كتابات
محطات من حياة امرأة قيادية أحلام عباس باوزير .. أول مديرة لتنمية المرأة في مدينة غيل باوزير
تنمية المرأة له حكاية فهو من مخرجات مؤتمر المرأة الذي عقد في عام 2019 عندما أصدر المحافظ خلاله قراراً مفاده الاهتمام بالجانب النسوي وإدماج المرأة في العمل القيادي والمناصب و كان من ضمن التوصيات: التعاقد مع ثلاث نساء من ثلاث مديريات لتشغل كل واحدة منهن منصب تنمية المرأة كل في مديريتها .تمنيت وقتها أن أكون هذه الشخصية التي سيتم اختيارها وبالفعل تم ترشيحي من قبل الدكتور عدنان حمران واستلمت العمل بداية فبراير لعام2020.
– ماذا ستقدم الأستاذة أحلام للمرأة في غيل باوزير؟
تطمح الأستاذة أحلام أن تقدم لنساء الغيل الكثير من الخدمات عبر إداراتها لهذا القسم وقد بدأت خطواتها تباعاً في سبيل تحقيق أهدافها , فقالت: بدأت العمل برفقة فريقي التطوعي النسوي وأولى خطواتنا تمثلت في عمل إحصائيات مفصلة بعدد النساء العاملات في المكاتب التشغيلية داخل غيل باوزير وأضافت:نهدف لحصر نسب تمثيل المرأة داخل المكاتب فتمثيل المرأة حالياً يشكل نسبة بسيطة إضافة إلى إبراز المرأة وإشراكها بشكل أكبر في الحياة .أيضا نهدف إلى إدخال المرأة في الخطط التنموية السنوية للمحافظة والإستماع لهمومها وبناء قدراتها.
إلى جانب سعينا لإنشاء مكان خاص بالنساء يمكن المرأة أن تزاول فيه ما يناسبها من الأنشطة ،وبدأنا في عمل خطط لهذا المشروع.وابتكار برامج جديدة تحتاجها المرأة في الغيل.
– من هي أحلام باوزير:
أحلام عباس باوزير المرأة القيادية من مدينة غيل باوزير خريجة قسم اللغة الإنجليزية بكلية البنات 2008 ,بعد تخرجها عملت مدرسة في مدارس النهضة بالمكلا ثم انتقلت للتدريس بمدارس الأخيار النموذجية بغيل باوزير لمدة ثلاث سنوات وتعتبر أول امرأة تتسلم منصب مديرتنفيذي بمؤسسة داؤد الجيلاني منذ عام 2015 وحتى الآن.
– بدايات المسيرة القيادية للأستاذة أحلام باوزير:
أحلام المرأة المتجددة التي تمتلك روح التحدي وأكبر عدو لها هو الروتين فتكوينها وشخصيتها يميل إلى الإندماج في كل شيء به تجديد وروح .علاقاتها الإجتماعية واسعة جداً حين تجلس معها تشعرك بالأنس لروحها المرحة المتحدية والقيادية. وربما هذا هو الأمر الذي كان سببا في انتقالها من الوسط التعليمي إلى الوسط التنموي والمؤسسي.
وهذا بالفعل ما أكدته زميلتها الإعلامية فاطمة باوزير:أحلام اتبعت شغفها في العمل الإداري والمؤسسي فنجحت , ونتيجة لطموحها استطاعت أن تصل لما تتمناه.
أولى خطوات سعيها للقمة كان فور رؤيتها لإعلان لمؤسسة الأمل النسوية بالمكلا عن حاجتهم لمسؤولة علاقات عامة فلم تتردد في التقدم لحظة ,خاضت التجربة ونجحت في الوصول لمنصب مسؤولة علاقة عامة بالمؤسسة.
ومن هنا انطلقت في العمل المؤسسي كمسؤولة علاقات عامة في مؤسسة الأمل النسوية الثقافية بالمكلا في العام 2012وحتى عام 2014وبهذا الخصوص تقول الأستاذة أحلام: اكتسبت خبرة كبيرة من مؤسسة الأمل وكان للدكتورة أبها باعويضان الفضل في تكوين هذه الخبرة الكبيرة لدي في العمل فأنا دائما أسميها”ملهمتي”.
– أحلام أول مديرة تنفيذية لمؤسسة داؤد الجيلاني من 2015 وحتى الآن:
في عام 2015 تأسست مؤسسة داؤد الجيلاني بمدينة غيل باوزير وتقدمت الأستاذة أحلام للعمل فيها كمديرة تنفيذية وخاضت المقابلة بمنافسة عدد من الشخصيات في المدينة وتقدمت عليهم ونجحت في الحصول على المنصب كمديرة تنفيذية للمؤسسة,لاقت الأستاذة أحلام الكثير من الصعوبات بداية عملها فكيف تقنع المجتمع بقدرتها على قيادة المؤسسة بالشكل المطلوب خصوصاً بعد إدعاءات ضدها بتحويل المؤسسة لمؤسسة نسوية فقط وهنا تقول الأستاذة أحلام:
مجتمع غيل باوزير مجتمع متعلم وصعب فهو أحياناً لا يتقبل أشياء لم يعتد عليها ويمكن أن نصفه بالمجتمع الذكي فقد واجهت كثيراً من الأسئلة في بداية قيادتي للمؤسسة مثلا لماذا تم اختيار مدينة الغيل لإنشاء مؤسسة داؤد الجيلاني بها ولماذا تم اختيار امرأة بالذات لقيادتها ؟ التحدي كان كيف يمكنني إقناع الجميع بقدرة المرأة على القيادة؟ لكني واجهت جميع الانتقادات واستخدمت أسلوب الحوار والإستماع لكل الأطراف .
وبالفعل استطاعت أن ترفع اسم المؤسسة كإحدى أهم المؤسسات الرائدة داخل المدينة وخارجها بل ونالت ثقة الجميع.
ولدت مؤسسة داؤد الجيلاني في الفترة التي كانت حضرموت بأكملها تعيش في وضع صعب وذلك لتواجد تنظيم القاعدة فقد حوصرت حرية العمل بالمؤسسة وبات العمل في نطاق محدودوضيق المجال ,رغم ذلك لم تتوقف الأستاذة أحلام مع طاقم عملها بل حولوا المحنة إلى منحة عبر الاستعانة بمدربين من غيل باوزير من ذوي الخبرة في مجالات معينة لكن تنقصهم الخبرة في مجال التدريب فكانت هذه المرحلة فرصة لهم ومن جانب آخر تقديم نموذج جديد للمجتمع.
– أمنيات وتحققت لأحلام “ولي نصيب من أسمي”..هكذا عبرت أحلام عباس عن نجاحها:
كنت أرى نفسي مكان مديري في أي عمل أكون فيه والحلم حين يلقى تشجيعاً وإرادة يتحقق ففكرة القيادة والإدارة كان فيها من الصعوبة الشيء الكثير لكني تغلبت عليها بفضل الله وبفضل فريق العمل المتواجد معي .
لقد أوصلت الأستاذة أحلام رسالة مفادها إمكانية التمسك بالأحلام والتطلع نحو الأفضل وأن المرأة قادرة على أن تكون موضع القدوة والقيادة فقط إذا آمنت بقدراتها وأتبعت ذاك الإيمان بالعمل.