كتابات

القراءة عادة جميلة هجرها كثير من المتعلمين !!

ريبون / خاص

القراة عادة جميلة هجرها كثير من المتعلمين للأسف الشديد ، أما بسبب الضغوطات اليومية للحياة ، أو يعود ذلك إلى إنصراف  المتعلم  إلى أمور أخرى  ، تلهيه عن القراءة  ، يقضي وقتا طويلا  مثلا أمام شاشة التلفاز ، أو مع النت ، أو ممارسة هوايات أخرى  ، فنجد أن الشاب مجرد مايتخرج من الجامعة ، تبدأ القطيعة بينه وبين الكتاب إلا ماندر ، ولذلك نجد كثيرا من الخريجين ، ثقافتهم ضحلة جدا ، معرفتهم لاتتجاوز حدود تخصصهم  ، ويواجهون  صعوبة كبيرة في صياغة موضوع بلغة سليمة ، خال من الأخطاء الإملائية  واللغوية ، مدينة سيؤن بها مكتبات كثيرة عامرة بالكتب القيمة ، لكنها فقيرة بالقراء تشكو حالها ، هناك مكتبات في المساجد والمدراس ، في نادي المعلم ، والمعلمون هم الشريحة  المتعلمة والواعية في المجتمع  ، المفروض أن يكون المعلىم  أكثر إرتباطا بالكتاب بحكم عمله ، لكن الحاصل  العكس ، مكتبة نادي  المعلم الواقعة في مدينة سيؤن ،  بما فيها من كتب قيمة ، لا يرتادها إلا القليل من المعلمين ،بينما الصالات  الأخرى  روادها كثيرون .

القراءة هي من المشكلات العامة ، التي تواجها المجتمعات العربية  بشكل عام فأمة إقرأ لا تقرأ للأسف الشديد ، والقراءة   هي عادة حسنة يمكن غرسها في الأبناء

يقوم بها الآباء من خلال توفير مكتبة في  البيت متواضعة وتشجيع الأبناء على ارتيادها  ، وكذلك المدارس المفروض أن تستغل حصص  الفراغ  وحصص النشاطات للاستفادة منها في المكتبات  لتعويد الطلاب على حب القراءة  ، واقامة النشاطات  والمسابقات  وتقديم الحوافز والجوائز كأي نشاط  من النشاطات الأخرى ، لعلَ  المدرسة  تسهم  في  غرس حب القراءة  في  نفوس  طلابها وإحياء هذه العادة الجميلة التي هجرها الجميع  .

للكتاب مزايا كثيرة : الكتاب جار بار ، ومعلم خاضع ، ورفيق مطيع  لايعصيك أبدا ، هل رأيت معلماً يخضع للتلميذ ، كذلك الكتاب يخضع للقارئ ، وكذالك فهو صاحب كفء ، وشجرة معمرة  دائما مثمرة ، يجمع الحكم الحسنة ، والعقول الناضجة  وأخبار العصور الماضية ، والبلاد المترامية ، يجلو العقل ويٌشحذ  الذهن ، ويوسع الأفق ، ويقوي العزيمة ، ويؤنس الوحشة ، يٌفيد ولايستفيد ،يعطي ولايأخذ ، :

نعم الأنيس إذا خلوت كتابٌ

تلهو به إذا خانك الأصحاب

لا مفشيا سراً إذا استودعته

وتنال منه حكمة وصواب

والقراءة وسيلة هامة من أجل محاربة التوتر النفسي  ، ولكن عليك أن تعرف كيف تختلي بنفسك ، ومن أفضل الوسائل للإختلاء بالنفس ،دون أن تقع فريسة للهواجس  والأفكار القاتلة، أن تلجأ للقراءة ، ولكن  شريطة الإبتعاد عن الكتب أوالجرائد  المثيرة للأعصاب ، والكتب التي  تخيفك من المستقبل  ، وتجعلك تتوجس من كل  الأشخاص الذين تتعامل معهم  .

هناك  عوامل أخرى ، لعلّها  سبب ،  بشكل أو بآخر  في إحجام الكثير عن القراءة  ، يمكن تحديدها فيما يلي :

أولا : العوامل النفسية ، القراءة تحتاج  إلى أجواء نفسية هادئة بعيدةعن التوترات  ، الناتجة عن عدم الاستقرارالسياسي والأمني  والحروب والإنقلابات العسكرية ، التي تشهدها الساحة العربية

ثانياً : العوامل الإقتصادية : تدني مستوى  دخل الفرد العربي في كثير من البلدان العربية ، ًوإرتفاع  الأسعار  وتكاليف الحياة  الباهضة ، ممايجعل المتعلم  يصرف جهده وطاقته لتحسين دخله الشهري ، وتأمين  متطلبات  أسرته

ثالثا: إرتفاع قيمة الكتاب ، مقارنة بدخل الفرد  ، فالكتاب يعتبر من وسائل الترف ، التي لايستطيع صاحب الدخل المحدود إقتناءه .

رابعا : انتشار الأمية بشكل كبير وواسع في البلاد العربية

خامساً :  الحاكم العربي لايهتم  كثيرا بالجوانب الثقافية والعلمية ، بقدر إهتمامه بالجوانب العسكرية ، لتأمين حكمه .

لابديل على الإطلاق عن الكتاب ، على الرغم من توفر الكثير  من الوسائل العصرية للإطلاع والحصول  عاى المعلومات ، فهو الكنز الذي لايقاس بثمن أبداً .

الأستاذ / فرج عوض طاحس

سيؤن / حضرموت

إغلاق