أخبار العالم

آبي أحمد يؤكد سيطرة القوات الإثيوبية على عاصمة تيغراي ومطاردة زعماء الجبهة الشعبية لتحرير الإقليم

ريبون / وكالات

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد السبت سيطرة قوات بلاده على مقلي عاصمة إقليم تيغراي. وقال أحمد في تغريدة على تويتر إن العمليات العسكرية بالإقليم قد اكتملت وتوجت بالسيطرة على عاصمته. وتوعد آبي أحمد الذي وصف الصراع الذي استمر ثلاثة أسابيع بكونه “شأنا داخليا” بإلقاء القبض على زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وتقديمهم إلى المحاكمة.

بدأت الحكومة الإثيوبية الأحد مطاردة لزعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا بعد إعلان أديس ابابا أن القوات الاتحادية سيطرت على مقلي عاصمة الإقليم وأن العمليات العسكرية اكتملت.

وتحاول حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد القضاء على  تمرد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وهي حزب سياسي قائم على أساس عرقي هيمن على الحكومة المركزية من 1991 إلى 2018.

وقال آبي مساء أمس السبت إن القوات الاتحادية سيطرت على مقلي خلال ساعات من شن هجوم هناك مما هدأ المخاوف من قتال طويل الأجل في المدينة التي يقطنها نصف مليون نسمة.

وقال رئيس الوزراء الذي يصف الصراع الذي استمر ثلاثة أسابيع بأنه شأن داخلي يتعلق بإعادة فرض القانون والنظام والذي رفض عروض الوساطة الدولية إن الشرطة الاتحادية ستحاول إلقاء القبض على “مجرمي” الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وتقديمهم للمحاكمة.

ومع ذلك قال قائد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي دبرصيون جبراميكائيل لرويترز في رسالة نصية مساء أمس السبت إن قوات الجبهة ستواصل القتال وهو ما أثار مخاوف من امتداد أجل الصراع.

ويُعتقد أن الآلاف قُتلوا، كما فر قرابة 44 ألفا إلى السودان منذ اندلاع القتال في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

وكان آبي قد قال على تويتر “يسرني أن أعلن أننا أكملنا وأوقفنا العمليات العسكرية في إقليم تيغراي”. وكان آبي قد أعلن في بيان قبل أقل من ساعة أن “الحكومة الاتحادية تسيطر الآن بشكل كامل على مدينة مقلي”.

غير أن دبرصيون جبرمكئيل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي كان قد قال في رسالة نصية لرويترز إن قواته لم تستسلم. وأضاف في رسالته “وحشيتهم لن تزيدنا إلا إصرارا على محاربة هؤلاء الغزاة حتى النهاية”.

وردا على سؤال من رويترز في رسالة نصية عما إذا كان ذلك يعني أن قواته ستستمر في القتال، أجاب دبرصيون “بالتأكيد. الأمر يتعلق بالدفاع عن حقنا في تقرير المصير”. ولم ترد الحكومة على ذلك حتى الآن.

كان آبي قد قال في بيانه إن الشرطة تبحث عن زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. وقال رئيس الوزراء، الذي وصف هجوم الحكومة بأنه عملية لاستعادة القانون والنظام “ستواصل الشرطة الاتحادية الآن مهمتها في اعتقال مجرمي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وتقديمهم إلى المحكمة”.

بين انتصار سريع وضربة استباقية!

ولم يتضح ما إذا كان أي من قادة الجبهة قد استسلم. وقال دبرصيون في رسالة نصية أخرى إن قواته بدأت الانسحاب من محيط مقلي. ومن الصعب التحقق من صحة ادعاءات الطرفين نظرا لانقطاع الاتصالات الهاتفية والإنترنت بالمنطقة بالإضافة إلى فرض قيود مشددة على دخول الإقليم منذ اندلاع القتال في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

وقالت السلطات في وقت سابق السبت إن القوات الحكومية في المرحلة الأخيرة من هجوم على الإقليم ولن تدخر جهدا في حماية المدنيين في مقلي التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة. وقال آبي إن الجيش حرر آلاف الجنود من وحدة القيادة الشمالية المتمركزة في إقليم تيغراي الذين كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تحتجزهم رهائن حسب وصفه.

وأكد آبي أن القوات الاتحادية سيطرت على “المطار والمؤسسات العامة ومكتب الإدارة الإقليمية وغيرها من المرافق الحيوية”. وأعطت الحكومة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي مهلة يوم الأحد الماضي لإلقاء السلاح أو مواجهة هجوم على مقلي. وانقضت هذه المهلة يوم الأربعاء.

وقال دبلوماسيون وخبراء في المنطقة إن الانتصار العسكري السريع الذي سعت إليه الحكومة قد لا يشير إلى نهاية الصراع.

وقال دبلوماسيان لرويترز إن من المرجح أن تكون قوات تيغراي قد انسحبت من مقلي قبل توغل الحكومة في المدينة مما يزيد احتمال نشوب حرب عصابات طويلة الأمد. ويرفض رئيس الوزراء حتى الآن أي جهود للوساطة ويتهم زعماء تيغراي بإشعال الحرب بمهاجمة قاعدة للقوات الإثيوبية في الإقليم.

وتقول الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إن الهجوم كان ضربة استباقية. ولإقليم تيغراي تاريخ من المقاومة بأسلوب حرب العصابات مع استغلال التضاريس الوعرة والحدود على مدى سنوات من الصراع المسلح في الثمانينات ضد حكومة ماركسية.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت القوات الاتحادية قد صادرت مخزونات من الأسلحة يوم السبت، وكانت الحكومة قد ذكرت خلال الأسبوع الأول من القتال أن أحد أهداف غاراتها الجوية كان العتاد العسكري الذي استولت عليه قوات تيغراي.

لا كلام عن الخسائر البشرية

ولم يشر آبي في تصريحاته إلى ما إذا كان هجوم الجيش للسيطرة على مقلي قد أسفر عن خسائر بشرية في صفوفه. وأبدت جماعات حقوقية قلقها من احتمال أن يسفر الهجوم على المدينة عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.

وقال دبرصيون لرويترز في رسائل نصية السبت إن مقلي تتعرض “لقصف كثيف”. وقالت بيليني سيوم المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء “القوات الإثيوبية لا تنفذ مهمة لقصف مدينتها وشعبها. تظل مقلي واحدة من أهم المدن الإثيوبية وجهود تقديم الزمرة الإجرامية للعدالة لا تنطوي على ’قصف’ تمييزي مثلما تلمح الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وأبواقها الدعائية”. واتهم دبرصيون الجيش الإريتري أيضا بعبور الحدود ومهاجمة مخيمات اللاجئين في تيغراي للقبض على اللاجئين الذين فروا من إريتريا في الماضي.

ولم ترد الحكومة الإريترية على اتصالات من رويترز منذ ما يربو على أسبوعين. وقال فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين يوم السبت إنه يشعر بقلق عميق إزاء 100 ألف لاجئ إريتري في إثيوبيا وما سماه بتقارير غير مؤكدة عن أعمال عنف ضدهم.

وهناك عداء شديد بين إريتريا والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي كانت تحكم إثيوبيا عندما نشبت الحرب بين البلدين بين عامي 1998 و2000. لكن العلاقات جيدة بين إريتريا وآبي. وتنفي الحكومة الإثيوبية اتهامات الجبهة الشعبية بأن هناك قوات إرتيرية تنفذ عمليات داخل إثيوبيا.

ويمثل سكان تيغراي نحو ستة في المئة من سكان إثيوبيا، وقد هيمنوا على الحكم حتى تولى آبي السلطة قبل عامين.

وتعهد آبي بتوحيد الإثيوبيين وتطبيق الحريات بعد سنوات من القمع الحكومي الذي أدى إلى سجن عشرات الآلاف من النشطاء السياسيين. كما قامت حكومته بمحاكمة كبار المسؤولين من تيغراي على ارتكاب جرائم مثل الفساد والتعذيب والقتل. واعتبر إقليم تيغراي تلك المحاكمات شكلا من التمييز.

فرانس24/رويترز

إغلاق