تقارير وتحقيقات

العرب اللندنية: معركة شبوة تحدد مصير علي محسن الأحمر

ريبون / متابعات

نفت مصادر محلية في مدينة عتق (مركز محافظة شبوة) لـ”العرب” صحة الأنباء المتداولة في وسائل الإعلام عن حسم الوحدات العسكرية التابعة للشرعية سيطرتها على المدينة عقب المواجهات التي اندلعت الخميس مع قوات النخبة الشبوانية التابعة للحزام الأمني، على الرغم من أن قوات الإصلاح ونائب الرئيس علي محسن صالح الأحمر قد ألقت بثقلها كاملا في المعركة معتبرة إياها مواجهة مصيرية.

وفيما أشارت المصادر إلى صعوبة المعركة، إلا أنها أكدت بقاء كافة الوحدات العسكرية من الجانبين في مواقعها قبل اندلاع المواجهات، مشيرة إلى استمرار الطرفين في حشد القوات واستقدام التعزيزات.

ونوهت المصادر بفشل الجهود التي بذلتها وجاهات قبلية واجتماعية لاحتواء التوتر والتوصل إلى اتفاق لتجنيب شبوة امتدادات الصراع بين الانتقالي والحكومة الشرعية الذي بدأ في عدن ووصل إلى أبين، قبل أن ينتهي به المطاف في شبوة الغنية بالنفط والغاز والتي يعتبرها مراقبون معركة مصيرية في حرب السيطرة على جنوب اليمن بين تيار الرئيس عبدربه منصور هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي الساعي لتمثيل الجنوب عسكريا وسياسيا.

وفي تعليق على نتائج ودلالات اليوم الأول في المواجهة التي شهدتها شبوة، قال مصدر قبلي مقرب من الانتقالي طلب عدم ذكر اسمه “المعركة صعبة والإخوان جهزوا أنفسهم وأعدوا العدة للمواجهة منذ وقت مبكر، ولكن قوات النخبة الشبوانية لم ترم بكل ثقلها بعد وتحاول التقليل من الخسائر بين المدنيين”.

ووفقا لمصادر مطلعة في الحكومة اليمنية، فإن الشرعية تراهن على شق صف التحالف العربي على خلفية التطورات الأخيرة، إضافة إلى الرهان العسكري على قلب نتائج المعركة في شبوة التي أكدت المصادر أن حزب الإصلاح استعد لها منذ وقت مبكر، وتواردت أنباء عن إرسال الإخوان تعزيزات عسكرية من مأرب إلى شبوة التي تعاني من حالة استقطاب حادة بين مكوناتها الاجتماعية، نظرا لدخول المال القطري والعماني على الخط من خلال تمويل تحركات أحمد مساعد حسين المسؤول عن تأزيم الأوضاع في شبوة.

وأشارت المصادر إلى إلقاء نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح الأحمر بكامل ثقله في معركة شبوة التي يعتقد أن حسم المجلس الانتقالي لها سيرجح كفة المطالبات بتحييده سياسيا وتعيين نائب رئيس توافقي تجمع عليه كافة الأطراف والمكونات اليمنية التي تنظر إلى الأحمر كجزء من الأزمة اليمنية.

واعتبر نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك المواجهات التي حدثت في شبوة، الخميس، نتيجة لدفاع قوات النخبة الشبوانية عن مواقعها، وقال بن بريك في تغريدة على تويتر “بينما وفد المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي في السعودية تلبية للدعوة الكريمة، يفتعل من لا يريد للزيارة النجاح تحرشات بنقاط النخبة الشبوانية لتجد نفسها مضطرة إلى الدفاع عن نفسها. ونوجه دعوة عاجلة للتحالف بإرسال لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة من المتسبب في تفجير الوضع هناك”.
وفي المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحكومة إن رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك أجرى، الجمعة، اتصالا هاتفيا بمحافظ شبوة محمد بن عديو “اطلع خلاله على تطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية في شبوة عقب سيطرة قوات الجيش الوطني على مدينة عتق وتصديها لتمرد ما يسمى بالمجلس الانتقالي ومحاولته السيطرة على مدينة عتق”.

وجددت الحكومة اليمنية اتهام الإمارات بالوقوف خلف المواجهات التي شهدتها محافظة شبوة، وقال الناطق باسم الحكومة راجح بادي في تصريح نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن “قيادة القوات الإماراتية في بلحاف بمحافظة شبوة (قامت) بتفجير الوضع العسكري ومحاولة اقتحام مدينة عتق عاصمة المحافظة، رغم الجهود الكبيرة للمملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة وإيقاف التصعيد العسكري”.

ووصف مراقبون التصعيد الإعلامي الحكومي ضد دولة الإمارات بالسياسة الممنهجة لإخفاء فشل وإخفاق الشرعية اليمنية في التعامل مع الأحداث، ومحاولة للتغطية على إفشال حزب الإصلاح المسيطر على الشرعية لحوار جدة الذي دعت إليه الحكومة السعودية واستجاب المجلس الانتقالي من خلال إرسال وفده التفاوضي قبل أن يغادر بعد إصرار الحكومة الشرعية على عدم المشاركة في الحوار.

وفي موقف رافض لحملة التشويه التي تحاول النيل من دور الإمارات في التحالف العربي، أشاد بيان صادر عن قيادة القوات المشتركة بالساحل الغربي والتي تضم قوات العمالقة والمقاومتين الوطنية والجنوبية “بالدور الريادي والمحوري الذي لعبته وتلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة التمدد الإيراني بالمنطقة المتمثل في ميليشيا الحوثي الإرهابية”.

وأشار البيان إلى أن “التضحيات الجسيمة التي اجترحتها دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا ستظل محل إكبار الشعب اليمني قاطبة حيث امتزج الدم الإماراتي بالدم اليمني في سهول وجبال يمننا الغالي في معركة الدفاع عن الأمن القومي العربي ضد التمدد الإيراني”.

وجددت القوات المشتركة في بيانها “التأكيد على أن ما تتعرض له دولة الإمارات العربية المتحدة من حملة مغرضة تهدف إلى تشويه دور دول التحالف بقيادة المملكة لا يعبر عن موقف الشعب اليمني وقواه الوطنية الواقفة في متاريس الدفاع عن الجمهورية واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة”، مشيرة إلى أن “الشعب اليمني سيسجل في أنصع صفحات تاريخه الموقف القومي والأخوي المشرف الذي انتهجته دولة الإمارات العربية المتحدة، وستظل الأجيال اليمنية المتعاقبة محتفظة بهذا الجميل الذي لا ينكره إلا جاحد”.

ودعا البيان القوى السياسية اليمنية إلى “تحكيم العقل وتغليب مصالح الشعب اليمني على المصالح الحزبية الضيقة وعدم التفريط بالشركاء الحقيقيين الذين لم يتخلوا عن اليمن في أشد مراحل محنته ولبوا نداء شعبنا وسخروا كل إمكانياتهم من أجل القضاء على الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا”، لافتا إلى أن افتعال الأزمات في هذه المرحلة الدقيقة مع الشركاء في التحالف العربي لا يخدم سوى المخطط الإيراني التدميري المتمثل في ميليشيات الحوثي الإرهابية.

إغلاق