محلية

مديرية دوعن .. استقرار نتيجة تضحيات لواء شبام

ريبون / تامكتب الاعلامي للمحافظ

الرابعُ والعشرونَ من ابريل من عامِ ألفين وستةَ عشر، ما كانَ مجرَّدّ يومٍ عابرٍ في ذاكرة الحضارم، إنْ هوَ إلا يومُ المجدِ والانتصار، والليلةُ التي طُهِّرَ فيها ساحلُ حضرموتَ من دَنَسِ العناصرِ الإرهابية، سِيَما بعد أنْ جثَمتْ على صدرِ الوطن لمدةٍ تزيدُ عنِ العام.
وقعُ الانتصار الذي حققتهُ قواتُ الأمنِ التابعةِ للمنطقةِ العسكريةِ الثانيةِ على العناصرِ الإرهابية، كانَ لهُ بالغُ الأثرِ في نفوسِ المواطنين، فقد كانَ نصراً عادتْ معهُ عجلةُ الحياةِ للدورانِ من جديد، واستتبَّت فيهِ الحالةُ الأمنيةُ في المجتمع، لكنَّ أيادي الشرِّ ظلَّتْ تنشِبُ أظافرَها في جسدِ حضرموت، وقامتْ بتفجيراتٍ إرهابية راحَ ضحيتُها بعضُ الجنودِ البواسلِ في النخبةِ الحضرمية، ونفرٌ من المواطنينَ الأبرياء، وهو ما دعا السلطةَ الأمنيةَ بمحافظةِ حضرموتَ للقيامِ بمزيدٍ من عملياتِ التطهيرِ للمناطقِ التي يُشْتَبَهُ أن تكونَ لها يدٌ في التفجيراتِ التي قامتْ بها الجماعات الإرهابية.
حينها توجهتِ المساعي نحوَ لواءِ شِبام بمديريةِ دوعن، وذلك من أجلِ تأمينِ خاصرةِ مُدنِ ساحلِ حضرموتَ من أيِّ تمدُّدٍ إرهابي، أو عملياتٍ إجراميةٍ قد تحدُثُ في أيِّ لحظة، وبعد أن تمًّ تأمينُ اللواء، عقدتْ قواتُ النخبة بالمنطقة العسكرية الثانية العزمَ على خوضِ معركةٍ حاسمةٍ سُميتْ بعملية ” الفيصل ” دارتْ أحداثُها في وادي المسيني في منتصفِ شهرِ فبراير من عامِ ألفين وثمانيةَ عشر، تبعتْها عملية ” الجبال السود ” التي عملتْ على تطهيرِ مديريات الضليعة، ودوعن، ويبعث، من عناصرِ تنظيمِ القاعدةِ الإرهابي، وبفضلِ الله ثم بفدائيةِ الجنودِ البواسلِ في النخبةِ الحضرميةِ بالمنطقة العسكرية الثانية، حققتْ قواتُ النخبةِ الانتصارَ في كِلا العمليَتين؛ الأمرُ الذي مكَّنهم من تأمينِ معابرَ ومنافذَ تتخذُها الجماعاتُ الإرهابيةُ وسيلةً لتنفيذِ أعمالِها الإجرامية، ويَعُدُّها مهربو المخدراتِ والقاتِ طريقاً لتمريرِ الموادِ المخدرةِ إلى المواطنين.
وفي إطارِ هذهِ الجهودِ والمساعي لحفظِ الأمنِ في ربوعِ حضرموت؛ قام محافظُ محافظةِ حضرموتَ قائدُ المنطقةِ العسكريةِ الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني بزيارةٍ إلى مديريةِ دوعن يومَ الأربعاء الموافق الخامس عشر أبريل من عامِ ألفين وعشرين، رافقَهُ خلالَها مديرُ مكتبِ الصحة الدكتور رياض الجريري، ومديرُ عامِ مديريةِ دوعن سالم أحمد بانخر، والعميدُ فيصل بادبيس رئيسُ شعبةِ العملياتِ بقيادةِ المنطقةِ العسكريةِ الثانية، وقائدِ لواءِ حضرموتَ العميد ركن طالب بارجاش، وعددٌ من القياداتِ التنفيذيةِ والعسكريةِ والأمنية، وذلك بهدفِ الاطِّلاعِ على جاهزيةِ اللواء وخطةِ انتشارِ أفرادهِ على المداخلِ والنقاطِ الحيويةِ بمديريةِ دوعن، والنقاطِ المحاذيةِ للمديرياتِ الأخرى، كذلك الاطِّلاع على جاهزيةِ ضباطِ وصفِّ وجنودِ اللواء، والإجراءاتِ الاحترازيةِ والوقائيةِ التي اتخذتْها قيادةُ اللواء من أجلِ الوقايةِ وباء “كورونا”.
واستمعَ المحافظُ البحسني إلى ما قالهُ قائدُ اللواءِ العميد ركن محمد عمر بن غانم، وأركانُ اللواءِ المقدّم سالم كرامة القرزي، عن سيرِ تنفيذِ خطةِ الانتشارِ وجهودِ أفرادِ اللواء في تأمين مداخل ومخارج المديرية، عقِبَ ذلك ألقى المحافظُ كلمةً لضباطِ وصفِّ الضباطِ والجنود رفعَ خلالَها تهاني وتبريكاتِ فخامةِ رئيسِ الجمهوريةِ المشيرِ الركنِ عبدربه منصور هادي القائدِ الأعلى للقواتِ المسلَّحة، وقيادةِ السلطةِ المحليةِ والمنطقةِ العسكريةِ الثانية، بمناسبةِ قربِ حلولِ شهرِ رمضانَ المُبارك، كما أشادَ بصمودِ وشجاعةِ وبسالةِ أبطالِ لواءِ شبام الذين يُسْهِمونَ مع إخوانِهم في الأجهزةِ العسكريةِ والأمنيةِ في حفظِ أمنِ واستقرارِ حضرموت، سِيَما بعد أنْ عاشتْ مديريةُ دوعن وعددٌ من المناطقِ والمديرياتِ المجاورةِ لها حالةً من عدمِ الاستقرارِ نتيجةً لقيامِ عناصرَ إرهابية بعددٍ من العملياتِ الإرهابيةِ التي أدَّتْ إلى استشهادِ عددٍ من المواطنين وأفرادِ المؤسستينِ العسكريةِ والأمنية، حيث كانت تلك المناطقُ تشهدُ عملياتِ كرٍّ وفر من قبلِ عناصرَ إرهابية، مُبيناً أنَّ هذهِ المناطق إنما تعيشُ اليومَ في أمنٍ وأمان بفضلِ خطةِ الانتشارِ الأمنيِّ التي شملتْ جميعَ المديريات.
كما شدَّدَ على ضرورةِ التحلي بمزيدٍ من اليقظةِ والجاهزيةِ والمعنويةِ العالية، مؤكداً أنَّ قيادةَ السلطةِ المحليةِ بالمحافظة اتجهتْ عقبَ فرضِ حالةِ الأمن، صوبَ تحسينِ جودةِ الخدماتِ للألويةِ والوحداتِ العسكريةِ والأمنية، حيثُ جرى بناءُ وتشييدِ مبانٍ حديثةٍ للضباطِ والصفِ والجنودِ واستحداثِ تجهيزاتٍ ومكاتبَ إدارية وسكنٍ للضباطِ ووسائلَ حديثة من كاميراتِ مراقبة وغرفِ عملياتٍ مجهزةً بأجهزةِ الحاسوبِ الحديثة، وذلكَ لخلقِ بيئةٍ مناسبةٍ لأداءِ المهامِ العسكريةِ والأمنيةِ على أكملِ وجه، كما باركَ جهودَ قائدِ اللواءِ وأركانِ حربهِ والضباطِ والصفِّ والجنودِ ودعاهم إلى الثبات، مبيناً أنَّ البشريةَ جمعاءَ تواجهُ اليومَ خطراً كبيراً يتمثلُ في فيروس كورونا، داعياً الجميعَ إلى الاستعدادِ وفرضِ الإجراءاتِ الاحترازيةِ لكافةِ طاقمِ اللواء.
وفي سياقٍ مُتصل، تطرَّقَ وكيلُ وزارةِ الصحةِ مديرِ صحةِ ساحلِ حضرموت الدكتور رياض الجريري، إلى الجهودِ الاحترازيةِ التي تبدلُها السلطةُ المحليةُ للحدِ من انتشارِ وباءِ “كورنا”، مستعرضاً جوانبَ الوقايةِ من المرض، مؤكداً الاستعدادَ لتقديمِ وسائلِ السلامةِ للأجهزةِ العسكريةِ والأمنية، كما ألقى مستشارُ محافظِ حضرموتَ رئيسُ لجنةِ جمعِ التبرعاتِ لمكافحةِ وباءِ “كورونا”  الشيخِ صالح بن عمر الشرفي كلمةً لأفرادِ اللواء أوضحَ خلالَها بأنهم درعُ حضرموتَ الواقي، والمرابطونَ في ميدانِ الشرفِ والعزةِ والإباءِ والكبرياءِ، معتبراً أنهم فخرُ حضرموتَ لكونِهم يحمونَ ترابَها ويقدمونَ أرواحَهم رخيصةً ليحيا أهلُهم بأمنٍ وأمان، وأشاد الشيخُ الشرفي بأفرادِ لواءِ شبام الذين يُعدَّونَ عيوناً ساهرةً لا تغفلُ طرفةَ عين؛ من أجلِ أنْ تنامَ أعينُ أهاليهِم في حضرموت، داعياً إيَّاهم إلى أخذِ الاحتياطاتِ اللازمةِ والتحلي باليقظةِ ورصدِ أوكارِ الشر، فالعدوُّ يتربَّصُ بهم، معزياً ما تعيشهُ حضرموتُ من أمنٍ وأمان إلى درعِها العسكري والأمني الذي يُسطِّرُ أروعَ الأمثلةِ ما جعلَ حضرموتَ قِبلةَ الزائرينَ من كلِّ مكان.
بعد ذلك قام المحافظُ البحسني بزيارةٍ لقيادةِ معسكرِ الأدواس ونقطةِ رأس حويرة التابعةِ للمعسكر، تفقَّدَ خلالَها جاهزيةَ قيادةِ وأفرادِ المعسكر، واطَّلع على جهودِ أفرادِ المعسكرِ في ضبطِ الممنوعات، والإجراءاتِ الاحترازيةِ والوقائيةِ التي اتخذتْها قيادةُ المعسكرِ للحدِّ من وباءِ “كورونا”، مستمعاً من قائدِ المعسكر المقدّم محمد عمر بامهير، إلى سيرِ تنفيذِ التوجيهاتِ في تأمينِ الخطِ الاستراتيجيِّ الدوليِّ الرابطِ بينَ ساحلِ ووادي حضرموت، مشيداً بجاهزيةِ أفرادِ المعسكرِ ونجاحاتِهم في تأمينِ الخطِّ الدوليِّ، وضبطِ الممنوعات، مشدِّداً على ضرورةِ اليقظةِ والروحِ المعنويةِ العالية، وعدمِ التهاونِ مع المُخالفين، وضبطِ مهربي القات.
يذكر أنَّ السلطةَ المحليةَ بالمحافظةِ قامتْ بعملِ عددٍ من الاحترازاتِ الوقائيةِ خصوصاً بعدما سُجِّلت في حضرموتَ أولُ إصابةٍ بفيروس كورونا، وهو الأمرُ الذي يستدعي التكاتفَ والمساهمةَ من قِبل الجميع، بَدْءًا بالسلطةِ المحلية، ومروراً بمكتبِ الصحة، ووصولاً إلى المواطنين، حيث أثبتِ التجاربُ أن الفيروسَ لا يُرى بالعين المجردة، بيدَ أنهُ سريعُ الانتشارِ إلى حدِ أنْ جعلَ أنظمةً صحيةً في دولٍ متقدمة تنهارُ عاجزةً عن احتوائه إلى حد هذه اللحظة.
  

 

إغلاق