محلية
محافظ حضرموت يلتقي الوفد الأممي ويبحث معه الأوضاع في المحافظة وتجربتها الناجحة في محاربة الإرهاب وتطبيع الحياة والتنمية
ريبون / المكتب الاعلامي للمحافظ
وصل إلى المكلا اليوم وفد أممي من مكتب المبعوث الخاص الى اليمن السيد مارتن غريفيث ، برئاسة السيد اندرو مارشل مستشار المبعوث الأممي، في زيارة لمحافظة حضرموت ، للاطلاع على تجربتها الرائدة في مجال الأمن وإعادة تطبيع الحياة والتنمية .
والتقى محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني ، بمكتبه بالمكلا اليوم الوفد الأممي ، مرحباً به في حضرموت، وباحثاً معه الأوضاع في المحافظة، ومستعرضاً تجربتها الايجابية في مساندة العالم في الحرب ضد الارهاب وتحرير ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة في ابريل 2016م ، وما تلاها من مواجهات وانتشار لبسط الأمن والتخلص من باقيا القاعدة.
وأشار المحافظ إلى أن تنظيم القاعدة قد فرض سيطرته على حضرموت وبالذات عاصمتها ومدن ساحلها في 2015م في ظل ظروف كانت قد سبقتها جملة من الاغتيالات التي طالت أبناء حضرموت من القيادات العسكرية والأمنية والمدنية وفي ظروف كان الانفلات الأمني هو سيد الموقف في تلك الفترة ، وما زاد الطين بله هو أنه بعد سيطرة القاعدة على العاصمة المكلا وفي ظروف غامضة قام هذا التنظيم بفتح السجون وإطلاق سراح المجرمين والمخالفين للنظام والقانون ونهب الممتلكات العامة والخاصة ، مثل نهب البنوك وسرقة المرافق العامة وشل نشاطها وفرض طوق العزلة على المواطنين وشل الحياة العامة وقام بتعطيلها ، وقال المحافظ البحسني : “إن أبناء حضرموت لم يقبلوا بفرضية الأمر الواقع بسيطرة القاعدة على عاصمة المحافظة ومدن ساحلها ، فتداعى أبناء حضرموت من قيادات سياسية وعسكرية وأمنية ومجتمعية ارتأت بضرورة تحرير ساحل حضرموت من هذه العصابات المارقة من تنظيم القاعدة الارهابي وتلبية أبناء حضرموت لنداء الواجب والالتحاق بالمعسكرات والتدريب المسنود من القيادة الشرعية وبالدعم اللا محدود من دول التحالف من تسليح وتدريب وتجهيزات مادية ولوجستية ، وتم تحديد ساعة الصفر وعملية الهجوم وتحرير المكلا من ثلاثة محاور ، وقدمت النخبة الحضرمية نحو (400) شهيد وعشرات الجرحى وحققت الانتصار العظيم في 24/ ابريل/2016م بعد احتلال دام نحو عام كامل .
وأوضح المحافظ أن حضرموت شهدت عمليات نزوح إليها من العديد من المحافظات بعد اجتياح الحوثيين لعدد من المحافظات الجنوبية وتحملت حضرموت أعباءً كثيرة في استقبال وإيواء هؤلاء النازحين وأصبحت المكان الآمن لهم ولعلاج مرضاهم .
وقال المحافظ البحسني إن من أولويات المهام أمام قيادة السلطة المحلية بالمحافظة بعد تحقيق النصر كان تثبيت الأمن والاستقرار الذي أخذ جهداً كبيراً بالنظر لصعوبة هذا الملف وتعقيداته ، وبعون من الله وبدعم من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تم القضاء على هذا التنظيم الإرهابي وتطهير جيوبه من كافة المدن التي ظل يتنفس منها مثل وادي المسيني وقارة الفرس وبعض مناطق شرق وغرب المكلا، وقد تم بناء جيشاً نظامياً وأجهزة أمن على أسس نظامية تابعة للدولة .
وأضاف أن السلطة المحلية في المحافظة توجهت بعد ذلك نحو الملف الخدمي الذي كان شبة مدمر وتم بذل جهوداً مضنية من أجل معالجة ما خربته القاعدة وبالذات في مجال عودة الحياة إلى مرافق العمل والخدمات بالمحافظة والتدخل في مجال الخدمات وفي المجال التمويني بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية، وشهد قطاعات التربية والتعليم والصحة تطورات ملموسة وتدخلات في إعادة إنتشال البنية التحتية المدمرة وتعزيزها بالمشاريع وإعادة التأهيل وبناء مدارس جديدة وفصول إضافية وتوفير المختبرات العلمية والحاسوب وأجهزة وأدوات الأنشطة الأخرى وتم معالجة النقص الحاد في المعلمين بفتح باب التعاقد، كما عملت السلطة المحلية على دعم القطاع الصحي وكافة القطاعات الأخرى العاملة في المحافظة، وتنفيذ بعض المعالجات في مجال الكهرباء من خلال إنشاء محطة كهرباء غازية بقوة 70 ميجاوات في الوادي بتوجيه من فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي، كما قامت السلطة المحلية بتمويل إنشاء محطة 40 ميجاوات لمديرية الشحر وهي شبة جاهزة وبذلك نكون قد قطعنا شوط في هذا الجانب .
وأضاف المحافظ “بعد الانتصار بنحو شهرين قدمت حضرموت أفضل نموذج في الاستقرار وبفعل هذا الاستقرار تم إعادة خدمات ضخ النفط الأمر الذي عزز بدوره موارد الدولة لمواجهة الكثير من الصعوبات التي كانت تعترضها نتيجة توقف ضخ النفط من حقول حضرموت.
وأكد المحافظ أن حضرموت حالياً تتجه نحو تطوير البنية التحتية وقد أعلنت السلطة المحلية أن العام 2020م هو عام التنمية والاستثمار وما يبعث على الارتياح هو استجابة عدد من الاستثمارات المحلية ورؤوس الأموال المحلية والخارجية للاستثمار في حضرموت، مشيراً الى أن السلطة المحلية ستعمل على تقديم كافة التسهيلات لما من شأنه تحقيق أعلى معدلات نجاح التنمية في مجال الاستثمار .
وتطرق المحافظ الى جملة الصعوبات التي يعاني منها المواطنون في عدد من القطاعات، مؤكداً ضرورة مساندة المجتمع الدولي للمحافظة في هذا الجانب.
وقال المحافظ : “إن حضرموت هي المحافظة الأكبر في الوطن قد هيأت فيها الظروف الأمنة والمستقرة ويتطلب الأمر التعاون معها على أن تظل الملاذ الآمن للجميع، وأن يتم دعم تجربة حضرموت الناجحة في الملف الأمني وتطبيع الحياة والتنمية من قبل المجتمع الدولي، وضرورة إشراك حضرموت في العملية السياسية انطلاقاً من مكانتها التاريخية وأهميتها على الخارطة السياسية والجغرافية” .
وأشاد رئيس الوفد الأممي السيد اندرو مارشال بما يعتمل في حضرموت من تنمية وأمن بفضل جهود قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ووعي أبنائها، مؤكداً أن حضرموت تعد انموذجاً للمحافظات المحررة، أن العالم ينظر لتجربتها الناجحة بعين الاشادة والرضا والإعجاب، وأشاد الوفد بتضحيات المؤسستين العسكرية والأمنية والمواطنين في محاربة الإرهاب الى جانب جهود العالم في هذا الجانب.
مؤكداً مساندة العالم لهذه الجهود ودعمها بما يسهم في استمرار هذه التجربة وحفظ الأمن والتنمية.
وأشاد مستشار المبعوث الخاص لليمن بقيادة المحافظ البحسني لهذه التجربة الناجحة في حضرموت، مشيراً الى أن هذه الزيارة تأتي للتعرّف عن كثب على هذه التجربة وهذا النجاح، وأن ما تحقق في حضرموت كان الدافع الأساسي لزيارتها، وبطبيعة الحال سيكون لحضرموت أهمية في المساهمة في الحل السلمي في اليمن.
ويضم الوفد الأممي السيد مساكي وتنابي نائب المدير بقسم الشؤون السياسية بمكتب المبعوث الأممي ، والسيد بيتر رايس مستشار المبعوث الأممي للشؤون السياسية.
حضر اللقاء، وكيل المحافظة لشؤون الساحل والهضبة د.سعيد العمودي، ومدير عام مكتب وزارة الخارجية بالمحافظة السفير سالم بلفقيه، ومستشار المحافظ محمد الحامد .