كتابات

*ليس بعيداً عن (مچابرات) السويد*

 

*د. سعيد سالم الجريري*

 

يحمّلون دولة الحوثي في صنعاء كل خطايا العالم، حتى تظن أن مرحلة ما قبل دولة الحوثي كانت مثالاً جيداً، متناسين أن دولة الحوثي إياها ارتكبت خطأ بحق نفسها إذ غسلت خطايا من قبلها، فأطلقوا ألسنتهم عليها، كأنهم لم يكونوا مستنقع فساد وسقوط أخلاقي ذريع!

 

دولة الحوثي التي هي أسوأ خلف لأسوأ سلف تقارعهم بقوة، لا يملكون إزاءها إلا أن يكونوا أشبه بمليشيا تفاوض ميليشيا برعاية دولية. أي فانتازيا سياسية هذه التي يقدمونها، كاجلى ما تكون الفضيحة وهم لا يشعرون!

 

ميليشيا الشرعية التي تخر لدولة الحوثي الإجرامية صاغرةً بلا ندية حقيقية، كيف لها أن تقنع اي (مستندل) سياسي بأنها ذات مشروع وطني، خارج هلاميات ورقية، لزوم الانتهازية والنفعية الفجة باسم الوطن والدولة التي اختطفتها عصابة كما يخطف قطّاع الطريق شاحنة في طريق صحراوي؟

 

4 سنوات من الحرب على دولة الحوثي (المعترف بها دولياً) لم ينتج عنها سوى تضخم مستوظفي الجهاز الحكومي (الرّحّل) لميليشيا الشرعية، إلى درجة استعانتها بالفيسبوك لإعداد ملف الأسرى في عملية التبادل مع دولة الحوثي المليشياوية أيضاً!

 

هل تستطيع هذه الكائنات أن تصنع السلام في الشمال؟

( دع الجنوب جانباً فهو مسار آخر مستقل)

يبدو لي أن ميليشيا الشرعية (مخلفات نظام عفاش) لا تستطيع، وحسبها أن غسلت دولة الحوثي ملفات فسادها. أما دولة الحوثي فيلزمها أن ترشد انجرافها الميلشياوي، مادام هناك شعب لا يقاومها كما ينبغي، وقنوات تولول في (خلاها)، وقوات لا تتقدم نحوها لاستعادة عاصمتها صنعاء، وجُل ما تفعله لا يتعدى تحوير المثل الشعبي الحضرمي الشهير 🙁 ديف ديف في التبَب يا ثيف)!

إغلاق