أخبار العالم

الجامعة العربية تبحث هجوم إسرائيل على جنين.. وجهود مصرية لوقف التصعيد

ريبون نيوز -الشرق نيوز

أفادت مصادر مطلعة أن مصر تجري اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لوقف العملية العسكرية في جنين بالضفة الغربية المحتلة، وتجنب مواجهة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع، فيما قال مصدر في الرئاسة الفلسطينية إن السلطة “ستوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل بالكامل”، في وقت أعلنت الجامعة العربية عقدها اجتماعاً طارئاً الثلاثاء، لبحث الهجوم الإسرائيلي. وأضافت المصادر أن الجانب المصري أوضح خلال تلك الاتصالات، رفضه للخروقات التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي والتي تأتي على عكس ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات الأمنية التي عقدت في العقبة وشرم الشيخ وضمت مسؤولين من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ودانت القاهرة الاعتداء الإسرائيلي على مدينة جنين بالضفة الغربية، وأكدت الخارجية المصرية في بيان رسمي رفضها الكامل للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء من المدنيين في استخدام مفرط وعشوائي للقوة، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي والشرعية الدولية، لاسيما القانون الإنساني الدولي الذي يفرض التزامات واضحة ومحددة على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال. واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، عند الواحدة من بعد منتصف ليل الاثنين، مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، بعد سلسلة غارات جوية على المخيم. وقتلت القوات الإسرائيلية 9 فلسطينيين في عمليات قصف وإطلاق رصاص في جنين. جلسة عاجلة من جهتها، أفادت مصادر في الجامعة العربية لـ”الشرق”، بأن الجامعة ستعقد الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، بهدف بحث الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها. ويأتي هذا القرار بعدما أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك الاثنين، أنه تقدم بطلب لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية، لبحث التصعيد الإسرائيلي في جنين. وقال السفير الفلسطيني إن الاجتماع العاجل الذي سيعقد بناءً على طلب فلسطين وبالتنسيق مع مصر والأردن “سيبحث سبل التحرك الفعال على المستوى العربي والدولي لوقف هذا العدوان الإسرائيلي ومساءلة مرتكبيه وطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني”. اجتماع الفصائل وفي السياق، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة تلفزيونية، الأمناء العامين لكافة الفصائل، إلى اجتماع طارئ لمواجهة الهجوم الإسرائيلي على جنين ومخيمها. وطالب عباس المجتمع الدولي، بـ”توفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على إسرائيل”. وقف التنسيق الأمني إلى ذلك، قال مصدر كبير في مكتب الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، إن الجانب الفلسطيني سيوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل تماماً. وقال المصدر لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن الرئاسة الفلسطينية ستعمل أيضاً على عقد اجتماع عاجل للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية لبحث الأوضاع في جنين. وشدد المصدر على أنه رغم أن التنسيق الأمني “في أقل حالاته في هذه الفترة، سنتخذ قراراً بوقفه بشكل كامل”. وأضاف: “سيتم الإيعاز أيضاً لممثلنا في الأمم المتحدة للعمل على دعوة لعقد اجتماع عاجل للأمم المتحدة وكذلك دعوة الجامعة العربية لاجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية”. وقال المصدر إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجري اتصالات منذ الفجر “للعمل على لجم الاحتلال ووقف العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في جنين”. واستطرد: “الرئيس دعا قيادة اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس الحكومة وعدداً آخر من قيادات الشعب الفلسطيني والمستقلين لاجتماع عاجل الليلة لاتخاذ قرارات عاجلة وحاسمة”. كما أشار إلى إجراء عدة اتصالات مع الجانب الأميركي لمطالبته بالعمل على “وقف العدوان”. “تصعيد خطير”واعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، في تغريدة عبر تويتر، أن التصعيد الحالي في الضفة الغربية المحتلة “خطير للغاية”، مشيراً إلى أن العملية العسكرية الجديدة لإسرائيل تأتي “بعد شهور من التوترات المتصاعدة”. وشدد على ضرورة حماية السكان المدنيين، مشيراً إلى أنه على اتصال مباشر مع جميع الأطراف المعنية لتهدئة الموقف بشكل عاجل وضمان وصول المساعدات الإنسانية وإيصال الإمدادات الطبية وغيرها من الإمدادات الضرورية إلى جنين”. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين إن القوات الإسرائيلية قتلت تسعة فلسطينيين وأصابت 28 آخرين بينهم ثمانية بجروح خطيرة، خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت فى مدينة جنين ومخيمها، وكذلك في إطلاق نار في مدينة البيرة. وأضافت الوزارة أن من ضمن الضحايا ثلاثة سقطوا نتيجة القصف، فيما تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن جندياً أصيب بجروح طفيفة جراء شظية قنبلة يدوية أطلقها فلسطينيون خلال العملية في مخيم جنين. وأضاف في بيان أنه تم تحويل الجندي للعلاج الطبي في المستشفى وتم إبلاغ عائلته. إسرائيل: العملية مستمرة وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لـ “وكالة أنباء العالم العربي” الاثنين، إن العملية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في جنين ومخيمها “مستمرة حتى تحقق أهدافها وهي ضرب البنية التحتية للفصائل الفلسطينية التي تتخذ من جنين مركزاً لها”. وتابع: “نستهدف مقر قيادة يُستخدم كغرفة عمليات موحدة للفصائل المسلحة في المخيم جنين إضافة إلى (ملاذ) للمسلحين الفلسطينيين”. وكانت طائرات إسرائيلية قد استهدفت بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه. وفي أعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم ونشرت قناصتها فوق أسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم. وقال أدرعي إن الجيش الإسرائيلي “عثر على قطع أسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة جرى تفجيرها”، مشيراً إلى أن “القوات الإسرائيلية تسعى إلى الوصول إلى غرف السلاح وغرف قيادة ومقرات قيادة ومختبرات لتصنيع المتفجرات”. وأضاف أدرعي “العملية ليست محددة بجدول زمني ولكن مدتها تعتمد على إنجاز المهمة وهي إضعاف البنية التحتية لهذه المنظمات داخل المخيم.” وشدد على أن هذه العملية هي “خطوة من ضمن سلسلة خطوات أخرى اتخذت في الماضي وسوف تتخذ أيضاً في الأيام والأسابيع المقبلة لإضعاف حركتي الجهاد الاسلامي وحماس في مخيم جنين”.

إغلاق