تقارير وتحقيقات

أزمة المياه .. وحرق النفايات .. والطريق ثالوث يعمق معاناة أهالي بروج حضرموت!

ريبون / تقرير/ خاص

أزمة مياه حادة وتلوث بيئي وطريق غير معبد , ثالوث يعمق من معاناة أهالي منطقة بروج إحدى ضواحي مدينة القطن بحضرموت ” شرقي اليمن ” وعلى الرغم من مناشداتهم المتكررة وشكاويهم للسلطات المحلية والوعود المعسولة بإنقاذهم ووضع حلول عاجلة لتدهور الخدمات في هذه المنطقة التي تضم أكثر من الفي منزل ويسكن بها الآلاف من الأسر إلا أن شيئاً لم يكن إذ لازالت المعاناة مستمرة .

” مكب النفايات ”

مكب النفايات دليل ملموس عن التعدي الصارخ على البيئة، حيث تقع هذه المفرغة في مكان محاذي للمنطقة المأهولة بالسكان خصوصاً عندما يتم حرق النفايات إضافة الى الروائح الكريهة التي تنبعث منها وتقلق الساكنين وتسبب لهم الأمراض الصدرية , وهذا مجرد مثال من كومة كبيرة من الأمثلة التي طغت على الحياة اليومية وتنتشر على طول الطريق العام وفي الأسواق والتي تشكل الديكور المشوه للمدينة خصوصاً ولوادي حضرموت عامة.
ورغم وعود السلطات المحلية على مختلف المستويات لمعالجة هذا الملف، إلا أن شيئا لم يحدث من ذلك ليغير من هذا الواقع المرير.

“رحلة البحث عن الماء”

قال تعالى ” وجعلنا من الماء كل شيء حي ” صدق الله العظيم , فالماء ضروري للحياة ونعمت عظيمة فمن فقدها فقد الحياة , فحالهم كحال الباحث عن الماء في الصحراء أو كالبيد في الصحراء يقتلها الظمأ , رحلة البحث عن الماء معاناة تضاف لأهالي هذه المنطقة وخصوصاً في فصل الصيف بسبب ضعف الماء وعدم وصوله الى منازلهم , لذلك فقد لجأ المواطنون في هذه المنطقة لشراء المياه بأسعار عالية، وتزايدت معاناة الأهالي بسبب جشع أصحاب الصهاريج، وباتت صرخات المواطنين ترتفع مطالبة الجهات المعنية العمل على حل هذه المشكلة والحد من معاناتهم اليومية التي يعيشونها في فصل الصيف من كل عام الذي يتم تقليل المياه فيه بشكل كبير،

” مطالب ومناشدات ”
عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطلق عدد من أهالي المنطقة مراراً وتكراراً مطالب ومناشدات للسلطات بسفلتت الطريق الذي يصل المنطقة بالخط العام لمدينة القطن وإيجاد حلول عاجلة لمكب القمامة والنفايات التي تسبب لهم الأوبئة والأمراض نتيجة حرقها وانبعاث الروائح الكريهة منها, أضافة الى النقص الحاد في مياه الشرب سيما في فصل الصيف
وحمل الأهالي السلطات كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية في حالة انتشار الأمراض والأوبئة أو خسائر في الأرواح بسبب الدخان المتصاعد من مقلب القمامة الذي يغطي المنطقة بالدخان بشكل شبه يومي.

الى ذلك قال المواطن عيضة يسلم : ” معاناتنا مستمرة رغم المناشدة والوعود المعسولة إلا اننا نواجه مشاكل صحية وبيئية بسبب حرق مكب القمامة الواقع بجانب المنطقة حيث ينبعث منها الدخان والروائح الكريهة التي تفاقم معاناة مرضى الربو والصدر خصوصاً اننا في فصل الصيف عند تشغيل المكيفات تقوم بشفطها الى الغرف ” مضيفاً انه بسبب هذا التلوث هناك ثلاثة أشخاص فقدوا حياتهم بسبب الأمراض الصدرية ” أضافة الى بعد المنطقة من مركز المدينة والطريق الغير معبد مما ساهم في تأخير وصول بعض الحالات المرضية الى المستشفى العام بالمدينة , لافتاُ الى ان معاناتهم مستمرة وفاقم منها النقص الحاد في المياه حيث لا يصل الينا إلا نادراً ولذلك نضطر الى شراء وايتات الماء ”

” إيضاح ”
وحول مكب القمامة وعملية إحراقه قال مسؤول وحدة النظافة عماد حمد : ” ان المشكلة تكمن في وجود فيئة يطلق عليهم المهمشين ساكنين بالقرب من المكب حيث يقوموا بحرق المكب للبحث عن الخردة والأسلاك المعدنية والنحاسية لبيعها ” مضيفاُ : ” ان السلطات حاولت مراراً إقناعهم بعودتهم الى مواقع تواجدهم السابقة بالقرب من منطقة بن عيفان إلا انها يذهبوا ومن ثم يعودوا فجأة للبحث عن تلك الخردوات ويقوموا بحرق النفايات ” لذلك فأننا بحاجة لقرار صارم لإبعادهم نهائياُ عن هذا الموقع ” ولازالت مطالبة السلطات مستمرة في هذا الشأن ”

” البحث عن الماء ”

شبه مواطنون معاناتهم تلك برحلة البحث عن الماء بالعيش في العصر البدائي حيث قال المواطن محمد مبارك :” منذ قرابة ستين يوماً ونحن دون ماء حيث أنقطع عن منطقتنا دون معرفة الأسباب خصوصاً أثناء النهار ونعاني كثيراً من نقص المياه حيث نقوم بشراء المياه بأسعار عالية “سعر البرميل لمياه الشرب ب 4000 ريال والمياه العادية يصل الوايت 15000 ريال ، وكأننا نعيش عصر الإنسان البدائي نبحث عن الماء، وإذا ما استمرت هذه المشكلة ستنتشر الأمراض الجلدية لذا نتمنى من الجهات المعنية تفادي هذه المشكلة والعمل على تأمين المياه”

فيما عبر المواطن قطيان مبارك بالقول :” كيف لنا أن نعيش من غير ماء!!! ومن المعروف أن الماء وسيلة لتحقيق النظافة التي تعتبر عنوان الرقي والتحضر إلا أن الماء لا يزور بيوتنا إلا في المساء” ولذلك نضطر للبحث عنه منذ الصباح بحيث نذهب للآبار الارتوازية لجلبه من هناك إضافة الى شراء الوايتات ” الصهاريج” التي تكلفنا مبالغ باهظة ” مضيفاً ان الوضع صعب وبتنا في حيرة من أمرنا هل نشقى على العمل وهو ضروري للحياة ام للغذاء والملبس والكماليات الأخرى في ظل أوضاع معيشية صعبة ”

بدوره تحدث المواطن مبارك سالمين عن مشكلة المياه التي لا تفي الاحتياجات اليومية وقال: “نعاني من قلة المياه حيث يتم قطع الماء يومياً وإذا وصل يكون ضعيف جداً” وكوننا بحاجة ماسة للمياه نرجو من الجهات المعنية الوقوف على هذه المشكلة وحلها لأن المياه من الضروريات التي لا نستطيع العيش من دونها “مؤكداً انهم ناشدوا وطالبوا الجهات المسؤولة بالمديرية وضع حلول لمشكلة المياه بمنطقتهم ولكننا لازلنا في الانتظار ”

وبهذا الصدد قام مراسلنا بزيارة مؤسسة المياه لإيصال معاناة الأهالي من نقص المياه، ولمعرفة أسباب هذه المشكلة والاجراءات التي يتم اتخاذها لتفادي هذه المشكلة والتقليل من معاناتهم وتوفير المياه وماهي الخطوة التي يتم اتخاذها في الوقت الراهن وبالأخص في فصل الصيف ومع قلة المياه سوف تظهر العديد من الأزمات التي تؤثر سلباً على المواطنين بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

مسؤول مؤسسة المياه المحلية بالقطن “مازن العي” أكد أن المناطق التي تقع في نهاية الشبكات هي مناطق عالية وهي التي تعاني دائماً من مشكلة المياه خصوصاً في فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة مما يؤدي الى مضاعفة الاستهلاك وبالتالي المناطق البعيدة والمرتفعة لم تصلها المياه ” إضافة الى ذلك ضعف الكهرباء مما يتسبب في نقص الفولتية المطلوبة لعمل مولدات المضخات وبالتالي يقل الإنتاج , مشيراً الى انهم قاموا بمخاطبة السلطة المحلية بالمديرية حول الضعف الشديد في خط الكهرباء المغذي لحقول المياه والذي يصل قياس الفولتية بين الفيزات الى 298 فولت مما يسبب الضرر بالمحركات الغاطسة وكذا ضعف إنتاج المياه ” مؤكداً انهم سبق وأن خاطبوا مؤسسة الكهرباء للإيضاح حول الضعف وأكدوا لهم ان الضعف من الإرسالية التي انخفضت من 32 – 21 ألف فولت ” لافتاً ان الضعف خصوصاً في فصل الصيف لا يشمل المناطق البعيدة فقط وإنما البيوت المرتفعة والعالية ”

إغلاق