الثقافة والفن
(10 أيام قبل الزفة) في مهرجانات دولية بالهند
ريبون / متابعات
يشارك الفيلم اليمني (10 أيام قبل الزفة) في مهرجانات سينمائية دولية في الهند خلال النصف الثاني من شهر يناير الجاري. وبحسب الصفحة الخاصة بمنتجي الفيلم علی (الفيس بوك)، فسيتم عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان بونا السينمائي الدولي ومهرجان جايبور السينمائي الدولي. وخلال هذه المشاركة سيعرض الفيلم اليمني في دور عرض سينمائية في جايبور وبونا، إلی جانب عرضه أيضا في (بومباي) و(ناجبور) ضمن مهرجانات فرعية أخرى تتبع مهرجان بونا. وكان الفيلم الذي دشنت عروضه بعدن في 21 أغسطس 2018م، حقق نجاحاً جماهيرياً لافتاً قبل أن ينتقل الی أول مشاركة خارجية عبر عرضه في دور سينمائية بدولة الإمارات العربية المتحدة. كما أدرج هذا الفيلم ضمن قائمة تضم 87 فيلماً أجنبياً يتنافسون على جائزة أوسكار التي تقدمها سنوياً أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في الولايات المتحدة، وتعد من أرفع الجوائز السينمائية علی مستوی العالم. وتروي أحداث الفيلم قصة فتاة وشاب في عدن كانا على وشك الزواج، وبسبب الحرب التي شنها الحوثيون على المدينة في مارس 2015م، تأخر زواجهما لخسارتهما كل نقودهما في النزوح أثناء الحرب ومجابهة الأزمات التي خلفتها، ومنها غلاء الأسعار، وانعدام الخدمات، وانهيار العملة، وتدهور الاقتصاد. ويرصد الفيلم في إطار اجتماعي كوميدي رومانسي مشبع بالموسيقى والأغاني الجميلة والاستعراضات التراثية المتميزة، كيف حالت الحرب دون زفاف رشا ومأمون، بينما حاول العريسان باستماتة إتمام مراسم زفافهما. وحين تتبقى 10 أيام لزفافهما، تقف في طريقهما مجموعة من العقبات، كل عقبة تمثل بشكل أو آخر مشكلات اجتماعية يعاني منها الشعب اليمني في زمن الحرب. وتستعرض أحداث الفيلم رحلة رومانسية مليئة بالمفارقات الكوميدية يقطعها كل من رشا ومأمون في عشرة أيام بشكل ساخر، يمران خلالها بعدد من العقبات كالنزوح وتحكم تجار الحروب في مصائر النازحين، مروراً بالجماعات المسلحة وانتهاءً بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف باليمن. وعلی الرغم من كل تلك التحديات استمرت رشا ومأمون، يكافحان لمسابقة الزمن من أجل إتمام الزفاف في موعده المحدد خلال 10 أيام. وتتبدى المعاناة في وجه آخر من القصة التي يتداخل فيها ما هو اجتماعي يمس العلاقات الاجتماعية المتشابكة المصالح والقوى مع ما هو فردي متعلق بالقيمة الأخلاقية للجوهر الإنساني المستقل. يأتي في هذا السياق سليم (القريب) الذي يستغل ظرف مأمون ومعاناته ليزيد من ضغوطاته على أسرة الفتاة من أجل حسم اختيار الفتاة إياه زوجاً. ويعالج الفيلم العادات الاجتماعية في اليمن التي تمكّن الآباء من اتخاذ القرار المصيري لأبنائهم وبناتهم دون أي اعتبار لآرائهم الشخصية في اختيار شريك حياتهم، وهو ما فعله أبو رشا الذي أراد تزويجها بسليم. ويعود الفيلم ليرصد انتصار الحب وسط هذه التعقيدات وصعوبات الحياة المعيشية. فحين استسلم مأمون قفزت رشا من النافذة هاربة، وهي لحظات أخيرة وحاسمة كانت أن أفشلت بها حفلة عقدها غصبًا لقريبها سليم الذي لا تحبه.. قفزت وكلها ألم من خذلان حبيبها مأمون الذي وقع ضحية اليأس والإحباط. ورغم ذلك، فمتاعب الشاب مأمون الذي كافح من أجل خطيبته بطريقته الخاصة قد تكللت بالنجاح في حفلة فرائحية وسط ركام مخلفات الحرب. والفيلم من إخراج الشاب عمرو جمال، ومساعد مخرج مروان مفرق، وكاتبه مازن رفعت، والمنتج المنفذ محسن الخليفي ومشاركة ألمع نجوم السينما والمسرح في عدن. ووفقاً لمخرج الفيلم عمرو جمال فقد تم إنتاج الفيلم بميزانية ضئيلة لا تتجاوز 33 ألف دولار، واستمرت كتابة الفيلم في ورشة عمل مكثفة لمدة 4 أشهر، أعقبها بروفات مكثفة لطاقم العمل التمثيلي لمدة شهرين بالتوازي مع اختيار مواقع التصوير ومن ثم جری تصوير الفيلم في شهر واحد فقط. وضم طاقم الفيلم 48 ممثلاً وما يزيد عن 50 كومبارسا، بينما شارك خلف الكاميرا قرابة 80 شخصاً من مجالات مختلفة في التصوير والمونتاج والتأليف، وراقصون ومصممو جرافكس ومصممو بوسترات وفريق إعلامي وفنيون آخرون.