كتابات

أختلاف الرأي وقلة الوعي

ريبون / كتابات

كتب / محمد حقص

بعيدا عن السياسة وتطبيع العلاقات.. عندما تتفق بالرأي مع أحدهم في العديد من القضايا والأفكار أمر جيد، لكن في حالة نشوب أي اختلاف بسيط لقضية معينة، يتم من خلالها تخوينك وتجريدك من وطنيتك بحجة مخالفة الرأي والفكر، وبالنظر لمعظم النقاشات في مواقع التواصل أو الواقع، ستلاحظ الأقصاء في التعبير عن الآراء، سواء للكتاب والصحفيين أو النشطاء أنفسهم، وبالميل لعدم تقبل الرأي والرأي الآخر.

انتشرت بالفترة الاخيرة عند البعض ظاهرة الاستماتة في سبيل التعبير عن وجهة نظره الشخصيّة، وتوجهه، أو الجهة الموالي لها، وذلك بالتعصب المفرط عمّن يخالف وجهات النظر ولو كانت حقيقية، وعدم أخذ القضايا من عدة محاور، وتسارع حدة التعصب المفرط، وعدم التريث لفهم الصواب بحكمة وموضوعية للطرف الآخر.

من خلال حضوري ورشة تدريبية اليوم؛ حول الصحافة من أجل التعايش، تطرق المدرب إلى نوعين من أنواع الصحافة ألا وهي #صحافة_السلام والتي يكون الهدف الأسمى منها الحيادية ومحاولة إيجاد حلول وسطية وتقبل جميع الآراء بدون إقصاء، بينما النوع الآخر وهو #صحافة_حرب، والتي يهمها – بشكل رئيسِ – الفائز أو الخاسر، بغض النظر عن القضايا الإنسانية ومع من تكمن الأحقيّة ولمن.

من خلال هذا الأنواع الصحفية وجدت أن معظم الناشطين والكتاب وليس بالضرورة منهم الصحفيين فقط، الاستخدام المفرط لإستراتيجة #صحافة_حرب، ولو كان بغير علم وليس بفكر حرب، فنجد معظم النقاشات المفعمة بالاقصاء وفرض الرأي والسعي لوجود فائز وخاسر فقط، مع عدم تقارب الآراء وأخذ وجهات النظر من أبعاد مختلفة، وفقا للاختلاف الثقافي وتفاوت مستوى التفكير، وذلك مما يسبب فجوة اجتماعية، وانعدام الفكر المستنير.

فإذا كنت منهم فاختلاف الرأي لن يؤذيك، وعلى طبيعة الحال أنت تدافع عن معتقداتك الشخصية فحسب.

إغلاق