محلية

الناشطون الشباب يناقشون مفهوم الفيدرالية ودورها في بناء الثقة السياسية والأمن والسلام

ريبون/ متابعات

أقامت مؤسسة أنصار تنمية وحماية المجتمع، الثلاثاء، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش آيبرت الألمانية – مكتب اليمن، الندوة الأولى من سلسلة ندوات حول: “الفيدرالية بين بناء الثقة السياسية والأمن والسلام”.

واستهدفت الندوة فئة الشباب، الناشطين في المجال السياسي والحقوقي والإعلامي، وستتبعها خلال اليومين القادمين ندوات أخرى حول ذات الموضوع، تستهدف أعضاء الأحزاب والقوى والمكونات السياسية، ومنظمات المجتمع المدني والنساء الناشطات.

واعتبر وكيل محافظة عدن لقطاع الشباب، عبدالرؤوف السقاف، هذه الندوة بأنها تعمل على تنمية الشباب فكريًا وسياسيًا؛ تمهيدًا لإشراكهم في صنع ملامح مستقبل الوطن، آملاً الخروج بالفائدة المرجوة من مثل هذه الفعاليات.

مشيدًا بدور مؤسستي أنصار تنمية وحماية المجتمع وفريدريش آيبرت الألمانية على جهودهم في التركيز على فئة مهمة مثل فئة الشباب، التي يعول عليها في تغيير الواقع الذي نعيشه إلى الأحسن.

بينما أشارت رئيسة مؤسسة أنصار تنمية وحماية المجتمع، أقدار مختار إلى أهمية الندوات الفكرية في صقل معارف الشباب وتطوير مستوى استيعابهم للأحداث السياسية التي تدور في محيطهم ومجتمعهم، وتكوين تصورات فعالة تجاهها.

وأثنت على التعاون والشراكة الوثيقة مع مؤسسة فريدريش آيبرت والتنسيق المشترك لإحداث حراك فكري وسياسي مجتمعي يستفيد منه الشباب.

بينما تطرق مدير مكتب مؤسسة فريدريش آيبرت الألمانية في اليمن، محمود قياح، إلى التجارب العالمية في الفيدرالية، معتبرًا إياها شكلا من أشكال الحكم تتبعه الدول؛ لتجنب الصراعات أو لإيجاد آلية تناسب الجميع في توزيع السلطة والثروة.

داعيًا الشباب إلى استثمار مثل هذه الفعاليات والندوات والاستزادة من المعارف السياسية والفكرية لتنمية ثقافتهم، حتى يكونوا على اطلاع وفهم متواصل، تحقيقًا للسلام في هذا الوطن.

وأدارت الندوة المحامية والناشطة الحقوقية، عفراء الحريري، التي تحدثت عن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي اختلفت حولها القوى السياسية اليمنية، مشيرةً إلى أن الخلافات ما زالت مستمرة حول مفهوم مصطلح الفيدرالية وكيفية تطبيقه على الواقع اليمني.

وفي الندوة، قدم الباحث في الشئون الفيدرالية، عمار السوائي ورقة العمل الرئيسية والتي تناولت “تاريخ اللامركزية السياسية في اليمن القديم”.

مستعرضًا تجارب الدول اليمنية القديمة، والتي تعايشت فيما بينها بناءً على “المصلحة”، وهذا الأساس هو ما ساعد على تزامن وجود أكثر من دولة يمنية قديمة في نفس الفترة دون أن تلغي إحداها الأخرى.

كما تحدث الباحث السوائي عن المعايير التي تفرض على هذه الدولة أو تلك اللجوء إلى خيار الفيدرالية، كالطبيعة الجغرافية، أو التعدد الإثني والثقافي والديني، مشيرًا إلى أن هناك العديد من التجارب الفيدرالية في كل أنحاء العالم تختلف عن بعضها تلبعض، ولا توجد تجربتين متشابهتين.

وعمل الباحث عمار السوائي على إسقاط الكثير من تجارب اللامركزية في التاريخ اليمني القديم على الواقع الحالي اليوم، وما يعانيه هذا الواقع من تجاذبات وانقسامات، ومدى إمكانية تطبيق الفيدرالية في ظل هذا الوضع.

عقب ذلك فُتح باب النقاش بين الحاضرين، والذين أثروا الندوة، وساهموا في مزيد من إغناء أفكارها وربطها بمشاكل الواقع السياسي الذي تعيشه البلاد اليوم.

إغلاق