كتابات

لازال منظر الدم هو المتحكم في المشهد العام في وادي حضرموت ياسيادة المحافظ !!

بكل أسف وحسرة وألم نقولها صراحة ياسيادة المحافظ إن  منظر الدم لا زال  هو المتحكم في المشهد العام لوادينا ، منذ  زيارتك الأخيرة للوادي ومغادرتك له وتصريحك بأنّ لديك  خطة أمنية بشأن الأوضاع الأمنية في الوادي ، أزدادت وتيرة القتل حدة  ، السابع عشر من ديسمبر  2018 م، العاشر من ربيع الثاني  1440 هجرية  يوم الإثنين ، تسقط الضحية السادسة ، وهو أحد منتسبي  الداخلية العاملين في مدينة سيؤن من مواطني وادي بن علي ، ومسرح الجريمة  أمام مغسلة للسيارات   في مدينة الحوطة مديرية شبام ،  المنفذون  مجهولون  على دراجة نارية  كالعادة ، لقد عادت فرق الموت لتمارس   نشاطها ، لاستهداف الكوادر الأمنية والعسكرية الجنوبية ، لتزرع الرعب والخوف ، لتذكرنا  بذلك المشهد الدموي الذي ساد الجنوب خلال الفترة الإنتقالية وبعد حرب صيف 1994 م المشؤومة، وبالتأكيد  سيزداد المشهد  دموية خلال الأيام القادمة ، وسيزداد نشاط فرق الموت  ، وتظهر من جديد السيارات المفخخة ،والقاعدة وداعش  ، ولا سيما إذا  قُدِّرَ للهد نة أن تصمد  وتوقفت الحرب بين الشرعية والإنقلابيين ، لأن طرفي الحرب يريان أن الجنوب ومشروعه التحرري ، هو العدو الحقيقي لهما ، وعلى الجنوبيبن  جميعا التوحد مكونات وأفراد لمواجهة الحرب التي ستشن ضدهم  المعلنة أوغير المعلنة  تحت غطاء الإرهاب والتي بدأت ملامحها تظهر من خلال   محاولات  استهداف أكثر من  رمز في المقاومة الجنوبية ، وكذلك زيادة عمليات تهريب  السيارات  المحملة بالأسلحة والأفراد القادمة من مأرب  إلى العاصمة عدن  والتي تكاد أن تكون يومية ،  بشكل يوحي بأنّ  هناك مخططا تٱمريا  يُعَدُّ له في الخفاء    ، وعلى المجلس الإنتقالي  تَحَمُّل مسؤلية  تأمين  المدن  الجنوبية من أيِّ عدوان قادم  ، بدل أن تتواجد  قواته خارج الجنوب وتحارب في أرض  غير أرضها ، وتعتبر قوات إحتلال غازية ، كتلك القوات الشمالية الموجودة في الجنوب التي يعتبرها الجنوبيون قوات إحتلال .                                                              إلى متى سيظل الوادي يلف مدنه الحزن والألم ولون الدم من دون حسيب  أو رقيب  وفي ظل تفرج الجميع وصمتهم  على هذا المشهد الدموي   ، ولكن على  مايبدو أنه لكثرة جرائم  القتل ، صار المشهد مألوفا  ، لم يعد  هناك من يستنكر  هذا الجرم ، ويعمل  على إيقاف هذا النزيف ، لا مؤسسات أمنية وعسكرية  التي  صارت في حكم العاجزة  والمتفرج ، ولاسلطة محلية في الوادي والمحافظة ،  ولامرجعية قبلية ، وحتى الأحزاب والمكونات السياسية ، هي الأخرى لم يُسْمع لها صوت ، وللأسف رجال الدين وخطباء المساجد أيضا الذين من المفروض أن يكون لهم موقف وصوت عالي يُدِيْنُ  جرائم القتل هذه ، لكون ذلك يشكل  عدوانا صارخا  على حرمة دماء إناس مسلمين ، أين نحن من مضمون ذلك الحديث النبوي الشريف الذي يؤكد إنَّّ هدم الكعبة حجراحجرا أهونُ  عند الله  من سفك دم مسلم ومن الٱية الكريمة  التي تقول : وَلاَ تَقْتُلُواْ  النَّفْسَ  الَّتِي حرَّمَ اللَّهُ إلاَّ بِا لْحَقِّ وَ مَنْ قُتِلَ  مَظْلُوماً فَقَدْ  جَعَلْنَا  لوَلِيِّهِ  سُلُطَاناً  فَلاَ  يُسْرِف  فِّي الْقَتْلِ  إنَّهُ  كانَ مَنصُورا  ( الإسراء  33) ، حسبنا الله ونعم الوكيل .

سيؤن / حضرموت

الإستاذ / فرج عوض  طاحس

الخميس 20 ديسمبر 2018

إغلاق