تقارير وتحقيقات
العرب اللندنية :غياب هادي عن أحداث عدن العاصفة يؤذن بانتهاء دوره
ريبون / العرب
كرّس غياب الرئيس الانتقالي اليمني عبدربّه منصور هادي عن الأحداث العاصفة التي شهدتها مدينة عدن التي سبق له أن اتّخذها عاصمة مؤقّتة بعد فراره من صنعاء إثر غزوها من قبل المتمرّدين الحوثيين في خريف سنة 2014، انعدام دوره الفعلي مؤذنا بنهاية عملية حتى للدور الاعتباري الذي بقي له، وذلك بعد تورّطه في حملة شعواء ضدّ التحالف العربي رغم إقامته على أراضي المملكة العربية السعودية قائدة التحالف ذاته.
وأعطى صمت هادي المطبق وإحجامه عن أي عمل سياسي لمعالجة الوضع الناجم عن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن، مصداقية للمجلس الذي لطالما حذّر من سيطرة حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين على مقاليد السلطة الفعلية في حكومة هادي واتخاذه الأخير مجرّد واجهة لتمرير سياسات الحزب وتحقيق أهدافه.
ويعلّق الخبير في الشؤون اليمنية بمجموعة الأزمات الدولية، بيتر سالزبري عن الوضع الذي آلت إليه سلطة الرئيس الانتقالي بالقول “إنّ ما حدث في عدن الأسبوع الماضي شكل ضربة حقيقية لمصداقية حكومة هادي”، معتبرا أنّ “التطورات الأخيرة في عدن تظهر بوضوح أن رئاسة هادي رمزية أكثر من أي شيء آخر، وهي مجرد وسيلة للتمسك بشرعية الدولة أكثر من الجوانب العملية للحكم”.
وفي تعبير أكثر وضوحا عن انتفاء أي دور فعلي لهادي يقول الباحث في معهد تشاتام هاوس فارع المسلمي إن هادي الذي فر من عدن ويقيم حاليا في السعودية هو رئيس “غائب عن الواقع وغائب عن الأرض”. ويشير المسلمي إلى أن الحكومة اليمنية تمر حاليا “بتفتت غير مسبوق” في ظل غياب الرئيس عن الساحة ورغبة المجلس الانتقالي الجنوبي في تحويل سيطرته العسكرية في عدن إلى “واقع سياسي”.
ولا يعلم المهتمّون بمتابعة الأحداث المتسارعة في اليمن إن كان هادي نفسه وراء الحملة العاصفة التي يشنّها بعض أركان حكومته وعدد من الإعلاميين والنشطاء التابعين لهم على التحالف العربي والمجلس الانتقالي، أم أنّ الرجل عديم الحيلة يُستخدم مرّة أخرى واجهة للدفاع عن مصالح أشخاص
متضرّرين وفزعين من سقوط السلطة التي كانت تصرف لهم رواتب مجزية وتوفّر لهم امتيازات كبيرة لقاء “عمل حكومي” صوري لا تكاد تلمس له أي نتائج على أرض الواقع، سواء في عدن أو في باقي المناطق المحرّرة من الحوثيين بجهد رئيسي من التحالف العربي وقوات يمنية أغلبها فصائل من جنوب اليمن قامت دولة الإمارات العضو الرئيسي في التحالف بتدريبها وتسليحها.
وتجلّى هجوم أركان حكومة هادي على التحالف العربي ومن ضمنه السعودية في اتهام مباشر كان وزير داخلية هادي أحمد الميسري قد وجهه للرياض قائلا إنّها صمتت لأربعة أيام حتى استكملت قوات المجلس الانتقالي السيطرة على عدن، موحيا بـ”تواطؤ” سعودي في ما حدث، فضلا عن كيل الميسري كما هائلا من الاتهامات لدولة الإمارات العربية المتحدة.
واستكمل عبدالملك المخلافي المستشار لدى الرئيس الانتقالي اليمني الحملة على التحالف قائلا إنّ “اليمنيين فقدوا ثقتهم بالتحالف العربي”.
وقال المخلافي الذي سبق له أن شغل منصب وزير للخارجية في حكومة هادي في تغريدات على تويتر إنّه على التحالف أن يدرك حجم ما حدث في عدن، ومخاطره حتى وإن كانت بعض أطرافه مشاركة في ذلك.
وأضاف أن أول ما يجب إدراكه، هو أن اليمنيين فقدوا ثقتهم بالتحالف العربي الذي أيدوه وأعطوه مشروعية، مشيرا إلى أنه ستكون لذلك عواقب يجب التفكير فيها.
ورغم ما يبدو من عشوائية الحملة التي تشنّها شخصيات قريبة من الرئيس الانتقالي اليمني، وانحدارها في أحيان كثيرة نحو كيل الاتهامات وتوجيه الشتائم والسباب، إلاّ أنّ خيطا ناظما يجمعها متمثّلا في محاولة تفكيك وحدة مكونات التحالف العربي وهو ما بدت السعودية والإمارات على بينة منه بتأكيدهما مواصلة العمل سويا لاستكمال المعركة الأساسية ضدّ المشروع الإيراني في اليمن ووكلائه الحوثيين.
العرب اللندنية