محلية
سمية بامقيشم.. فتاة في حضرموت فقدت أمها وتحدت بريشتها الإعاقة “صور”
ريبون / متابعات
أثناء وجودها بفناء مدرستها تلعب مع أقرانها، وهي في الثامنة من عمرها، دهستها حافلة نقل أصابتها بشلل الأطراف السفلية في العام 2007م.
كان ذلك في مدرسة عيديد للتعليم الأساسي للبنات بمدينة تريم شرق وادي حضرموت.
إرادة تخطت الإعاقة
وخلال جولته بمعرض نظمه منتدى فراشات الخير بكلية المجتمع بسيئون، رصد مراسل صحافيّ ميداني؛ الطالبة/ سمية عمر بامقيشم تقدم أعمالها في الخط والرسم وهي على كرسيها المتحرك.
المعرض تضمن لوحات للطالبة المعاقة سمية التي تدرس اليوم بالصف التاسع، في لوحاته رسمتها أناملها وامتدت من صغرها حتى اليوم.
سمية أشارت إلى أنها تهوى الرسم منذ سن الطفولة وحتى بعد الإعاقة إلى جانب فنون الخط بأنواعها.
حنان مفقود
وفي المعرض فاجأت سمية الحضور بلوحة مغطاة بقماش أحمر كتب أعلاها “لن أنساك”، أشارت للحضور بفتحها بعد إكمال جولتهم بالمعرض.
اللوحة المغطاة أرادت سمية أن تُعلم الحضور أنها لم تتمتع بحنان ودفء الأمومة لأنها فقدت أمها أثناء ولادتها بها.
وامتدت معاناة سمية، بعد أن فقدت قبل أيام من بدء المعرض خالتها (زوجة والدها) بعد فترة قصيرة من ولادتها.
قال والدها إنهم شجعوا سمية وبث روح الحماس للمشاركة بالمعرض وإكماله بعد أن سبق وفاة خالتها تحضيرات كبيرة.
معاناة الإصابة
وبعد إصابة سمية من دهس الحافلة، تم إسعافها إلى مستوصف عيديد الخيري ثم مستشفى تريم.
وأوجز تقرير المستشفى إصابات الطفلة بجروح وكدمات في مواقع متفرقة من الجسم وعدم قدرتها على تحريك رجليها.
ولعدم وجود الطبيب المختص تم نقل الطفلة سمية إلى مستشفى سيئون العام (حوالي 35 كيلومترا عن منزلها)، وهناك فوجئوا بطلب الطبيب الصيني المختص بنقل المصابة فوراً إلى صنعاء لخطورة إصابتها.
وقام والد الطفلة المصابة بنقلها على الفور إلى العاصمة صنعاء حيث تم إدخالها إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا والمستشفى الألماني الحديث وأجريت لها فحوصات وأشعة مختلفة.
وأكد الفحص الإكلينيكي أنها تعاني من فقدان تام في حركة الأطراف السفلية وفقدان الإحساس تحت مستوى القفص الصدري، بالإضافة إلى عدم قدرتها على التحكم بالبول.
وكشف فحص أشعة الرنين المغناطيسي وجود تورم في أنسجة الحبل الشوكي على طول الفقرات الظهرية، وقد وضعت تحت العلاج التحفظي كونها بحاجة إلى عملية جراحية تبلغ تكاليفها أكثر من نصف مليون ريال.
تميز ومشاركة
الإعاقة لم تمنع سمية من مواصلة مشوارها العلمي الفني حيث شاركت بمشروع “قيمتي في مدرستي” في نسخته الثانية، الذي نُفذ في خمس مدارس وثانويات بوادي حضرموت في شهر أبريل من العام الماضي لتطوير وتعزيز مستوى التزام الطلاب بقيم الأمانة والانضباط والنظافة والتطوع وتحسين البيئة المدرسية.
وفي لفتة إنسانية وتشجيعية للطالبة المتميزة سمية من الصف التاسع، لتحديها الصعوبات والعقبات، التي تواجهها تم تكريمها خلال فبراير الماضي، ضمن الطالبات المتميزات والمبدعات بمدرستها.