أخبار العالم
ليبيا: حكومة الوفاق الوطني ترفض المبادرة المصرية ومعارك ضارية بمدينة سرت
ريبون / وكالات
رفضت حكومة الوفاق الوطني السبت المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة في ليبيا بعد محادثات جمعته بالمشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح في القاهرة. وقال خالد المشري رئيس البرلمان في طرابلس “إن الليبيين ليسوا بحاجة إلى مبادرات جديدة” فيما صرح المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد قنونو رفض الحكومة عمليا وقف إطلاق النار وقال “نحن لم نبدأ هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها”.
صرح المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد قنونو السبت بأن الحكومة ترفض عمليا وقف إطلاق النار الذي اقترحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضمن مبادرة أطلقها من القاهرة لحل الأزمة الليبية بحضور المشير خليفة حفتر ورئيس برلمان شرق ليبيا عقيلة صالح . وقال قنونو: “نحن لم نبدأ هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها”. وأضاف “نتابع تقدم قواتنا البطلة بقوة وحزم لمطاردة ميليشيات” حفتر.
فيما سعت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إلى إحراز مكاسب جديدة السبت في مواجهة تقهقر قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) التي وقف قائدها خليفة حفتر في القاهرة إلى جانب حليفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء إعلانه مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في ليبيا.
المبادرة المصرية
وبينما كان يقف إلى جانب السيسي في مؤتمر صحفي في القاهرة، وافق حفتر على مبادرة سياسية جديدة يقول محللون إنها قد تقوض نفوذه في شرق البلاد وتعكس نفاد صبر مؤيديه في الخارج.
واقترح السيسي، الذي كان يقف بجانبه كل من حفتر وعقيلة صالح رئيس برلمان شرق ليبيا، خطة تتضمن مفاوضات في جنيف وتشكيل مجلس رئاسي منتخب وحل الفصائل المسلحة وإخراج جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا.
وأعلن السيسي “توافق القادة الليبيين على إطلاق ‘إعلان القاهرة’ متضمنا مبادرة ليبية ليبية كأساس لحل أزمة ليبيا في إطار قرارات الأمم المتحدة والجهود السابقة في باريس وروما وأبو ظبي وأخيرا في برلين”.
وأضاف أن المبادرة “تدعو إلى احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو (حزيران) 2020، وإلزام الجهات الأجنبية باخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية”.
وفي تصريحات مقتضبة، قال حفتر “نأمل من فخامتكم (السيسي) العمل على بذل جهود أكثر فاعلية وعاجلة لإلزام تركيا بالتوقف التام عن نقل الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا وإعادة من تم نقلهم إلى أوطانهم التي جاءوا منها”.
وسرعان ما أعلنت الإمارات دعمها للإعلان الصادر السبت. ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالمبادرة المصرية، فيما حيّا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان القاهرة على “جهودها” و”رحّب بالنتيجة المتحققة اليوم التي تهدف إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية”، معتبرا أن ذلك يمثّل “أولوية”.
حكومة الوفاق الوطني ترفض
وبدا أن حكومة الوفاق الوطني تتجه لرفض مقترحات مصر، التي تضمنت وقفا لإطلاق النار من يوم الاثنين وخطة سلام طويلة المدى، في حين أن حربها مع الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر في شرق البلاد لا تزال بعيدة عن نهايتها.
وقال خالد المشري رئيس البرلمان المتحالف مع حكومة الوفاق الوطني قال إن الليبيين ليسوا بحاجة إلى مبادرات جديدة ورفض محاولة حفتر للعودة إلى المفاوضات بعد هزيمة عسكرية، بحسب قناة الجزيرة.
معركة سرت
عسكريا، قال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحفي، “صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت، حيث نفذ سلاح الجو 5 ضربات جوية في محيطها،استهدفت آليات مسلحة لميليشيات حفتر الإرهابية والمرتزقة”. وأضاف قنونو،”لن نتراجع عن إعادة بسط سيطرة الدولة على المدينة” التي تعقد معقلاً لقبيلة الزعيم الراحل معمر القذافي وملجأه الأخير عندما شن حلف شمال الأطلسي هجوما لمساندة القوات التي ثارت على حكمه في 2011.
وقالت حكومة الوفاق الوطني الليبية وسكان إن قواتها المدعومة من تركيا تقدمت داخل مدينة سرت الساحلية، على الرغم من أن قوات شرق ليبيا قالت إنها صدت الهجوم. وفي سلسلة من الانتصارات السريعة، استعادت حكومة الوفاق الوطني فجأة وبدعم تركي السيطرة على الجزء الأكبر من شمال غرب ليبيا، لتجهض محاولة حفتر لتوحيد البلاد بالقوة بمساعدة من مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا.
وكانت قوات المشير حفتر قد سيطرت على سرت في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد انسحاب قوات حكومة الوفاق الوطني منها. وتقع خلف سرت مرافىء تصدير النفط الرئيسية وأهم المواقع الإستراتيجية بالنسبة لحفتر.
وربما يكون الداعمون الأجانب لكلا الجانبين غير مستعدين لوقف الجهود لتوسيع نفوذهم الإقليمي. ولا يزال الجيش الوطني الليبي مسيطرا على الشرق وكذلك معظم حقول النفط الليبية في الجنوب. ولا توجد سلطة مركزية مستقرة في ليبيا منذ قيام معارضين مسلحين مدعومين من حلف شمال الأطلسي بإسقاط معمر القذافي عام 2011، وانقسمت البلاد في عام 2014 بين حكومتين متنافستين في الشرق والغرب.
شخصية مثيرة للانقسام
قال ولفرام لاتشر من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن الخطة المصرية تهدف إلى “تقليص نفوذ حفتر” من خلال توسيع دور صالح.
وحفتر شخصية مثيرة للانقسام بشدة وقد أطاحت حملته الأخيرة على طرابلس بعملية سلام قادتها الأمم المتحدة. ومن غير الواضح مقدار القبول الذي يمكن أن تجنيه أي مبادرة يقترحها حفتر أو حلفاؤه.
وفشلت محاولات عديدة لإبرام هدنة والعودة إلى المفاوضات على الرغم من أن الأمم المتحدة بدأت في إجراء محادثات منفصلة مع الجانبين لوقف إطلاق النار. ويقول دبلوماسيون إن الجهود التي تقودها مصر لتوحيد الجيش الليبي توقفت أيضا في وقت سابق بسبب مطالبة حفتر بأن يكون القائد الأعلى.
استئناف إنتاج النفط في الجنوب
وقال اثنان من مهندسي النفط في جنوب ليبيا إن الإنتاج في حقل الشرارة بدأ في العودة تدريجيا بعد أن أغلقته القوات المتمركزة في الشرق في يناير/كانون الثاني. ويمكن أن يساعد ذلك في تعزيز الموارد المالية لحكومة الوفاق الوطني بعد شهور من توقف الإيرادات تقريبا.
ومنذ يوم الخميس، فقد الجيش الوطني الليبي آخر موطئ قدمه له في طرابلس ثم ترهونة أهم معاقله في شمال غرب البلاد. وصباح السبت واصلت قوات حكومة الوفاق الوطني تقدمها مع انسحاب الجيش الوطني الليبي من منطقة الوشكة الواقعة غربي سرت.
وقال طارق مجريسي محلل الشؤون الليبية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن من المرجح أن تستمر قوات حكومة الوفاق الوطني في تقدمها إلى أن تواجه مقاومة. وأضاف أن أصوات العسكريين هي الأعلى في الوقت الحالي تدعمها مخاوف من أن حفتر والإمارات سيستغلان أي هدنة لتعزيز موقفه وشن هجمات مضادة.
فرانس24/رويترز/أ ف ب