تقارير وتحقيقات
علي الصراري: الحالة التي وصلت اليها اليمن بلغت اليوم مستوى من التعقيد لم تشهده من قبل
حوار: محمد العامري
الاشتراكي نت / خاص
اكد الاستاذ علي الصراري عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني ان الحالة التي وصلت اليها اليمن بلغت اليوم مستوى من التعقيد لم تشهده من قبل، سواء من حيث عظمة المأساة الانسانية او من حيث ضياع الدولة.
واوضح في مقابلة متلفزة مع برنامج حوار المستقبل على قناة السعيدة الاسبوع الماضي انه لتحقيق السلام نحتاج ان يكون لدينا تصور الى كيفية تحقيق السلام اما اذا وقفت الحرب بدون هذا هذا التصور ستقف لفترة مؤقتة ثم ستعود تنشب مرة أخرى.
وقال الصراري انه اذا كانت الشرعية لديها الرغبة لإيقاف الحرب فالطرف الآخر الى حد الان لم يعبر عن هذه الرغبة موضحا ان طرف الانقلابيين لن يقبلوا السلام الا اذا كانوا مجبرين عليه، وذلك عندما يشعرون أن ادوات القوى التي بأيديهم لم تعد قادرة على أن تحقق لهم اية اهداف.
وقدم الصراري خلال اللقاء قراءة للمشهد السياسي والدور الذي تلعبه القوى السياسة، متطرقاً الى ثقافة العداء للحزبية التي طالما نشرها النظام السابق موضحاً انه لابد من وضع حد لهذه الثقافة التحوينة التي لا ترى في الاحزاب الا ادوات مضادة معادية للوطن ولا ترى فيها الا انها ادوات عميلة للخارج، والعديد من المواضيع الاخرى.
وفيما يلي نص اللقاء
* كيف تقرأ المشهد في هذا اليوم؟
= أعتقد أن الحالة اليمنية بلغت مستوى من التعقيد لم تبلغه من قبل.
* على مدى تاريخها؟
= على الأقل التاريخ الذي عشناه، لا ادري بالنسبة للمراحل قبل مجيئنا الى لحياة، لكن أقول كل ما مر علينا قياساً بما هو قائم الآن، القائم الآن هو أكثر إشكالية وأكثر تعقيد، والمشكلة أنه الآن تختلط وتتداخل أوراق الصراع من حيث أولاً عظمة مآساة اليمنيين وبالذات جانبها الانساني، يعني نازحين، مجاعة، أمراض، مختطفين، اعتقالات، وملاحقة للحريات….الخ، وأيضاً ضياع الدولة، الدولة اليمنية هذا الكيان الذي كان يحوي ويظلل كل اليمنيين، الآن يتلاشى ويحل محل هذا الكيان جماعات مسلحة وقوى فقط ليس لديها ما تصنعه سوى إستخدام السلاح، ولهذا أقول بأن الحالة اليمنية الآن هي حالة انسانية صعبة، العالم يظهر تعاطفه مع اليمن لكنه لا يبادر الى مساعدة اليمن في ايجاد الحل الذي يخرجها من هذا المأزق والمشكلة انه الان المعركة لم تعد بين طرفين (الانقلاب والشرعية) الآن المعركة تنتقل الى أطراف أخرى، ونلاحظ انه أطراف الانقلاب تقاتلت وانقسمت ولا تزال منقسمة، والمؤتمر الشعبي العام جزء منه لا يزال محتفظ بتحالفة مع الحوثيين، والجزء الآخر خرج من هذا التحالف ولكنه لم يلتحق بالشرعية ولا زال يتصرف كقوة خارج الشرعية، وخارج اطار الدولة اليمنية، والطرف الآخر في الشرعية الآن تبرز تناقضات وصراعات، وما يدور في تعز دليل على هذا، انه هناك أيضاً نوع من التناحر العسكري صار يغزوا هذه الجبهات التي كان يعول اليمنيون عليها كثيراً في أن يستعيدوا الدولة وفي أن يتجاوزوا محنة الانقلاب، ولا أدري ماذا يخبئ لنا المستقبل، لكن أقول نظل دائماً نحن –وهذه طبيعة انسانية- نظل نتفاءل، ونتفاءل بأن الصراع الرئيسي ونسميه نحن الاشتراكيين (التناقض الرئيس في هذه المرحلة)، هو التناقض بين الشرعية والانقلاب، والمعركة على هذا الصعيد لا تزال تحرز تقدم يومي بمقابل إنحسار يومي للطرف الانقلابي، هذا البعد يعطينا قدر من التفاؤل بأن المعركة الرئيسية ستحسم لصالح الشرعية وفي غير صالح الانقلاب…
* انا سأقاطعك يا استاذ في ذلك، انا كمواطن ولست هنا أُمثل جهة، كمواطن عادي، ذكرت انها ستحرز، هي لا شك أحرزت الكثير من المآسي، اقصد الذي احرزته الواقع، لأنك ذكرت لي ما سميته انقلاب وما سميته شرعية، حتى أكون قليلاً كأنني بعيد عن الواقع الى حدما، يعني مزيد من الدماء، مزيد من الارواح يعني عندما يُقال منطقة تحررت على سبيل المثال، ما الذي يحصل في هذه المنطقة، يحصل في هذه المنطقة الناس يعيشون في حالة من الحالات الانسانية المزعجة جداً تفلت أمني غير طبيعي في هذه المنطقة لا يوازيه في المناطق الذي يقال انها لدى ما يسمى بالانقلابيين، قد تكون أكثر أمناً قد يكون فيها أكثر الحصول على الخدمات الاساسية أكثر من المناطق الاخرى الموجودة فما الذي يحرز؟
= انا هنا ربما أختلف أيضاً وأقول ان المناطق الخاضعة للانقلاب ليست أكثر أمناً ولكن تخضع لقبضة أكثر سطوة..
* حديدية؟
= تخضع لقبضة حديدية وهناك بطش شديد يمارس من قبل الميليشيات الانقلابية ربما هذا غير موجود لدى الشرعية، الشرعية ليس لديها قبضة أمنية قوية، لكن يحصل تفلّت قوى، وهذا الاختلال في طرف الشرعية ممكن إصلاحه اذا كان هناك توجه جاد، اذا…
* مقاطعاً: والتسلط لا يمكن إصلاحه؟
= طبعاً بالنسبة للطرف الآخر (الطرف الانقلابي) نحن لسنا جزء منه حتى نتحدث عنه وعن توجهاته، نحن نقف في الطرف الآخر، ونحن نسعى لأن نسقط هذا الانقلاب، وطبعاً اسقاط الانقلاب اذا لم يتم بالحل السياسي سيتم بالحل الآخر، نحن نفضل ان يتم انهاء الانقلاب بالوسائل السياسية وأن تستوعب كافة القوى في إطار حكومة وحدة وطنية وان تنتقل اليمن الى معالجة المشكلات التي أدت الى هذا الوضع.
* طيب استاذ علي، لا شك انك تتفق معي في ذلك والله أعلم أن الواقع الموجود الآن أن القوى السياسية هي الصانع له، أقصد كل يتحمل جزء من هذا الواقع بنسب مختلفة يعني القوى السياسية لو وزعنا عليها الواقع الذي تعيشه البلد الان فان كل قوه سياسية تتحمل جزء من هذا الواقع الموجود هل استطيع القول، والآن يخوضون في حوارات، والآن انت ذكرت أن القوى في حالة من دربكة داخلية فيما بينها، هناك تناقضات فيما بينها وما الى ذلك، واعتقد حتى أطراف صنعاء وكانوا في يوم من الايام جزء من هذه الاطراف السياسية جمعهم الحوار الوطني في حوارات مطوله دامت مدة شهور وخرجوا بكذا، هل تجيد هذه الاحزاب، هل تجيد هذه الاطراف صناعة المشكلة ولا تجيد صناعة الحل؟
= تقريباً هذا ما هو حاصل، وهذا استطيع ان اسميه فشل سياسي ذريع لكافة القوى السياسية الموجودة على الساحة….
* مقاطعاً: بدون استثناء؟
= بدون استثناء، طبعاً هناك تفاوت في المسؤولية، هناك تفاوت أحزاب كانت تمتلك القوة وتملك القرار وبيدها ادوات السلطة، وهناك أحزاب كانت خارج السلطة وهناك تفاوت في حجم المسؤولية، لكن أستطيع أن أقول أن النتيجة التي وصلنا اليها هي فشل سياسي ذريع للجميع، هذا الفشل معناه أن هذه القوى السياسية لم تنجح في ايجاد المعالجات للمشكلات التي كانت قائمة، لم تستطع أن تتخذ الخطوات والاجراءات التي تحول دون أن تقع اليمن في هذا المأزق، وفي هذه الفوضى، هذا معناه أن القوى السياسية بدون استثناء عليها أن تعيد النظر في اساليبها ووسائلها وطموحاتها وأهدافها، وأن تغير من رؤاها الثقافية، بما يجعلها أكثر قابلية للقبول بالآخر والتعايش معه، والبحث عن حلول سلمية لأية خلافات أو مشكلات وهذا يتطلب فعلاً أنه نتجاوز الرؤى التي كانت دائماً تدفع هذا الطرف أو ذاك الى أن يفكر بالحسم وبالهيمنة وبالسيطرة….
* مقاطعا: بحكم ما يمتلكه من امكانيات وطاقات وقدرات لكن استاذي الكريم يعني هذه الاحزاب اصبحت جزء من المشكلة ان لم تكن صانع للمشكلة؟
= هي جزء من المشكلة اذا استمرت في الحالة الحالية دون أن تتحرك لأيجاد رؤى بديلة.
* كيف يا استاذ علي ممكن أن تعيدوا الثقة الي أنا كمواطن بسيط في هذه الاحزاب التي انا لم استفد منها شيء، انا كمواطن في تهامة، في حضرموت، في عدن، في صنعاء، في تعز، انا لا أرى هذه الاحزاب الاّ انها تمتصني يوم بعد يوم، أصبح المواطن اليمني (سمول) أقل مقاس في العالم، بدأ ينقرض بفعل هذه الاحزاب بصراحة، كيف ممكن أن تعيد هذه الأحزاب الثقة الى المواطن اليمني؟ الا يمكن بصراحة، كل شيء يموت في هذه الدنيا، الا يمكن أن نعطي شهادة وفاة لبعض هذه الاحزاب؟ أن نجمد هذه الاحزاب لمدة عشر سنوات مثلاً؟
= أولا أعتقد أن الحل ليس بالغاء هذا الحزب او ذاك، الحياة هي نفسها كفيلة بأن تحكم بالفناء لمن لم يعد قادراً على الاستمرار، ولكن أريد أن أقول أن هناك ثقافة عداء للحزبية طالما نشرها النظام السابق، وهذا النظام الذي كان يستند الى نظام أمني يتوجس من الاحزاب….
* مقاطعاً: لكنه حزب؟
= نعم.. لكن هذا الحزب كان ملحق بجهاز أمني وبنظام أمني،يعني كان المؤتمر الشعبي العام يعمل ضمن منظومة ليس من أجل ممارسة السياسة، ولكن من أجل منع ممارسة السياسة، ومن كان يتم استقطابهم للمؤتمر الشعبي تُعطى لهم مصالح ثُم يطلب منهم أن يتوقفوا عن ممارسة السياسة بإعتبارها رؤى ومواقف وتوجهات مختلفة.
* يعني حزب مكافحة الاحزاب؟
= نعم.. بالضبط.. كان حزب مكافحة الاحزاب ولهذا أنا أقول علينا أولاً أن نتجاوز….
* مقاطعاً: وكأن بقية الاحزاب يا استاذ علي ما شاء الله تبارك الله؟
= دعني هنا أستكمل، أقول أولاً علينا أن نتجاوز ثقافة العداء للحزبية، لأن الحزبية هي الأدوات التي يمتلكها الناس من أجل ممارسة السياسية، يعني لو قلنا أن الشعب يمارس السياسة بدون هذه الادوات هو عملياً لا يمارس شيء، ثم أن الاحزاب التي تدّعي انها تمثل الشعب كاملاً بكل أطيافه، هي في الواقع تكذب على نفسها، وتكذب على الشعب. لا يوجد حزب يستطيع أن يمثل كافة أطياف المجتمع. ولهذا الاحزاب هي أدوات لممارسة السياسة في حالتها الطبيعية…
* مقاطعاً: هذا ما ينبغي أن يكون؟
= هذا دائماً.. الاحزاب هي تعبيرات عن رؤى وتوجهات ومصالح هي لا تستطيع أن تكون شيء آخر غير هذا، وهي بالتأكيد كل حزب يعبر عن توجه ومصالح ورؤى معينه تمثل قسم من المجتمع…
* مقاطعا: انا افهم حديثك الآن ان الجانب النظري وحتى لك كلمة ذكرتها انت في مقابلة أن المواطن بعد ذلك له حرية الاختيار في هذه الاحزاب يختار منها ما يشاء، هذا الواجب لكن الواقع يحكي شيء آخر، يحكي أن المواطن -وحتى انت كررتها مرتين- أرجو أن نبتعد عن ثقافة معاداة الحزبية، انا لا اعادي الفكرة لأنها ناجحة في دول كثيرة من العالم وحققت مصالح المواطن، لكنها في بلدي في اليمن كانت الاحزاب وبال بالنسبة لي، وذكرت أنت انها من المفروض ان تخدم المواطن لكن انا سؤالي انها خدمت الخارج أكثر مما خدمت الداخل؟
= هنا نعود مرة أخرى الى الثقافة التي كانت تروج للعداء للاحزاب، كانت دائماً تربطها بالخارج ولا ترى أنها تمثل ضرورة داخلية، تمثل تعبيرات سياسية عن قوى ومصالح وصراعات اجتماعية، كانت دائماً تربطها بالخارج وتنظر اليها باعتبارها أدوات معادية.
* وهذا ليس صحيحاً؟
= هذا ليس صحيحاً.. مثلاً الاتجاه القومي على سبيل المثال هو جزء من منظومة قومية لكن هو يعبر عن وضع داخلي موجود داخل اليمن، يعبِّر عن قوى معينة موجودة داخل اليمن..
* لكن إرتباطاته الفكرية؟
= هذه توجهات وأفكار موجودة على مستوى العالم لا يستطيع أحد ان…
* مقاطعاً: ولا يستطيع أحد ان يذكر ما بين الحزب الاشتراكي وروسيا مثلاً؟
= روسيا لم تعد هي روسيا القديمة، روسيا الآن صارت منهج رأسمالي، روسيا لم تعد إشتراكية…
* ولكن الجذور؟
= روسيا لم تعد اشتراكية، الآن هناك دول اوربية اشتراكية…
* أكثر منها؟
= روسيا لم تعد اشتراكية ولهذا انا أقول إذا على مستوى الافكار والفلسفات هي افكار انسانية والانسان يحصل عليها في أي مكان يكون موجود فيه، لكن على المستوى المحلي….
* مقاطعاً: واذا كانت تتصادم مع منطلقات البلد مع المنطلقات الوطنية، الثقافة المجتمعية، الا ترى أن هذا الذي يحصل الان، الصراع الموجود الداخلي وتقاذف التهم والتخندق كلاً على ما لديه.
= سأقول لك انا، أي حزب يتصادم مع الواقع المحلي لا يستطيع أن يوجد، الواقع نفسه لن يتقبل وجوده، ولهذا انا اقول بعض الاحزاب تنسب لنفسها انها تمثل الرؤية الوطنية، تمثل المصلحة الوطنية، هي في الواقع ربما تمثل جزء من المصلحة الوطنية باعتبارها تعبير عن مصلحة قوى معينة واتجاهات فكرية وسياسية معينة داخل البلد، لكنها لا تستطيع ان تكون ممثلة للبلد بكامله، البلد بكامله فيه قوى متنوعة ولا يعبر عنه الا هذا التنوع السياسي المتمثل بهذا التنوع الحزبي.
* التنوع موجود، ونقفز الى محور آخر الا يتفق معي الاستاذ علي أن هذه القوى والاطراف وهي كثيرة، ولكن نتكلم عن أبرز هذه القوى انها في هذا الواقع الذي نعيشه الآن انها ارتمت في يد الغير، في يد الخارج؟
= هذه تهمه أُخرى اتمنى انك تتجاوزها لأنه انا انفي أن هناك أحزاب عي عبارة عن أدوات عميلة لقوى خارجية، ولكن هناك أحزاب هي إمتداد لحركات قومية او لحركات دولية أكبر من قومية، لكنها في حقيقتها هي تعبير عن لون معين من الناس داخل البلد، تعبير عن مزاج سياسي، تعبير عن مصلحة اجتماعية معينة، وهي تمثل توجهات جزء من الشعب يقبل بها، ولهذا لا بد من أن نضع حد لهذه الثقافية التخوينية التي لا ترى في في الاحزاب الا ادوات مضادة ومعادية للوطن، ولا ترى فيها الا ادوات عميلة للخارج، هي تعبيرات سياسية وادوات لممارسة السياسي، والحزب الذي لا يستطيع ان يكون واقعي وعلى صلة بالواقع اليمني، الواقع نفسه سيلفظه وسيضع له نهاية.
* استاذي الكريم تجاوز البعض هذه المرحلة الى التطبيل لاسماء دول في الخارج، بعض هذه الاحزاب يعني ما هو تحت الطاولة، سنقول تحت الطاولة، لكن بعض هذه القوى تطبل للخارج في كل مكان؟
= هذا الذي في الخارج هو نموذجها يعني مثلاً…
* مقاطعاً: بدون ذكر اسماء؟
= متابعاً: مثلاً هناك حزب قومي نموذجه هي دولة يحكمها هذا التيار القومي، هذا الأمر انا لا أرى فيه عيب، ولا أرى أنه يوجد في اليمن من يدعو الى تعميم هذا النموذج ولكن هذا الحزب الذي هو امتداد لتيار قومي ينبغي أن يراعي انه يعمل في ظروف محلية، وطنية، تجعله يتعامل مع حقائق موجودة في هذا الواقع، اما إذا هو تجاوزها إذا اراد ان لا يكون جزء من هذا الواقع، فهو لا يستطيع ان يستمر، هو حقيقة يحكم على نفسه بالفناء.
* انا سأتجاوز هذه النقطة لأنه قد تختلف القراءة فيها، والواقع للاسف فيه من الضبابية الشيء الكثير لكن انا يهمني كمواطن في الداخل، احزاب مثل الحزب الاشتراكي اليمني، حزب كان يقود دولة كاملة حزب شريك في صناعة دولة بكاملها، حزب له تاريخه، قياداته لها تاريخها، اراه غائب اليوم حقيقة عن المشهد السياسي يعني حتى انت تصريح ذكرت ان المشاركين في الحكومة لا يمثلون الحزب الاشتراكي وانما يمثلون ذواتهم، اين يتوارى الحزب الاشتراكي؟ اين يختبئ؟ ما الذي يخبئه لنا الحزب الاشتراكي سننتظر انشاء الله الشيء، اعتقد للواقع، لانه بحجم الاسماء التي يحملها الحزب الاشتراكي بحجم، انا خائف انكم تزعلوا من كلمة التنظير الذي يصفه الحزب الاشتراكي او بحجم الرؤى، انه ينبغي ان يكون له شيء في الواقع؟
= انا هنا اتذكر بيت شعر لزهير بن ابي سلمى يقول: (الم تر أني بعد ستين حجة أكيد شياطين العِدَى وأُكاد) ما عاناه الحزب الاشتراكي ليس قليلاً تاريخه هو تاريخ صراع طويل وهو كان يحمل مشروع، وفي مرحلة معينة كان يعتقد انه يمثل الحقيقة، ويمثل المصلحة الحقيقية لليمنيين، ولكن إكتشف في سياق هذه التجربة انه ممكن أن يكون واحد من القوى التي تمثل المجتمع، ولا يقدر أن يمثل كل المجتمع، وهذا شأن بقية القوى، انا اقول ان هذه التجربة ربما مر فيها الجميع لكن على الاقل ربما بالنسبة للحزب الاشتراكي مر بهذه المسألة من واقع انه كان في السلطة، ثم صار شريكاً فيها، ثم صار جزء من تحالف حاكم، ثم خرج من هذا التحالف، وشُنّت عليه الحروب، ومنذ العام 1994م وحتى الآن وهو مقصي وتمارس معه وسائل إبعاد واقصاء واضعاف لم تتوقف حتى هذه اللحظة، لكن مع ذلك انا أقول سيظل المجتمع اليمني يحتاج الى هذا اللون من التفكير، وهذا الشكل من الرؤى السياسية، وهذا النموذج من التنظير السياسي كما يحتاج بقية القوى، لأن المجتمع اليمني مكون من فئات وطبقات لها توجهاتها ومصالحها المتناقضة ولا تستطيع أن تعبر عن نفسها من خلال حزب واحد، يعني لا يستطيع ان يمثل مصالح المجتمع اليمني الا هذا الطيف من الاحزاب والتنظيمات السياسية، وفي تقديري الحزب الاشتراكي واحداً من هذه الاحزاب.
* وانا سأذكرك ببيت شعري كذلك قال صاحبه (تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع) انا لم أجد حزباً بهذا التواضع يعترف، انت قلت وهذا حال بقية الاحزاب، نعتبره قمة التواضع من حزب قوي وكبير جداً أن يعترف بنفسه ويقول اننا كنا نضن بلحظة من اللحظات اننا ان جاز التعبير مافيش حد غيرنا في الساحة او ممتلكين للحقيقة كاملة ثم اكتشفنا بعد ذلك أن الصورة ليست كذلك، واننا جزء من هذه الالوان المتعددة، سأكون أمام هذا الحزب في الحقيقة أعتبر أن هذه بادرة لا أعرف حزباً أعترف من الاحزاب الموجودة في الساحة اليمنية انه وقف على نفسه بمراجعات فذكر أن هناك اخطاء لديه يراجعها ويصححها ولديه ايجابيات يحاول أن يعززها؟
= هذا الموقف ليس جديداً، يعني اقول أن الحزب الاشتراكي قد أصدر وثائق عالمية انتقد فيها نفسة، وانتقد فيها تجاربة، وانتقد فيها سياساته وتوجهاته واعتذر للضحايا، هذا هو الشي الذي تميّز فيه، انه لا يوجد حزب اعتذر للضحايا الذين كانوا جزء منا، واعتذرنا للضحايا الذين مارسنا ضدهم ونحن في مواقع السلطة.
* نخرج الى فاصل قصير ثم نعود لكن قبل أن نخرج الى هذا الفاصل ما الذي يمنع القوى السياسية أن تحذو حذو الحزب الاشتراكي اليمني، أن تعترف لنفسها ابتداءاً وأن تعترف فيما بينها عن الاخطاء التي ارتكبتها وتتجاوزها وعن المسار الذي يجب أن تسير فيه لنخرج 25 مليون انسان داخل البلد وخارجه ، يعني الانسان الليمني الان تائه لا يعرف هل يخرج من الاغتراب الى وطنه ام يخرج من وطنه الى الاغتراب، حالة مؤلمة جداً وواقع كما ذكرت في بداية الحديث انه معقد جداً هل يمكن ذلك؟ سأجد الاجابة منك لكن بعد الفاصل؟
فاصل اعلاني
* استاذ علي قلت قبل هذا الفاصل الا يمكن لهذه القوى السياسية ان كما ذكرت لي في الحزب الاشتراكي لكم بين فترة وأخرى وقفتم على بعض المراجعات ان جاز التعبير لكم داخل الحزب والاعتذار عن بعض الاخطاء التي وقعت الا يمكن تعميم هذه الفكر، الا يمكن أن تجلسون انتم والقوى السياسية خاصة انك ترى أن هناك تباينات والواقع لا يحتمل مزيد من هذه الفجوة، كانت فكرة اللقاء المشترك فكرة جميلة وانتم الان كما سمعت من مجموعة من الافراد انكم في طور الخروج بقوى وطنية جديدة ما ادري هل دعي اليها الكل، هل ستشمل جميع الاطراف العاملين في الواقع اليمني وان اختلفتم معهم؟
= فيما يتعلق بالجزء الاول من السؤال نحن في الحزب الاشتراكي لا ننوي وليس لدينا الرغبة في أن نتعامل بأستاذية مع الآخرين لكي نعلّمهم كيف ينتقدوا انفسهم، او كيف يراجعوا رؤاهم وسياستهم، ولكن نحن نقدم من أنفسنا نموذج لكيفية هذه المراجعة، نحن راجعنا رؤانا الاقتصادية وقلنا أن هذه التوجهات الاقتصادية التي كُنّا نلتزمها في الفترات السابقة وأثناء حكمنا كانت خاطئة ولم تؤد الى التنمية كما كنا نطمح، ولم تؤد الى تعميم الرفاه كما كنا نأمل.
* عن أي حقبة تتحدث؟
= عن الفترة التي حكم فيها الحزب الاشتراكي في الجنوب.
* الى ما قبل 90م؟
= الى ما قبل 90م نعم، وقبل عام 90 في الجنوب جرت مراجعات من بعد 86م جرت مراجعات وكانت تصدر اجراءات بين وقت وآخر، على المستوى الاقتصادي مثلاً، وعلى المستوى السياسي أيضاً نحن وصلنا الى اقرار مبدأ التعددية الحزبية وحرية العمل السياسي وحرية الصحافة قبل أن ننتقل الى دولة الوحدة، بل كان أحد شروطنا للدخول في الوحدة هو الاعتراف بحرية العمل السياسي وحرية الرأي والتعبير.
* هذا الى ما قبل 90م؟
= نعم.
* بالنسبة للحزب الاشتراكي لم تتعاملوا مع الكل بأستاذية؟
= نتمنى ان نستفيد من بعض، ما الذي اوصل الحزب الاشتراكي الى هذا؟ انا أقول انه نحن مخلصون للقضايا التي نلتزم بها وعندما كُنا نكتشف اننا نمارس أخطاء كنا نعيد النظر في سلوكنا، يعني نحن نزعم اننا ننتمي للشعب والحرص على مصالحة، وعندما نكتشف أن هناك شيء في سلوكنا لا يلمس حاجات ومصالح الشعب نتراجع عن هذا السلوك ونعتذر عن أي آثار نجمت عن تصرفاتنا في المراحل السابقة.
* هل أفقدكم هذا الكثير؟
= انا اعتقد انه لولا هذه المراجعات التي كنا نقوم بها بين وقت وآخر والتصحيح، لكان الحزب الاشتراكي انتهى، نحن وصلنا في الاخير الى انه العنف لا يمكن أن يؤدي الى الازدهار، ولا تستطيع قوة واحدة في الساحة أن تسيطر وان تحكم وأن تأخذ اليمن نحو المستقبل….
* مقاطعاً بالعنف؟
= بالعنف أو بالتفرد، واحياناً العنف ليس فقط في السلاح، لكن أحياناً الشعارات، الزعم بأنك تمثل الشعب وغيرك لا يمثل الشعب، هذا شكل من اشكال العنف، أنك انت تمثل الوطن وغيرك عميل أو مرتبط بالخارج هذا شكل من أشكال العنف، نحن نأمل أن الجميع يستفيد من تجربتنا ولا يجد نفسة مضطراً الى أن يسير بنفس الطريق حتى يصل الى ما وصلنا اليه.
* ولا يُحكم على هذا الحزب بمكانه ولا بمكانه بالامس يُحكم على سياساته؟
= أنا سأقول لك، أحياناً هناك أعتقاد بأن الحزب الكبير يولد كبيراً، لا.. الاحزاب الكبيرة عي بدأت صغيرة وفي لحظات تحول سياسي معين الاحزاب الصغيرة تحولت الى أحزاب كبيرة.
* والاحزاب الكبيرة تصغر احياناً؟
= والاحزاب الكبيرة تصغر.
* هل نحن في حالة صغر للحزب الاشتراكي الآن؟
= الحزب الاشتراكي لم يعد كما كان…
* مقاطعاً: شيخوخة؟
= هو يحاول أن يجدد قواه، نحن الآن دفعنا بصفوف جديدة من الشباب الى قيادة الحزب، وأعطينا حق أكبر لمنظمات الحزب في أن تمارس بدون وصاية من المركز، عليها أن تستلهم ظروفها المحلية وأن تتصرف وفق هذه الظروف.
* جميل، هذا هو حال الحزب الاشتراكي، اريد أن انتقل الى الشق الآخر من السؤال وهو الحزب الاشتراكي، تاريخه، مراجعاته، تجديد رؤاه، الدفع بدماء جديدة، هل يمكن الحزب الاشتراكي أن يقدم كذلك خطوات للأمام مع بقية القوى السياسية العاملة سواء كانت كبيرة او صغيرة لاخراج البلد من أزمتها؟
= أكيد وانا أقول بأنه لأن هناك سعي من لدى أحزاب عديدة لإقامة تحالف واسع، هذا التحالف هو يستند الى مبدأ تأييد الشرعية، يعني الانتماء الى الشرعية وتأييدها، هذا التحالف هو أكبر من تحالف اللقاء المشترك الذي كان قائماً.
* عدداً؟
= من حيث عدد الاحزاب، اما من حيث المهام فالآن الظروف تغيرت، نحن نحتاج الى شكل تحالفي ليس مثل اللقاء المشترك.
* وإنما؟
= انما أوسع منه.
* يهدف الى؟
= يهدف الى تأييد الشرعية واصلاحها، لاحظ هنا بيت القصيد، ما نعاني منه الآن، هذا التفتت الذي نشهده في الساحة اليمنية، هو شكل من أشكال تآكل الشرعية، الشرعية في الواقع رافقها أو ارتبط بها عدد من الممارسات والاجراءات والقرارات التي تحتاج الى مراجعة.
* خاطئة؟
= هي خاطئة وتحتاج الى مراجعة وانا أعتقد أن قيام تحالف الاحزاب سيكون مدعو فعلاً لأن يعالج هذه النقطة، لأن إصلاح هذه الاختلالات، هو الذي سيجعل الشرعية تستند على قاعدة سياسية واجتماعية قوية.
* طيب يأذن لى الاستاذ علي بسؤال؟
= تفضل.
* هذا التكتل الذي وضعتموه ما زال يدور في فلك الشرعية، تأييد الشرعية، تصحيح أخطاء الشرعية، الا يمكن أن يكون هناك تكتل يكون هدفه انقاذ الوطن، يعني في الاخير وانت أعرف مني ورجل في السياسة له باع طويل في الحقيقة، ولكم في الحزب الاشتراكي لكم تجربة ضخمة جداً لا يمكن في حال من الاحوال في أي مستقبل سيكون فيه وفاق سياسي، أن ينحى طرف من الاطراف وانت تتفق معي أي طرف لن ينحى في القضية كاملة ومن ضمنه انصار الله، لا أعتقد انهم سينحون من العملية السياسية، الا يمكن أن يكون هناك تكتل لإنقاذ البلد ودعوة جميع الاطراف المتناحرة حتى؟
= انا أعتقد انه ربما هذه تكون مرحلة تالية، نحن الآن في هذه المرحلة، المهمة التي تقف امامنا في هذه المرحلة هي انهاء الانقلاب. لو انتهى الانقلاب وعادت الشرعية سيكون هناك امكانية لبناء تحالف مختلف. مع وجود الانقلاب الذي قاد البلد، وقاد القوى المختلفة لأن تمارس خارج العملية السياسية، هنا نحتاج الى تحالف يناهض هذا الانقلاب، وهذا التحالف في الوقت نفسة، في الوقت الذي يؤيد الشرعية ويسعى الى استعادتها هو أيضاً مدعو لأن يصحح أوضاعها وان يجعلها شرعية قائمة على التوافق وعلى الشراكة وقائمة ايضاً على اساس سيادة القانون واحترام القانون ومحاربة الفساد، طبعاً استطيع أن أقول أن احد الاسباب لطول المعركة هو هذه الاختلالات والا لو كنا نجحنا في تقديم نموذج جيد في المناطق المحررة، المناطق التي سقطت من يد الانقلابيين لكان الوضع الان مختلف، لكان هذا النموذج أقنع بقية المناطق بأن تحذو حذوها وأن تتحرر من سيطرة الميليشيات المسلحة.
* استاذ على انا أمام واقع موجود امامي الان انا مواطن ابحث عن، اريد ان اعيش بأمن ونريد بلد، انا في طرحك كسياسي، في طرحك أمامي انا كمواطن بهذا الطرح ارى انه يطيل امد المشكلة واعتقد ان المشكلة انما هو ترحيل او تفاقم بطريقه او بأخرى المجتمع الدولي لا ينوي في اعتقادي القاصر لا ينوي حل المشكلة اطلاقاً، ان لم ينوي هو اطالة امد او تطويل هذه المعركة بسياساته الموجودة، بداية من جمال بن عمر الى ولد الشيخ الى جريفثس كل هؤلاء عبارة عن صناع للمشكلة هذا تقييمي، العامل الاقليمي نفس الكلام، الا يمكن لهذه الاحزاب ان تتجاوز هذه الدوائر، انا لا أقول اننا نبته وحدها في الصحراء ، ما عندها أحد، نحن في المجتمع الدولي في الاخير لكن بسياسة، ممكن نتعامل بسياسة معينة، الان كونكم تريدون اقصاء الآخر، اقصاء ما تسموه بالانقلاب، الا يمكن دعوته، تقريب وجهات النظر، السماع له فيما بينكم، وتجاوز المرحلة هذه بدل أن تكون مرحلة ثانية؟
= اولاً انصار الله…
* مقاطعا: تُفرق بين المسألتين؟
= طبعاً، الانقلاب لأنهم جاءوا باليات عسكرية ليحلوا محل العملية السياسية التي كانت قائمة، نحن نريد ان نستعيد العملية السياسية، ثم ان يكونوا هم جزء من القوى التي تمارس السياسة وأن يكونوا جزء من أي شراكة وجزء حتى في ادارة البلد، لكن الانقلاب هو انهم وضعوا البلد كلها تحت ادواتهم العسكرية، الغوا الآخرين، حتى الآخر الذي تحالف معهم حولوه الى ملحق فقط في الزينة لكن في الواقع هم الذين يتصرفون في كل شيء، ولهذا نحن لا نسعى لاستئصال أي قوى من الواقع لأنه لا يستطيع، لأنه الاحزاب والقوى السياسية وكل التكوينات هذه هي عبارة عن تعبيرات لواقع موضوعي، يعني هناك واقع مجتمعي هو الذي أفرز هذه القوى، وهو أفرز القوى الاخرى، ولهذا ليس الحل في أن نستأصل هذه القوى ونلغي وجودها، الحل هو أن هذه القوى تقبل بأن تتعايش مع الآخرين.
* كيف ستقبل ان لم نتحاور معها؟
= الحوار مطلوب ولكن هذا الحوار سيكون هو الشيء الرئيس الذي ممكن ان يتبع انهاء الانقلاب، لا نستطيع أن نتحاور مع اناس يشهرون السلاح في وجوهنا.
* هي وجهة نظر انا لا ادافع عن احد هنا اقصد فليستمع اليها؟
= نحن مستعدين نسمع اذا المسألة في اطار الحوار والكلام نحن مستعدين ان نسمع.
* لكن من الذي سيجمعكم ان لم تجتمعوا انتم؟ يعني هل بصراحة لو جدلاً يا استاذ علي وانا عارف أن صدرك رحب عليا كثير، لو ان الحزب الاشتراكي اليمني مثلا قدم مبادرة في ان يجمع جميع الاطراف ويقدم الحزب الاشتراكي الضمانات او أي شيء يقدمه لاجتماع جميع الاطراف بعيداً عن العامل الدولي هل تتوقع ان هذا ممكن وان هذا ممكن ان يكون الحل؟
= الواقع نحن لن نعيد اختراع العجلة، هذا الحوار قد تم، وقد شارك فيه الجميع، والجميع طرح رؤاه، والجميع دافع عن رؤاه، وعندما طلعت وثيقة الحوار الوطني والكل وقع على هذه الوثيقة، الان انا اعتقد ان القضية التي سنتحاور عليها هي كيف نوقف الانقلاب، كيف نعود الى العملية السياسية، كيف نعود لتنفيذ مخرجات الوطني، هذا الذي ينبغي أن يكون موضوع التفاوض في اللحظة الراهنة.
* جميل لكن كيف هذا؟
= متابعاً: الان انا اعتقد انه الذي أقصى الاطراف الاخرى هم الانقلابيين، هم انصار الله، هم الذين أقصوا الاطراف الاخرى، هم الذين دخلوا الى صنعاء بقوة السلاح، هم الذين فرضوا الاقامة على الحكومة، وهم الذين بدأوا يضيقوا…
* مقاطعاً: جميل لكن كيف سأتجاوز هذا التوصيف، كيف ممكن أن أخرج من عنق الزجاجة، انا الان في واقع موجود واطالبكم انا كمواطن ان تخرجونا من الازمة، العامل الدولي لا يريد حلا هذه قناعتي وقد تكون خاطئة انا اريد من الاستاذ علي كيف يرى المخرج من ذلك الكل لديه قائمة بما فعله الاخر، وعنده استعداد ان يسرد ما فعله الاخر، كذلك هم يقولون يوجد عدوان ويوجد قتل وفي.. وفي.. يقولون ذلك الا ترى ان اللقاء هو الحل وان الاجتماع هو الحل؟
= طبعاً من حيث المبدأ نحن ننحاز للحوار وننحاز للحلول السلمية لكن أقول مع هذا الوضع الذي تعتقد فيه قوة معينة ان امتلاكها للسلاح واستخدامها له حقق لها كل هذه المكاسب، ما لم تتراجع عن هذا الاعتقاد ستظل الحرب مشتعلة، ليس لآن الاخرين يريدوا لكن لأنه من يعتقد ان السلاح هو وسيلته لتحقيق أهدافه سيظل يشعل الحرب. انا اقول اذا انصار الله اخذوا خطوة الى الوراء واعلنوا اولا اعترافهم بالقرار 2216 الصادر عن مجلس الامن، وهو القرار الذي ينص على استعادة مؤسسات الدولة وتسليم سلاح الجيش، وبحيث لا يكون الجيش اداة بيد طرف معين ليخوض الحروب الداخلية ضد الاطراف الاخرى، اذا اعترفوا بالقرار ومن ثم يطلبوا حواراً من أجل تنفيذ هذا القرار….
* مقاطعاً : لكن هل ترى انت أن هذا امر ممكن تطبيقه بعد مضي اربع سنوات من الحرب هل الواقع يتقبل هذا؟
= اقول انا اذا اردنا أن نطيل عمر المأساة علينا ان لا نفكر بالتنازلات والتسويات اما اذا اردنا ان نضع حد للمأساة علينا أن نتوقف عن تأجيج مشاعر الانتقام وعلينا ان ننظر الى المستقبل بحيث انه لا نظل أسرى لأوجاع الماضي، لكن هذه العملية ليست سهلة انا أقول من أجل الوصول الى هذه العملية، المسألة تحتاج انه الطرف الذي يمارس الاعتداء على العملية السياسية وعلى الشرعية أن يبدأ بأخذ خطوات تراجعية، ثم على الطرف الآخر أن يستوعب هذا، يعني استعداد الطرف الآخر للعملية السلمية، وأن يقدم الضمانات الكافية أن لا يكون في المرحلة القادمة أي أعمال انتقامية، وبالتالي ندخل في عمليات تسوية تضمن الخروج من الحرب، وتضمن معالجة المشكلات التي ادت الى كل ما حدث خلال هذه السنوات الاربع.
* تتوقع أن هذا انشاء الله سيحدث؟
= اولا انا اريد ان اقول انه ليس عندي النظرة السوداوية للدور الذي يقوم به المجتمع الدولي، وحتى الاقليمي انا أعتقد انه القوى المحلية اليمنية معظم الحل هو بيدها، وانا من خلال متابعتي لما يدور على المستوى الدولي، انا لا أتهم حتى هذا العالم الذي دائماً نتهمه بالمؤامرة وبأنه يبادلنا الكراهية والحقد، نحن لدينا من يحقد على الغرب، وعلى التقدم الحاصل في الغرب، ولكن ما اجده ان هذا المجتمع الدولي، لا أرى الا انه يقدم المساعدة، هو يضغط على الاطراف من أجل الحلول السلمية، مثلا القرار 2216 هو قرار المجتمع الدولي، وهو قرار ينص فعلا على ايقاف الحرب، على استعادة الدولة، على خروج المسلحين من المدن، على تشكيل حكومة وحدة وطنية، نفس الاشياء التي نسعى الى تحقيقها موجودة في هذا القرار، وهذا هو المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي انا لا أعتقد انه من مصلحته أن تفشل اليمن.
* قد تختلف القراءات، البعض يقرأها من زاوية أخرى ويرى أن الممارسات تختلف عن القرارات لكن انا سأتجاوز ذلك واقف عند نقطة اختتم بها انك ذكرت أن القرار بأيدينا نحن من الداخل، ان معظم الامور بيد القوى اليمنية عليها أن تتحرك في ذلك هل هذا التوصيف صحيح؟
= أضن ذلك، وانا أضن انه اذا هناك نوايا سيئة على المستوى الاقليمي او الدولي هي لا تستطيع أن تفعل شيء الا من خلال قوى محلية، من خلال وجود قوى معينة تتبنى رؤى وتوجهات تُبقي على الازمة، يعني لا يستطيعوا أن يجبرونا على أن نستمر في الحرب، ا>ا كان لدينا ارادة على تحقيق السلام، لا يستطيع احد أن يجبرنا على أن نستمر في الحرب، ولكن من أجل أن نحقق السلام ماذا نحتاج؟ نحتاج اولاً الى ان يكون لدينا تصور، أي اننا نوقف الحرب ثم يكون لدينا تصور لكيفية تحقيق السلام، بمعنى انه اذا وقفت الحرب، هناك قوى مسلحة موجودة هنا وهناك، هذا معناه انه اذا وقفت الحرب ستقف لفترة مؤقتة ثم ستعود تنشب مرة أخرى.
* هل توجد ارادة نحو هذا؟
= نحن نحتاج الى هذه الارادة، ولكن انا أقول اذا كانت الشرعية لديها ه>ه الرغبة فالطرف الآخر حتى الان لم يعبر عن هذه الرغبة.
* قدموا انتم الرغبة هذه كطرف آخر؟
= نقدم ماذا؟
* أن تكون هناك رغبة في الطرف الذي تتكلم انت عنه أن يكون لديه رغبة في الداخل تتآلف القلوب؟
= انا اعتقد ان هذه الرغبة مُعلنه، والكل يتحدث عنها.
* لكن الواقع مختلف الانقسامات الداخلية والتباينات في المواقف ؟
= انا سأقول لك، يقابل هذه الرغبة اعتقاد ان الحوثيين لن السلام الا عندما يكونون مجبرين عليه، عندما يشعرون أن أدوات القوة التي بأيديهم لم تعد قادرة على أن تحقق لهم اية أهداف وانا اعتقد ان هذه فكرة صحيحة، الاناس الذين راهنوا على السلاح لا يمكن اقناعهم بالسلام الا عندما يكتشفوا انه لا جدوى من السلاح، عندما يكتشفوا أن السلاح لن يحقق لهم البقاء.
* يعني بالسلاح؟
= هذا معناه ان جزء من تحقيق الاهداف يتطلب معركة كسر عظم، بمعنى انه…..
* مقاطعاً: يعني العملية ستطول؟
= لا أعتقد انها ستطول لكن اعتقد أن هناك عوامل أخرى تسعى للإطالة.
* أرجوا ان لا أكون اطلت عليك في هذا اللقاء وفي أخذ مجموعة من المحاور وارجو الله جل وعلى أن يحفظ اليمن من كل شر؟
= آمين.