أخبار العالم

المصالحة القطرية السعودية: ترحيب عربي بنتائج قمة العلا لرأب صدع البيت الخليجي

ريبون / وكالات

توالت ردود الفعل العربية المرحبة بنتائج قمة العلا في السعودية، التي أنهت الثلاثاء الأزمة التي نشبت منذ أكثر من ثلاث سنوات في العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ودولة قطر من جهة أخرى. لكن السؤال المطروح هو ماذا بعد هذه المصالحة وكيف سيتم بناء الثقة من جديد؟

رحبت دول عربية ومنظمات دولية عديدة بنتائج قمة العلا الـ41 التي انعقدت الثلاثاء في السعودية بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إضافة إلى ممثلين من دول خليجية أخرى والولايات المتحدة.

وأكدت مخرجات القمة إنهاء الأزمة الخليجية التي اندلعت منذ أكثر من ثلاث سنوات بين السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر من جهة ودولة قطر من جهة أخرى، وأدت إلى غلق الحدود الجوية والبرية والبحرية بين هذه الدول وتوقيف جميع التبادلات التجارية والسياسية.

فيما شدد البيان الختامي على “عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها، وعلى تطوير العلاقات الراسخة، واحترام مبادئ حسن الجوار”.

وأشادت البحرين، التي غالبا ما تتبع السياسة السعودية، بـ”نجاح القمة”. وأعرب ملك هذه الدولة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في برقية عن “خالص تهانيه لولي العهد السعودي بنجاح اجتماع الدورة الـ 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي نظمت في مدينة العلا”، منوها بـ”دور الرياض في تطوير العمل الخليجي المشترك”.

القاهرة تثمن جهود الكويت

أما مصر التي شاركت بالقمة على مستوى وزير الخارجية سامح شكري، فقد أكدت أنها “تقدر وتثمّن كل جهد مخلص بُذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) وقطر، وفي مقدمتها جهود الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية”. ويذكر أن القاهرة قطعت علاقاتها مع الدوحة خلال الأزمة الخليجية وانحازت إلى السعودية والإمارات.

وحدة الصف وتذليل الخلافات مهما كانت”

من ناحيته، كتب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري في تغريدة على حسابه على توتير “قمة العلا تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك هو أمضى سلاح في مواجهة التحديات”، مضيفا “نتوجه للمناسبة بتحية لجهود وحرص قيادات مجلس التعاون الخليجي على وحدة الصف وتذليل الخلافات مهما كانت”.

وأكد الأردن عبر بيان نشرته وزارة الخارجية أن ما حدث بقمة العلا في السعودية يعد “إنجازا كبيرا لرأب الصدع وإنهاء الأزمة الخليجية وعودة العلاقات الأخوية إلى مجراها الطبيعي”.

هذا، ورحب العراق أيضا بمخرجات القمة حيث اتصل رئيس البلاد برهم صالح بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هنأه بالتوقيع على اتفاق المصالحة الخليجية وأكد له أن “التوقيع على بيان العلا والبيان الختامي للقمة الخليجية يعزز مسيرة مجلس التعاون ووحدة الصف الخليجي والعربي بشكل عام”.

“الإنجاز المهم والكبير”

في شمال أفريقيا، أعربت الخارجية المغربية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج عن ارتياح المملكة للتطور الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، وللتوقيع على “إعلان العلا”، منوهة أن “أملها هي أن تشكل هذه الخطوات “بداية للم الشمل، وبناء الثقة المتبادلة، وتجاوز الأزمة بهدف تعزيز وحدة البيت الخليجي”.

في ليبيا، هنأ فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية المقربة من قطر قادة الدول الخليجية بـ”هذا الإنجاز المهم والكبير”، حسب قوله، فيما شدد على “بناء هذا الاتفاق من أجل ترسيخ الالتزام الكامل بمبادئ الاحترام المتبادل وسيادة الدول ووحدتها الوطنية، وضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار، وتعزيز التعاون الاستراتيجي البناء في كامل الوطن العربي، وإقامة شراكات بين الدول العربية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وترسيخ العمل الاقتصادي العربي المشترك”.

ماذا بعد القمة الخليجية؟

وإلى ذلك، رحبت منظمات دولية وعربية بنتائج القمة الخليجية من بينها الأمم المتحدة التي ثمنت دور الذين “عملوا بلا كلل من أجل رأب الصدع الخليجي، ولا سيما دولة الكويت”.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام، “نأمل من جميع الدول المتورطة في النزاع أن تتصرف بإيجابية لمواصلة حل خلافاتها، وتأكيد أهمية وحدة الخليج للسلام والأمن والتنمية في المنطقة”.

نفس العبارات تقريبا استخدمتها الجامعة العربية، التي أكدت أن “أي تحرك فعّال يؤدي إلى تصفية الأجواء العربية، ويصب في صالح النظام العربي الجماعي، محل ترحيب، ويعزز من قوة الجامعة العربية وتأثيرها”.

ولم يأت من الجزائر وتونس أي رد فعل لغاية الآن بشأن هذا اللقاء الذي عقد في مدينة العلا السعودية الذي كسر الجليد بين قطر والسعودية بعد حصار فرضته هذه الأخيرة رفقة أبوظبي والبحرين والقاهرة على الدوحة لمدة ثلاث سنوات تقريبا.

ويبقى السؤال المطروح هل ستعود العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي كما كانت عليه قبل ثلاث سنوات أم ستجد هذه الدول صعوبات لطي بشكل كامل وصريح صفحة الخلافات التي هزت البيت الخليجي؟

فرانس24

إغلاق