تقارير وتحقيقات

ثقافة الكافيهات تنتقل من عدن الى المكلا.. خطوة جديدة لزيادة الاستثمار(تقرير)

بدأت ثقافة الكافيهات في العاصمة عدن لتنتقل لاحقا إلى المكلا؛ حيث ان عدن انتشرت منذ السنوات السابقة حتى الوقت الحالي بالعشرات من الكافيهات في اغلب مديرياتها، فهي تعد من المدن اليمنية الأكثر تفتح و تكيف للثقافات الجديدة بأنواعها، وعبر زائرون الكافيهات في العاصمة المؤقتة عن حبهم وشعورهم بالهدوء عند تواجدهم في أحد الكافيهات، كما انها الملجأ الاكثر تناسباً للالتقاء بالاصدقاء وزملاء العمل والدراسة والاجتماعات، إضافة الى إقامة احتفالاتهم كونها تعد من اكثر الأماكن تهيئاً من المسيقة و الديكور.

 

انتقلت الكافيهات الى مدينة المكلا ببداية خجولة، حيث بدأت بفتح كوفي واحد في وسط المدينة وبعد فترة قصيرة فتحت كافيهات اخرى، فلم يكن ظهور الكافيهات مشروع ربحي بقدر ما كان حيزاً أسروياً تفوح منه روائح الحميمية والعلاقات الطيبة بين الناس الذين يقصدونه للتخلص من همومهم وأحزانهم، وتزجية الوقت والتجمعات.

 

كان لانتشار ثقافة الكافيهات الي مدينة المكلا اثر إيجابي على سكانها، حيث عبروا عن سرورهم للبداية هذه الذي كانت تنقص مدينة المكلا الساحلية، واكدوا بتشجيعهم للمثل هذا مشاريع تساعد على تحقق وظيفة التواصل الاجتماعي بين البشر الذي قد تتحول الى بؤر للفكر والإبداع.

 

تطبيع الحياة المدنية

 

وقالت نوارس اليزيدي ناشطة مدنية في المكلا” ان إفتتاح الكافيهات شي جيد و يدل على تطبيع الحياة المدنية داخل المكلا و فرصة الإقبال عليها كبيرة إلى متوسطة في ظل وجود العائدين من السعودية بعد القرارات الأخيرة و توفر العملة السعودية و إرتفاع الصرف”.

 

واكدت اليزيدي ” ان كل هذه عوامل أدت إلى إزدهار الاستثمار و تزايد فرص إفتتاح كافيهات أكثر داخل المكلا كونها العاصمة و القبلة الأساسية لحضرموت، وتابعت الزيدي، في الحقيقة أنا أعتب على التجار الحضارم عدم توجههم لمثل هكذا إستثمار من قبل، لكن الآن الحياة الأمنة و الحماية الأمنية العالية في ظل وجود قوات النخبة و قاداتها يؤدي لمزيد من الراحة و يعطي المستثمر طابع بالارتياح لأفتتاح مشاريع مشابهة تخدم المدنية و التألف داخل المدينة، و تعتبر هذه الأماكن متنفسات للعائلات و الأصدقاء و بتنوعها تجعل الخيارات أمام المستهدفين كثيرة و متوفرة و هو بالأمر الجيد بلا شك”.

 

خطوة كبيرة ومفائلة

 

ووافقها بالرأي صلاح السعيدي احد سكان المكلا قال” كان لأفتتاح الكوفيهات في مدينة المكلا خطوة كبيرة ومفائلة لبداية تطوير المكلا، وبالرغم من ان المكلا خاصة وحضرموت عامة تحتضن الكثير من رجال الأعمال الا أنها مازالت تفتقر لكثير من الخطوات الجريئة التي تغير نمط حياته سكانها وتضخيم دخلها الاقتصادي وفرصة لتواصل والألفة بين شبابها”.

 

وتابع السعيدي”سعيد جداً لوجود مثل هذا المشاريع الاستثمارية الجديدة، الكوفي هو نقطة الالتقاء بين الشباب ومنه قد تجد اصدقاء قديمين اشغلتنا عنهم مشاغل الحياة، وبالرغم من تأخر إفتتاح الكوفيهات في المكلا إلا انها تميزتها بتقديمها لخدمات بمستويات عالية تنال إعجاب كل من يزورها، كما انه يوجد كوفي خاص للنساء ليجتمعوا بكل أريحية.

 

واكد السعيدي” في كل مره كنت ازور عدن وصنعاء كنت أتساءل لماذا حتى الآن لا توجد الكوفيهات في المكلا بالرغم إنه بستطاعتها؟؟، إضافة الى ان بعض مالكين الكوفيهات في عدن جاءوا من حضرموت؛ الان وبعد قدوم المغتربين للاستقرار في المكلا بدأت المكلا تزدهر بخطوات بطيئة لاستقبال مشاريع ربحية وتساعد على تبادل المعرفة والود بين سكانها، ونتمنى فيما قريب بافتتاح كوفيهات تحوي مكتبة كتب مفيدة وتنمي ثقافة زوارها بعيداً عن السجائر والشيشات داخلها، ونتمنى من تجار ورجال أعمال حضرموت بدعم الشباب بمشاريع مثل هذا لتخلص من البطالة بشكل تدريجي “.

 

 

لم يكن الكوفي مكان لشرب المشروبات والوجبات والخفيفة، بل يلعب دوراً كبيراً اجتماعياً وفكرياً، فبينما يدور النادل لتقديم المشروبات والوجبات السريعة بين مرتادون الكوفي (الزبائن) تدور الأفكار والرؤى وتتداخل القناعات وتحتدم الجدالات والنقاشات وتتبادل بينهم الثقافات والافكار.

 

لم تكن مسيرة الكوفيهات سليمة دائماً، كما حدث في عدن حيث تعرضت بعض الكوفيهات للحرق، ولكن كالعادة صمدت مدينة عدن امام التقييد والقمع وحاولت التخلص منها واستمرت بتكيف واستقبال كل مايجدد ويطور ثقافتها من خلال الاجتماعات والقاء باشخاص جدد ويخفف من البطالة بين الشباب.

المصدر: عدن الغد

إغلاق