تقارير وتحقيقات
صحيفة اندبندنت البريطانية: هل تصبح شبوة مقراً مؤقتاً لحكومة هادي بدلا عن عدن؟
ريبون / وكالات
نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية تقرير بشأن محافظة شبوة والأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظات الجنوبية وعدن على وجه الخصوص.
وقالت الصحيفة في تقريرها ان القوات الحكومية الشرعية فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة عتق مركز المحافظة
خطوات حثيثة تتّخذها الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً، تؤكد عزمها العودة إلى الداخل اليمني لمزاولة مهامها من منطقة جديدة، بدلاً عن مدينة عدن التي غادرتها مجبرة في 10 أغسطس (آب) الماضي، بعد معارك خاضتها قواتها مع مسلحي “الانتقالي الجنوبي” وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وانتهت بسيطرة الأخيرين على مفاصل الدولة كافة في عدن، إضافةً إلى محافظتي لحج والضالع، ومحاولة فرض واقع جديد في جنوب البلاد.
ومنذ تحريرها من جماعة الحوثي منتصف يوليو (تموز) 2015، اتخذت الحكومة اليمنية من عدن عاصمة مؤقتة للبلاد، وشهدت المدينة تعافياً نسبياً على مستوى الخدمات، وعودة العمل إلى معظم المكاتب الحكومية والخدمية والقنصليات الدبلوماسية لعدد من الدول العربية والأجنبية، وكان رؤساء الحكومة اليمنية المتعاقبون يتّخذونها مقراً لإقامتهم، وكذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يقيم بشكل دائم في العاصمة السعودية الرياض منذ انطلاق “عاصفة الحزم” في مارس (آذار) 2015.
إلى شبوة “حتى التحرير”
وأعلن وزير النقل اليمني صالح الجبواني، الخميس، أن الحكومة اليمنية ستعود إلى مدينة عتق، مركز محافظة شبوة (شرق البلاد والغنية بالنفط) لتدير أعمالها بشكل مؤقت من هناك، “حتى تحرير عدن، ثم صنعاء”.
وأشار الجبواني، في تغريدة له عبر تويتر، إلى أنّ “مطار المدينة سيكون محطة دولية”، وأنّ ميناء بلحاف الواقع جنوب المحافظة على بحر العرب، سيُعمل على إعادة بنائه “من اللحظة”.
ولم يذكر موعداً محدداً لعودة الحكومة، التي تقيم في العاصمة السعودية الرياض منذ مغادرتها “قصر المعاشيق الرئاسي” بعدن في أغسطس الماضي.
وفي 29 أغسطس الماضي، أسقط مسلحو المجلس الانتقالي الجنوبي العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في قبضتهم مجدداً، بعد نحو 24 ساعة من سيطرة القوات الحكومية عليها، إثر استقدامهم تعزيزات عسكرية من محافظات أخرى.
واعتبر وزير النقل، المعروف بولائه الكبير للرئيس هادي، أن “أمام شبوة فرصة كي تصبح أكثر المحافظات أمناً وازدهاراً”. ودعا أبناءها إلى ما وصفه بـ”اقتناص هذه الفرصة والنزول إلى ميادين العمل وعدم الالتفات للأصوات الناعقة، بل عزلها”، في رد على التصريحات التي أطلقها قادة في الانتقالي الجنوبي حذّروا فيها من محاولة إعادة تشغيل مطار عتق الدولي.
وكانت القوات الحكومية اليمنية قد فرضت في أغسطس سيطرتها الكاملة على مدينة عتق بعد معارك عنيفة ضد قوات “النخبة”، الجناح العسكري التابع للمجلس الانتقالي الداعي إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، الذي دائماً ما يردد بأنه الممثل الوحيد والشرعي لأبناء المحافظات الجنوبية.
وتعد محافظة شبوة ثالث أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة وفيها 17 مديرية. كما تتنوع طبيعتها الجغرافية بين الصحراء والساحل وتضم عدداً من الشركات النفطية. ويقع في جهتها الشرقية، ميناء بلحاف الغازي الذي يُعتبر أكبر مشروع استثماري في اليمن، فيما تحاذي من جهتها الشمالية والغربية محافظة مأرب، حيث تتمركز أعتى القوات العسكرية الموالية للرئيس هادي.
ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع وجود الجبواني في العاصمة العُمانية مسقط ضمن وفد حكومي في زيارة رسمية للسلطنة، لم تكشف مضامينها حتى اللحظة، بعد نحو شهر على استعادة القوات الحكومية شبوة.
وكان رواد ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في اليمن، قد تداولوا على مدى الأيام الماضية، صوراً تظهر التجهيزات الإنشائية الجارية في بنية مطار عتق الدولي، الذي توقفت حركته الملاحية منذ بداية الأزمة السياسية في البلاد عام 2014، بعدما اقتصر نشاطه الجوي خلال العقدين الماضيين على عدد محدود من الرحلات المحلية.
وأفاد مصدر حكومي “اندبندنت عربية” بأن “وفداً من الحكومة وصل إلى عتق أخيراً للاطلاع على التحضيرات كافة، بالتعاون مع السلطة المحلية في المحافظة، استعداداً لاستقبال أعضاء الحكومة الذين سيمارسون مهامهم الوطنية من الداخل اليمني”.
دعم سعودي
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن “اجتماعات تُعقد بشكل يومي لتفعيل الخدمات في المحافظة بدعم سعودي، ولتجهيز مدينة عتق كي تصبح مقرّاً إداريّاً للحكومة الشرعية في المرحلة المقبلة، من خلال تفعيل الوزارات وعمل مكاتبها”.
ولم يوضح المصدر ما إذا كانت عتق ستصبح مقرّاً دائماً للحكومة في المرحلة المقبلة بمنأى عن مدينة عدن، إلاّ أنّه رجّح أن يكون وجود الحكومة في المدينة مرتبطاً بعودة العاصمة المؤقتة عدن إلى سلطة الدولة، على حد تعبيره.
يأتي ذلك في وقت تتحدث تسريبات متطابقة عن إجراء مشاورات غير معلنة، تقودها السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. وأبرز ما خلُصت إليه في صيغتها النهائية هو تشكيل حكومة تكنوقراط مشتركة مصغرة، مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، بمشاركة الانتقالي.