أخبار العالم
تهريب ضابط في الحرس الثوري إلى صنعاء ليكون سفير طهران لدى مليشيا الحوثي
ريبون / وكالات
عززت إيران من دعمها السياسي والعسكري لميليشيا الحوثي الانقلابية، بإرسالها سفيراً معتمداً لدى الجماعة الموالية لها في صنعاء، وهو الأمر الذي أثار حالة من السخط والاستياء الواسع في اليمن، “بالتزامن مع دعوات للشرعية للرد على هذه الخطوة العدائية من قبل طهران”، كما قالت صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأشارت الصحيفة إلى أن طهران “تحاشت، طيلة سنوات، الاعتراف الرسمي المباشر بالجماعة الحوثية، قبل أن تقوم الجماعة، في أغسطس (آب) 2019، بتعيين القيادي المقرب من زعيم الجماعة، إبراهيم الديلمي، سفيراً مزعوماً لها في طهران وتقوم الأخيرة بالاعتراف به وتسليمه مقرات السفارة اليمنية”.
وجاء إعلان طهران، أمس الأول، في تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، نقلتها عنه وكالة أنباء “فارس”، قال فيها، إن “السفير الإيراني الجديد في اليمن حسن إیرلو وصل إلى صنعاء”، ووصفه بأنه “سفير فوق العادة ومطلق الصلاحية”.
وأكد المتحدث الإيراني أن إيرلو سيقدم قريباً نسخة من أوراق اعتماده لوزير خارجية الانقلاب الحوثي هشام شرف، كما سيقدم أوراق اعتماده لرئيس مجلس حكم الانقلاب مهدي المشاط.
اللافت في الأمر أن السفير الجديد، حسن إيرلو، جرى تهريبه إلى صنعاء ضمن الطائرة العمانية التي نقلت أسرى وجرحى حوثيين إلى صنعاء، وأقلت المعتقلين الأمريكيين، ورفات أمريكي ثالث.
وتقول المعلومات إن “إيرلو، الذي عيّنه النظام الايراني سفيراً في صنعاء، لم يتقلد أي منصب دبلوماسي من قبل، وهو ضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كما أنه شقيق أحد أبرز قادة الحرس الثوري الذين لقوا مصرعهم في الحرب العراقية الإيرانية”.
وفي حين لم تكشف إيران عن الطريقة التي وصل بها إيرلو إلى صنعاء، قالت “الشرق الأوسط” نقلاً عن مصادر مطلعة في صنعاء، بأنه وصل على متن طائرة عُمانية نقلت، الأربعاء الماضي، 283 جريحاً حوثياً كانوا يتلقون العلاج، ضمن صفقة مع واشنطن أفرجت الجماعة بموجبها عن معتقلين اثنين يحملان الجنسية الأميركية كما أفرجت عن رفات ثالث.
وأكدت وسائل إعلام الجماعة الحوثية، حينها، أن آخرين من عناصرها، لم تحدد عددهم، غادروا أيضاً صنعاء إلى مسقط لتلقي العلاج.
وقالت الصحيفة: “ويتهم ناشطون يمنيون الأمم المتحدة وطائراتها بتسهيل وصول القادة والخبراء الإيرانيين إلى اليمن للمساعدة في تثبيت حكم الانقلاب، والإسناد العسكري، ونقل تقنيات تصنيع المتفجرات، والتدريب على تجميع قطع الصواريخ والطائرات المسيرة المهربة”.
وأضافت: “وقبل أيام كانت وسائل إعلام حوثية أفادت بأن طائرة أممية نقلت القيادي عبدالله صبري، إلى دمشق، بعد أن عينته الجماعة سفيراً لها لدى النظام السوري، خلفاً للسفير السابق نائف القانص، كما ذكرت هذه الوسائل أن الجماعة ستعين القيادي والمنظر الموالي لها عبدالملك العجري ممثلاً لها في الدوحة”.
وتابعت: “ويقول الناشطون اليمنيون إن على الحكومة الشرعية الرد على الخطوة الإيرانية التي رأوا فيها انتهاكاً للسيادة، وإصرارا من قبل طهران على إطالة أمد الحرب وانتهاك القوانين والقرارات الدولية”.
يشار إلى أن الحكومة اليمنية كانت طلبت من مجلس الأمن الدولي إدانة تصرف النظام الإيراني على خلفية قيامه بالاعتراف بحكومة الانقلابيين الحوثيين، وتسليم السفارة اليمنية في طهران وبقية المقرات الدبلوماسية إلى الجماعة الحوثية.
واعتبرت البعثة اليمنية لدى الأمم المتحدة، في رسالة قدمتها العام الماضي إلى مجلس الأمن، أن ما قامت به طهران يعد “خرقاً لالتزامات إيران الدولية بموجب ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وقرار مجلس الأمن 2216”.
وقالت البعثة في خطابها: “إن الحكومة اليمنية تعتبر أن الدفاع عن قواعد القانون الدولي مهمة جماعية يجب أن تضطلع بها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وأن ما قام به النظام الإيراني يهدف لإحداث سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، مما يستدعى مواجهته من قبل مجلس الأمن حفاظاً على القواعد المنظمة للعلاقات الدولية”.
وكان اليمن قطع علاقته الدبلوماسية مع طهران بتاريخ 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وطالب النظام الإيراني، بمراعاة أحكام المادة 45 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961 وحماية مقر البعثة الدبلوماسية للجمهورية اليمنية بطهران وأموالها ومحفوظاتها.
ويعد القيادي الديلمي، المعين سفيراً مزعوماً في طهران، من المنتمين إلى سلالة زعيم الميليشيات، ومن أتباع الجماعة العقائديين الذي تلقوا تعليمهم الطائفي في إيران وفي الضاحية الجنوبية، كما كان مديراً لقناة “المسيرة” الحوثية التي يترأس مجلس إدارتها المتحدث باسم الجماعة ووزير خارجيتها الفعلي محمد عبدالسلام فليتة.
وبثت وسائل إيرانية، العام الماضي، صوراً للديلمي رفقة فليتة وقيادي آخر في الجماعة، أثناء لقائهم بالمرشد الإيراني علي خامنئي ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، وخلال لقاء ثلاثي ضم وفد الجماعة مع مسؤولين إيرانيين وسفراء بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا لدى طهران.
وحينها جاء الاعتراف الرسمي الإيراني بالجماعة بعد نقل فليتة رسالة خطية من عبدالملك الحوثي إلى المرشد الإيراني، تضمنت في نصها تقديم البيعة للأخير، واعتبار حكمه في طهران امتداداً للرسول الكريم وعلي بن أبي طالب، وفق ما ذكره الموقع الرسمي للمرشد خامنئي، وتكتمت عليه وسائل إعلام الجماعة.
من جانبه، نفى مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيثس، أمس الأحد، صحة الأخبار المتداولة بشأن نقل السفير الإيراني لدى الحوثيين على متن طائرة أممية إلى صنعاء.
وأوضح مكتب غريفيثس، أن “الأمم المتحدة لم تنظم أي رحلات جوية إلى صنعاء منذ تاريخ الخامس من أكتوبر الجاري”.