الغاشمة التي يلوحون بها بين فترة وأخرى   .

إن استنساخ كيانات  سلطوية تأتمر بأوامر الحاكم  تحافظ على مصالحه  والمنتفعين من حوله ، ليس عملاً  جديداً على الجنوب ، أو تجربة جديدة ، فقد  عملها رأس النظام السابق  بعد حرب ١٩٩٤ م ،  حين  لجأ إلى محاولة استنساخ حزب إشتراكي  جديد بتكليف مجموعة من المنشقين  عنه الباحثين عن السلطة والثروة   بعد تزويدهم بالأموال ، ليكون هذا الحزب شريكا صورياً له في الحكم بعد إنقلابه على مشروع الشراكة الحقيقة للوحدة ، وتحويلها إلى مشروع للإحتلال ، فكان مصيرها الفشل ، وسيكون  مصير هذا الكيان إن قدر له  أن يرى الحياة  إن شاء الله كسابقه من الكيانات التي لم تأتِ  كمطلب  شعبي فرضته  الحاجة وطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الجنوبية ، وإنما  أتى بناء على رغبة الحاكم وتوجيهاته  ورغبة بعض الأحزاب ، وبالفعل  بدأت علامات التفسخ لهذا الكيان تظهر منذ البدايات الأولى  ، حيث أعلن عدد ممّنْ  وردت  أسماؤهم ، عدم علمهم بهذا الكيان ، والبعض رفض عضويته حتى لايكون أداة بيد غيره ضد قضية شعبه ، كما لايستبعد أن يُقْدِمَ  الإنقلابيون   في صنعاء على تشكيل كيان مماثل يدعي حقه في تمثيل الجنوب ، من العناصر  الهاربة من الجنوب التي تدعي إنتماءهاللحراك ومن المؤتمريين الجنوبيين الذين تحوثوا  ، ومن الأحزاب التي توالي الإنقلابيين ، وتُنَصًّبُ  عليه شخصية جنوبية ،مذيلا بأسماء وأحزاب لايتعدى عدد أعضائهاأصابع اليد ،  ليحولوا الجنوب  إلى ساحة لصراع المكونات ، على حساب المواجهةالحقيقية  مع الإنقلابيين  لاسقاط الإنقلاب واستعادة الشرعية .

ايها السادة  ارفعوا أيديكم  عن الجنوب وشعبه ، واتركوه يحددمصيره  بنفسه من دون وصاية أحد  ، فشعبه ليس قاصراً لتفرضوا  عليه مشاريعكم ووصايتكم  ، ألا يكفيكم  مايعانيه شعبه من آلام ، بسبب تردي الخدمات من مياه وكهرباء  وصحة ، وإختناقات  دائمة في المشتقات  النفطية ، ، وتأخير دفع المرتبات ، لتعمدكم ذلك ، كشكل من العقاب الجماعي ، لخروجه عن طاعتكم  ورفضه وصايتكم ، وما يعانيه أطفاله من رعب الإرهاب ، بسبب  حالات القتل  والإختطافات  التي تحصل  في بعض مناطقه بين الحين والآخر  . كما نقولها صريحة  للإنقلابيين  الحوثيين  لن تجدوا  مِِنْ  الجنوبيين  مَنْ  يمد يده إليكم بعد تلك الوحشية والهمجية  والتدمير الذي تسبب فيه غزوكم الوحشي  للجنوب في ٢٠١٥ م ، حيث لم ترحموا طفلا ولا شيخا ولا إمرأة  ولا مدنياً حين استهدفت نيران مدافعكم عمدا  قوارب  الفارين من جحيم الحرب  في التواهي ،  كما لم تُسْتَثْنَ  من همجيتكم حتى دُوْر العبادة  والمدارس والمستشفيات  وغيرها من المعالم المدنية ، التي يُعْتّبرُ استهدافها  جرائم حرب  ، ولازالت آثار  العدوان الدالة على وحشيته  بارزة حتى اليوم  في كل مدينة وقرية طالها هذا  العدوان .

سيؤن / حضرموت

الإستاذ / فرج عوض طاحس

إغلاق