منوعات
بلاد أطلق عليها كريستوفر كولومبس أسماءها ولا تزال مستخدمة حتى اليوم
ريبون / منوعات
في يوم الجمعة، 3 أغسطس/آب 1492، وبدعم من ملوك إسبانيا، غادر البحّار كريستوفر كولومبوس من ميناء بالوس دي موغور في جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية، متجهاً غرباً في رحلة استكشافية بغية الوصول إلى جزر الهند.
ولكنه لم يكن يعلم أن رحلاته سوف تتجه لاكتشاف عالم جديد ومختلف عن وجهته الأصلية، وبعد ما يقرب من شهرين في المحيط وصل كريستوفر كولومبس إلى أول أرض يراها منذ أن أبحر، وكانت هذه الأرض جزءاً من أرخبيل جزر الأنتيل، ولكنها لم تكن الأخيرة.
بحسب موقع BBC Mundo الإسباني هذه بلاد أطلق عليها كريستوفر كولومبس أسماءها، والتي لا تزال تُستخدم حتى اليوم.
كريستوفر كولومبس ومهمةٌ صعبة
لم يكن أخْذُ خريطة وتتبع المسار الذي سلكه كولومبوس بالأمر السهل، والأصعب هو محاولة مطابقة مئات المناطق والمعالم الجغرافية التي أطلق عليها الأميرال أسماءها، والتي تحتفظ بها حتى الآن.
يتفق العديد من المؤرخين الذين استشارهم موقع BBC Mundo الإسباني على أنه عمل لم ينجزه أحد.
وفي حديثه لموقع BBC Mundo، قال المؤرخ البرتغالي الأمريكي مانويل روزا: «العثور على الأسماء التي اختارها ليس معقداً للغاية، لكن معرفة ما إذا كانت لا تزال قيد الاستخدام أمر أصعب بكثير».
أنتيغوا وبربودا
تتكون هذه الدولة الصغيرة من أنتيغوا وبربودا، وهما أكبر الجزر وأهمها، وعدد من الجزر الصغيرة التي تشمل جزيرة ريدوندا غير المأهولة.
زار كريستوفر كولومبوس أنتيغوا في عام 1493، خلال رحلته الثانية إلى «العالم الجديد».
أطلق عليها هذا الاسم تكريماً لكنيسة سانتا ماريا دي لا أنتيغوا في إشبيلية، إسبانيا، وفقاً لـ «القاموس الموجز لأسماء أماكن العالم»، التابع لدار نشر أكسفورد.
بعد ذلك، في عام 1632، استعمر الإنجليز أنتيغوا، وحدث الشيء نفسه مع باربودا في عام 1678. وأصبحت الأخيرة تابعة لأنتيغوا في القرن الثامن عشر.
في القرنين التاليين، كانت الجزر تحت تسميات استعمارية بريطانية مختلفة حتى عام 1981، عندما أعلنت أنتيغوا وبربودا استقلالها.
كوستاريكا
أطلق كريستوفر كولومبوس هذا الاسم على تلك الجمهورية الحالية في عام 1502، خلال رحلته الرابعة.
يقول قاموس أكسفورد: «ربما بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنه سيجد الذهب هناك، لأن السكان الأصليين كانوا يرتدون الحلي المصنوعة من هذا المعدن الثمين، ما لم يكن يعرفه هو أن الذهب كان يُستورد».
ومع ذلك، كان هذا الساحل غنياً، ولكن بالخشب والفواكه والمياه.
اعتُمد اسم كوستاريكا رسمياً في عام 1539، وفي العام التالي، على الرغم من عدم وجود مستوطنات إسبانية حتى عام 1561، فقد أصبح جزءاً من التاج الملكي الإسباني لإسبانيا الجديدة.
في عام 1568 ضُمت إلى مملكة غواتيمالا الجديدة، حتى أعلنت استقلالها في عام 1821 وانضمت إلى الإمبراطورية المكسيكية، وبعد ذلك بعامين كانت أحد الأعضاء المؤسسين لمقاطعات جمهورية أمريكا الوسطى الاتحادية.
لقد أصبحت كوستاريكا جمهورية مستقلة منذ عام 1848. ومن المثير للاهتمام أن عملتها تسمى كولون.
كوبا
اسم كوبا هو حالة خاصة جداً بين تسميات كريستوفر كولومبوس.
وربما يكون أحد أكثر الأسماء التي ذكرها في يوميات أسفاره؛ إذ ذكره حوالي 19 مرة خلال الرحلة الأولى، وفقاً لكتاب «Los cuatro viajes del almirante y su testamento».
يوضح المؤرخ روزا الذي ألّف عدة كتب عن حياة كريستوفر كولومبوس: «ما حدث باسم كوبا أمر مضحك، لأنه أطلق عليها (أي الجزيرة) اسم خوانا، وكان السكان الأصليون يطلقون عليها اسمها «كولبا»، وفي المرة التالية التي يسمي فيها الجزيرة، يسميها كوبا».
يوم الثلاثاء، 23 أكتوبر/تشرين الأول 1492، كتب كولومبوس: «أود أن أغادر اليوم متوجهاً إلى جزيرة كوبا، التي أعتقد أنها ينبغي أن تكون Jipangu، وفقاً لما أظهره هذا الشعب من عظمتها وثرائها».
Jipangu هو الاسم القديم الذي أطلقه الأوروبيون والصينيون على اليابان. لذا فمن المحتمل أن كولومبوس قد اعتقد أن كوبا كانت اليابان، كما عبّر عنها هو نفسه في يومياته.
في الخامس من ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، يذكر كولومبوس كوبا باسم خوانا، ويفعل ذلك عدة مرات في المذكرات كما لو كانت مرادفات لها.
يضيف روزا، موضحاً العلاقة المزعومة بين الأميرال ومملكة البرتغال، مشيراً إلى حقيقة أخرى لافتة للنظر، وهي أن «المكان الوحيد الذي كان يسمى كوبا في ذلك الوقت كان في البرتغال».
دومينيكا
زار كريستوفر كولومبوس هذه الدولة الواقعة على البحر الكاريبي، يوم الأحد 3 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1493.
سماها الأميرال تكريماً ليوم الرب، وهو Dies Dominica في اللاتينية أو Domingo أي يوم الأحد في الإسبانية.
أطلق عليها السكان الأصليون في منطقة البحر الكاريبي اسم وايتوكوبولي، والتي تعني «طويلة كأجسادهم»، في إشارة إلى سلسلة الجبال التي تحيط الجزيرة من الشمال إلى الجنوب، وفقاً لقاموس أكسفورد.
سقطت دومينيكا في أيدي البريطانيين في عام 1783، وكانت جزءاً من العديد من الاتحادات الاستعمارية خلال القرنين التاليين، وأصبحت دولة تابعة للمملكة المتحدة مع حكومة ذاتية الحكم في عام 1967، قبل أن تصبح جمهورية مستقلة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1978، وذلك في الذكرى الـ485 لوصول كولومبوس إليها.
جاميكا
زار كولومبوس جاميكا عام 1494.
على الرغم من أن المستكشف لم يعطها هذا الاسم، إلا أنه أشار إليها هكذا دائماً، في الواقع ذكر كولومبوس جمايكا ست مرات في رحلته الرابعة.
كان اسمها لدى سكان أراواك الأصليين هو Xaymaca أو Yamaya مما يعني «أرض الحطب والمياه».
في وقت لاحق، دعاها كولومبوس جزيرة سانتياغو: «لقد اكتشفت العديد من الجزر (…)، من بينها جزيرة جامايكا، والتي نسميها سانتياغو» ولكن من الواضح أن هذا الاسم لم يستمر.
كانت الجزيرة تحت التاج الإسباني حتى عام 1655 عندما غزاها البريطانيون، وأصبحت جاميكا دولة مستقلة منذ عام 1962.
لا هيسبانيولا
هي الجزيرة التي تضم جمهورية الدومينيكان وهايتي.
وكانت أول مستوطنة إسبانية في «العالم الجديد».
دعاها السكان الأصليون جزيرة بوهيو، أو بانيك أو باريك، وذلك قبل وصول كولومبوس في عام 1492 ليطلق عليها اسم لا هيسبانيولا، أي الجزيرة الإسبانية.
كتب كولومبوس يوم الثلاثاء، 11 ديسمبر/كانون الأول عام 1492: «أردت رؤية منتصف هاتين الجزيرتين، والجزيرة الإسبانية التي تعد أجمل شيء في العالم، ويقولون إن جزيرة بوهيو كانت أكبر من خوانا التي يطلقون عليها اسم كوبا…»
خلال الوجود الإسباني كان يطلق عليها في بعض الأحيان سانتو دومينغو.
بورتوريكو
بورتوريكو حالياً كومنولث للولايات المتحدة.
في عام 1898، خلال الحرب الإسبانية الأمريكية، واجهت الولايات المتحدة الأمريكية مملكة إسبانيا على الأراضي التي سيطرت عليها في منطقة البحر الكاريبي، وكانت إحدى عواقب هذا الصراع وقوع بورتوريكو في أيدي أمريكا.
على مر السنين، وبعد عدة ثورات فاشلة سعياً للحصول على الاستقلال، منحت الولايات المتحدة الجزيرة حالة الكومنولث.
لكن في البداية، على وجه التحديد في عام 1493، وصل كولومبوس إلى خليج في شمال هذه الجزيرة أطلق عليه بورتوريكو، بينما سميت الجزيرة باسم سان خوان، ربما تكريماً لخوان دي أراغون (1478-1497)، الابن الثاني للملوك الكاثوليك، وذلك وفقاً لـ «قاموس موجز لأسماء الأماكن العالمية»، أكسفورد.
هناك أيضاً نظرية مفادها أن كولومبوس قد سمّاها على اسم قديس الكنيسة الكاثوليكية سان خوان باوتيستا.
في وقت لاحق، اعتُمد اسم الخليج كتسمية للجزيرة بأكملها، في حين بقي سان خوان للإشارة إلى العاصمة.
أطلق السكان الأصليون من التيانو الذين سكنوا هذه الجزيرة عليها اسم بوريكين أو بورنيكوين، وهو ما يعني «أرض العليّ أو أرض الرب العظيم».
سانتا لوسيا «سانتا لوتشيا»
يُعتقد أن كولومبوس زار الجزيرة لأول مرة في عام 1502، وربما في 13 ديسمبر/كانون الأول، وهو يوم القديسة لوسي، وهي شهيدة بكر من صقلية.
تبدّلت السيادة بين الفرنسيين والإنجليز عدة مرات خلال القرن السابع عشر، ولكن تم التنازل عنها إلى المملكة المتحدة في عام 1814، وأصبحت إحدى جزر ويندوارد في عام 1871.
وحصلت على الاستقلال في عام 1979.
كان اسمها الأصلي إيوانالاو، أي: «المكان الذي يُعثر فيه على الإغوانا»، وفقاً لقاموس أوكسفورد.
سانت فنسنت وجزر غرينادين
عثر كولومبوس على جزيرة سان فيسنتي في 22 يناير/كانون الثاني 1498، أي في عيد سان فيسنتي دي سرقسطة، وهو الشهيد الذي توفي في عام 304.
أما اسم غرينادين فهو يشير إلى مدينة غرناطة الإسبانية.
انتقلت جزر سانت فنسنت وجزر غرينادين إلى سلطة البريطانيين في عام 1763، على الرغم من أنهم لم يسيطروا على السكان الأصليين حتى عام 1796.
كان الاسم الذي أطلقه سكان الكاريبي الأصليون على سانت فنسنت هو يولو، أو هايرون، الذي يعني «موطن المُبَارَكين».
حصلت سانت فنسنت وجزر غرينادين على استقلالها في عام 1979.
ترينيداد وتوباغو
تتألف أراضيها من جزيرتين رئيسيتين، ترينيداد، وهي الأكبر والأكثر اكتظاظاً بالسكان، وتوباغو، بالإضافة إلى عدة جزر أصغر.
كان الكاريبيون الأصليون يطلقون على جمهورية ترينيداد وتوباغو في الأصل اسم ليري أي «أرض الطيور الطنانة».
وصل كريستوفر كولومبوس إلى الجزيرة في عام 1498، وأطلق عليها اسم ترينيداد بسبب القمم الثلاث التي تحيط بالخليج الجنوبي، حيث هبط كولومبوس. وبالنسبة له كانت القمم الثلاث تمثل الثالوث المقدس، كما يقول قاموس أكسفورد.
في يوميات رحلاته الأربع، يصف كريستوفر كولومبوس مراراً وتكراراً الجمال الذي كان يجده أثناء التنقل في تلك المياه والتجول في تلك الأراضي.
يقول: «المياه دائماً صافية جداً وقاعها مرئي… هذه جزر خضراء وخصبة للغاية، وذات هواء لطيف للغاية، وقد يكون هناك الكثير من الأشياء التي لا أعرفها…»
وكتب الأميرال: «أعتقد أنها الفردوس على الأرض، حيث لا يمكن لأحد أن يذهب إلا بالمشيئة الإلهية. وأعتقد أن هذه الأرض التي اكتشفها سموكم الآن عظيمة جداً، وهناك كثير غيرها في الجنوب لم يُسمع عنها أبداً».