صحة
القولون العصبي.. تعرف على كل الأعراض وتعلم كيف تسيطر عليها بأربع طرق سهلة
ريبون / صحة
القولون العصبي هو اضطراب شائع وغالبا ما يكون مزمن يصيب الأمعاء الغليظة، يعاني المصابون بهذا المرض من التشنجات، وألمًا في البطن، والانتفاخ والغازات، والإسهال أو الإمساك، أو كلاهما معًا.
ويعرف هذا المرض بعدة أسماء مثل: متلازمة القولون العصبي، متلازمة القولون المتهيج. وباللغة الإنجليزية: Irritable Bowl Syndrome.
ويعد هذا المرض حالة مزمنة تحتاج إلى السيطرة عليها وضبطها على المدى الطويل. وبإمكان بعض الأشخاص السيطرة على الأعراض التي يعانونها باتّباع نظام غذائي ونمط حياة مناسب، والسيطرة على التوتر والإجهاد.
وينبغي أن يعلم أن هذا المرض رغم أعراضه الحادة والشديدة في بعض الأحيان فإنه ليس خطيرا وليس مهددا للحياة. ولا يجعلك أيضا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القولون الأخرى ، مثل التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون أو سرطان القولون.
أعراض القولون العصبي
القولون العصبي له أعراض عديدة وليس من الضروري أن تكون كل الأعراض موجودة عند جميع المرضى. بل كل مريض يصاب ببعض من هذه الأعراض.
الإسهال
يعتبر الإسهال من الأعراض الرئيسية للقولون العصبي حيث يأثر على ثلث المصابين بالقولون العصبي.
الإمساك
من أكثر الأعراض انتشارا لدى مرضى القولون العصبي حيث يأثر على حوالي نصف المصابين بهذا المرض. غالبا ما يشعر المصاب براحة بعد الإخراج
نوبات متبادلة بين الإسهال والإمساك
التغير بين الإمساك والإسهال عرض موجود بين حوالي عشرين بالمائة من المصابين بالقولون العصبي. هذا التغير يسبب ألم مزمن في البطن.
ألم في البطن وتشنجات
يرتبط القولون العصبي بآلام وتشنجات البطن وخصوصا في الجزء الأسفل من البطن. في الوضع الطبيعي يعمل المخ مع القناة الهضمية لتنظيم هضم الطعام. يتم ذلك عبر أعصاب معينة وإشارات تطلقها البكتيريا داخل القناة الهضمية. في حالة الإصابة بالقولون العصبي تضطرب هذه الإشارات مما يؤدي إلى تشنجات مؤلمة بالجهاز الهضمي.
غازات كثيرة وانتفاخ
التغير في الهضم المصاحب للقولون العصبي النفسي يؤدي إلى زيادة الغازات في البطن. هذا يمكن أن يؤدي إلى الانتفاخ وما يصاحبه من أعراض غير مريحة على الإطلاق. قد تشمل هذه الأعراض وجع في الصدر مشابه للوجع المصاحب لأمراض القلب وقد يشمل أيضا خفقان القلب.
التأثر بالغذاء
أكثر من 70% من المصابين بالقولون العصبي يعتقدون أن بعض الأطعمة تؤدي إلى استثارة أعراض القولون العصبي. هناك بعض الأطعمة المشتركة التي تتسبب في ذلك مثل الأطعمة المولدة للغازات.
التعب والإرهاق و صعوبة في النوم
أكثر من نصف المصابين بالقولون العصبي يشتكون من التعب والإرهاق. بالاضافة إلى ذلك يشتكي بعض المصابين من صعوبات في النوم. وجدت إحدى الدراسات أن 13 % من المصابين عندهم صعوبة في النوم.
القلق و الإكتئاب
يرتبط القولون العصبي بالقلق والاكتئاب. قد تكون الأعراض هي التي تؤدي إلى التوتر النفسي أو أن ضغوطات الحياة هي التي تؤدي إلى تهيج القولون. على أى حال تدور الأعراض النفسية من توتر وقلق واكتئاب وأعراض القولون العصبي في دائرة مفرغة يؤدي أحدهما إلى الآخر.
اضطراب في حركة الأمعاء
في حالة الإصابة بالقولون العصبي يتغير وقت بقاء البراز في الأمعاء. قد يؤدي ذلك إلى ظهور مخاط في البراز.
متى يجب الذهاب الطبيب؟
عند حدوث هذه الأعراض يجب التوجه فورا إلى الطبيب:
• فقدان الوزن.
• الإسهال الليلي.
• نزيف في المستقيم.
• أنيميا نقص الحديد.
• قيء بدون سبب واضح.
• صعوبة في البلع.
• ألم مستمر لا يزول حتى بعد خروج الغازات، أو مع حركة الأمعاء.
أسباب مرض القولون العصبي
• اضطراب في الحركة المعوية: إذ تظهر على المصاب مجموعة متنوعة من الاضطرابات الحركية في القولون والأمعاء الدقيقة، مثل الإسهال أو الإمساك.
• امتلاء المستقيم: أو أجزاء أخرى من القولون بكميات صغيرة من البراز، مما يشكل ضغط غاز منخفض نسبيا قد يسبب ألم البطن والحاجة للتغوط بشكل متكرر.
• الأسباب النفسية: أكثر من نصف مرضى القولون العصبي يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، قد تؤثر هذه المشاكل على تحفيز شعور المريض بالألم.
عوامل تحفز الإصابة بالقولون العصبي
- الطعام: يعاني العديد من الأشخاص من أعراض أكثر حدة، عندما يأكلون أو يشربون أنواعًا معينة من الأطعمة والمشروبات، مثل: القمح ومنتجات الألبان، والفاكهة الحمضية، والفاصوليا، والحليب والمشروبات الغازية. هناك أيضا أطعمة تحفز الإمساك المرتبط بالقولون العصبي مثل المنتجات المصنعة مثل الشيبسى وأيضا القهوة. الأطعمة المقلية والدهنية قد تحفز أيضا الأعراض.
- التوتر والإجهاد: يعاني الأشخاص المصابون بالقولون العصبي من أعراض أكثر حدة، خلال فترات التوتر الزائد. قد يأتي التوتر من ضغوطات الحياة العامة أو الضعوطات المالية والأسرية والمهنية.
- الهرمونات: النساء أكثر احتمالًا بمرتين للإصابة بالقولون العصبي، وتجد العديد من النساء، أنّ أعراض القولون العصبي تصبح أسوأ خلال أو قريبًا من فترات الحيض.
- الأدوية: بعض الأدوية قد تحفز الإسهال أو الإمساك وتؤثر على مرضى التهاب القولون. هذه الأدوية مثل المضادات الحيوية، ومضادات الإكتئاب، والشراب المعالج للسعال.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض القولون العصبي
يعاني بعض الناس من علامات وأعراض مرض القولون العصبي خلال فترات متباينة، ولكن تزداد فرصة الإصابة بالمرض في هذه الحالات:
• الشباب: يصيب مرض القولون العصبي الأشخاص أقل من سن 50 عامًا على نحو أكثر.
• النساء: إنّ مرض القولون العصبي أكثر شيوعًا بين النساء، كما أنّ العلاج بالأستروجين قبل أو بعد انقطاع الطمث، عامل خطر للإصابة بهذا المرض.
• تاريخ عائلي: قد تلعب الجينات دورًا في الإصابة بهذا المرض، وكذلك العوامل المشتركة في بيئة العائلة.
• مشكلة نفسية: يرتبط القلق والاكتئاب والتوتر والمشاكل النفسية الصحية الأخرى بالإصابة بالقولون العصبي.
علاج القولون العصبي
1- العلاج الغذائي
من المستحسن التوجه لأخصائي تغذية ووضع قائمة غذائية مناسبة مع فحص الاحتمالات المختلفة وتأثير الأطعمة المختلفة على ظهور الأعراض.
هناك مجموعة من الأغذية المعروفة كمسببة للشعور بالغازات والانتفاخ مثل:
• الفاصوليا.
• البصل والثوم.
• العنب.
• التمر.
• الزبيب.
• القهوة (الكافيين).
ما هي التوصيات الغذائية لمرضى القولون ؟
يوصى بالأمور التالية:
• تساعد الألياف الغذائية على منع الإمساك، ولكنها قد تزيد حدة الإسهال والغازات، لذا يفضل تناولها بكميات صغيرة ثم زيادة الجرعة تدريجياً.
• زيادة الشرب (بالأخص الماء)، ينبغي تناول 8-10 أكواب من السوائل يوميا، لا ينصح بتناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات الغازية.
2- علاج القولون العصبي بالأعشاب والطب البديل
قد تخفف مشروبات الأعشاب من أعراض القولون العصبي. هذه الأعشاب يمكن أن تؤدي إلى استرخاء عضلات البطن و التخفيف من الضغوط النفسية المصاحبة للمرض وأيضا تخفيف التشنجات. ومن أهم الأعشاب التي اشتهرت بتخفيف أعراض القولون وثبت أيضا تأثيراتها ببعض الدراسات العلمية:
- النعناع
- البابونج
- الينسون
- الشمر
- الكركم
وهذه الأعشاب رغم أنها تعتبر وصفات عامة إلا أنه ينبغي أن تأخذ باعتدال. أيضا قد تنفع في أحيان كثيرة وقد لا تنجح في بعض الحالات.
3- تغيير نمط الحياة
• تناول وجبات منتظمة وثابتة: الوجبات الصغيرة المتعددة على مدار اليوم قد تخفف من الإسهال، الوجبات الكبيرة والغنية بالألياف تخفف من أعراض الإمساك.
• ممارسة النشاط البدني بانتظام: لتنظيم نشاط الأمعاء وكذلك لتخفيف التوتر النفسي.
• تجنب التوتر النفسي قدر الامكان: إذا كان التوتر قائما بالفعل فيجب محاولة علاجه بواسطة العلاج النفسي.
4- العلاج الدوائي
أحيانا تكون هناك حاجة للعلاج الدوائي، العلاج الموصى به يتغير تبعا لأعراض المرض:
- في حالات تشنج القولون يعطى علاج دوائي مضاد للتشنجات والذي يؤخذ في موعد قريب من تناول الوجبات.
- يمكن للمضادات الحيوية أن تغير كمية البكتيريا في الأمعاء وهذا يؤدي إلى تخفيف الأعراض لمدة طويلة.
- في كثير من الأحيان ينصح الأطباء بالبروبيوتيك التي هي عبارة عن بكتيريا حية تساعد في تخفيف مشاكل الهضم.
- في حالات الإسهال تعطى أدوية مضادة للإسهال.
- في حالات الإمساك يعطى علاج بالألياف الغذائية.
- إذا كان المريض يعاني أيضا من القلق أو الاكتئاب، فالعلاج بمضادات الاكتئاب يخفف بشكل ملحوظ من الأعراض.
كيف تتعايش مع القولون العصبي وتسيطر على الأعراض؟
كما ذكرنا تختلف أعراض القولون باختلاف الأشخاص وهذه الأعراض تستثار بعدة أشياء تختلف باختلاف كل شخص. وأفضل من يحدد الأشياء التي تحفز تهيج القولون هو المصاب نفسه.
راقب طعامك
راقب بعناية الطعام الذي تأكله ويمكن أن تسجل ذلك حتى تعرف ما الذي يثير تهيج القولون ويحفز الأعراض. بعد ذلك تجنب هذه الأطعمة.
راقب مجهودك
في بعض الأحيان قد تظهر أعراض القولون العصبي مع الإجهاد البدني. لاحظ الحد الذي يبدأ عنده ظهور الأعراض وتوقف عند ذلك. يمكن أن تجزأ المجهود على فترات متفرقة تتخللها فترات راحة.
تعلم أن تسيطر على انفعالاتك
الحياة لا تخلوا من ضغوط ومشاكل وتوتر فتعلم كيف تتعايش مع تلك الضغوط. في حالة عدم التحمل اطلب المساعدة من أخ، صديق أو طبيب نفسي. الحالة النفسية لها دور كبير في مرض القولون العصبي.
لاحظ كيف ومتى تختفي الأعراض
مرض القولون العصبي مرض مزمن لكنه يحدث في صورة نوبات تطول أو تقصر. وكما تراقب ما الذي يحفز الأعراض، راقب أيضا ما الذي يخفف الأعراض. قد يكون ذلك بعد تغيير النظام الغذائي أو بعد أخذ راحة في البيت أو بعد أكل طعام معين أو شراب معين. ويمكن أن يحدث بعد تغير المزاج. إذا وصلت إلى هذه الأشياء فأنت قد عرفت علاجك.