تقارير وتحقيقات
السلطات السعـودية تقوم بإزالة آخر مزارع القات في جبال العبادل شرق جازان
في ظل السعي الحثيث لاقتلاع مزارع القات من جبال جازان، وما تقوم به الجهات المختصة في هذا الشأن، واستبدالها بأخرى ذات فائدة من أشجار الفواكه وغيرها.
أشرف رئيس مركز القصبة بالعارضة خالد بن ناصر البقمي، ظهر أمس، على إزالة شجر القات من آخر مزرعة بجبال العبادل، والذي تنفذه هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية , وقال “البقمي”: “جاء إشرافنا اليوم على إزالة آخر مزرعة قات بجبال العبادل التابعة لمركز القصبة بالعارضة بناءً على توجيهات سعادة محافظ العارضة الدكتور سلطان بن عجمي بن منيخر، وذلك لما وجه به من قبل سمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه”.
وأضاف: “تحقق هذا الإنجاز بفضل من الله ثم بفضل توجيهاتهم وتجاوب أصحاب المزارع وتعاون المشايخ؛ وإننا نسعى جاهدين في إزالة هذه الشجرة الخبيثة من كافة جوانب المحافظة، ولم يبق إلا القليل جداً”.
ولم يبق في السعودية حاليًا إلا عدد قليل جدًا من مزارع القات، ويجري العمل على إزالتها في المستقبل القريب، لتحتفل البلاد بكونها خالية من أشجار القات بعد جهود حكومية حثيثة استمر العمل فيها على مدار عشر سنوات تقريبًا.
وتقول تقارير محلية، إن السعودية تتجه لسن عقوبات رادعة على من يعيد زراعة القات وإنشاء مزارع جديدة له، لضمان عدم عودة تلك الشجرة ”الخبيثة“ كما يسميها بعض السعوديين إلى بلادهم، وبينها فرض غرامات مالية باهظة وجلد المزارع بجانب مصادرة أرضه.
وتواجه السعودية في حربها على القات، تحدي تهريب تلك النبتة إلى داخل المملكة من الجار القريب اليمن، الذي يعد موطنًا رئيسًا لزراعة القات وتعاطيه على مستوى العالم، لاسيما مع وجود عدد كبير من اليمنيين المقيمين في البلاد، ولا يمنعهم ارتفاع أسعار القات المهرب من شرائه.
وأدرجت منظمة الصحة العالمية القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت ست سنوات احتواء نبتة القات على مادتي ”نوربسيدو فيدرين“ و“الكاثين“ المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامينات أو المخدرات.
وينتشر تعاطي القات على نطاق واسع في اليمن والصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب إفريقيا، وتزرع شجرة القات على المرتفعات الجبلية والهضاب البالغ ارتفاعها حوالي 800 متر من سطح البحر، ويصل طول الشجرة أحيانًا إلى ستة أقدام، وتعتبر من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، وذات قدرة كبيرة على تحمل تقلبات الطقس.
وبعد عقود طويلة ازدهرت فيها زراعة القات بالمناطق الجبلية في جنوب السعودية، باتت تلك الجبال اليوم موطنًا رئيسًا لزراعة أجود أنواع البن والفواكه في بلد علقت بالأذهان صورة نمطية أن كل أراضيه صحراوية غير قابلة للزراعة.
يذكر أن هيئة تعمير وتطوير المناطق الجبلية بجازان بدأت جهودها منذ سنوات للحد من زراعة القات في عددٍ من المحافظات الجبلية، وبالتعاون مع الجهات المختصة.