متابعات

وحدين: التصالح والتسامح بحاجة إلى تطوير وتوسيع

ألقى رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول للحراك السلمي «مؤتمر القاهرة»، عبدالمجيد وحدين، أمس، كلمة خلال تشكيل قيادة للمؤتمر في مديرية حجر بحضرموت، شدد خلالها على ضرورة تجسيد مبدأ التصالح والتسامح على الواقع الجنوب، داعيا إلى مزيد من التلاحم بين القوى السياسية والابتعاد عن سياسة الإقصاء، محذرا في الوقت ذاته من ادعاء التمثيل دون توافق.

ولأهمية الكلمة تنشر «الأيام» أبرز ماورد فيها تاليا:
«نحن اليوم نعيش أجواء 13 يناير ذكرى التصالح التسامح وبهذه المناسبة أحيي أرواح الشهداء ودماء الجرحى خلال المسيرة الطويلة منذ 11 سنة.

– التصالح والتسامح كقيمة إنسانية خطوة كبيرة ممتازة ترتب عليها الكثير ومنها انطلاق الحراك، ومع ذلك فإن التسامح بحاجة إلى تطوير وتوسيع من الناحية الأفقية والرأسية.

– بحاجة ايضا الى حركة مجتمعية واسعة لا تتوقف عند محطة تاريخية معينة بل تمتد إلى ما قبل الاستقلال وصولا إلى الوقت الحاضر، بحيث تغطي كافة المناطق والفئات الاجتماعية.

– من المهم ايضا أن لا يتحول احياء ذكرى التصالح الى نوع من الطقوس الاحتفالية فقط، وأتمنى في هذا اليوم ان تصاحب هذه الاحتفالات والابتهاجات بالذكرى خطوة عملية لتجسيد التصالح والتسامح، كأن يعقد لقاء للمكونات الجنوبية لإزالة الحواجز وإذابة الجليد بينها وأن نخطو خطوة عملية باتجاه وحدة الصف الجنوبي. هذا سيكون له قيمة اكبر .

– خلال الفترة الماضية بُذِلت الكثير من الجهود من اجل ترجمة التصالح والتسامح الى ممارسة، ليس فقط شعارات والممارس شيء عكس الشعار.

– يمكن القول أن «مؤتمر القاهرة» اكثر المحاولات الجادة لتجسيد مبدأ التصالح التسامح من 2011م، لأنه كان هناك حرص على مشاركة ممثلين عن كل المراحل التاريخية منذ ماقبل الاستقلال وبعد الاستقلال ومرحلة ما بعد الوحدة 90م، ولكن لا نكتفي بالقول هذا كل شيء بل بحاجة الى توسيع وتطوير مبدأ التصالح والتسامح وتحويله الى ثقافة وممارسة على الارض، ولا يُكتفى بالاحتفالات السنوي.

– يأتي هذا الاجتماع ونحن نمر بمرحلة دقيقة سيتم من خلالها رسم خارطة المستقبل.
– نعتبر الكثير من الخلافات البينية الجنوبية ليس لها أساس موضوعي.

– النسبة الكاسحة من الجنوبيين سواء من المكونات أو المستقلين هم مع استعادة الدولة تحت اَي عنوان. تسمية تحرير واستقلال، تسميه استعادة الدولة، تسميه تقرير مصير، المهم بالعربي نريد دولة الجنوب تعود دولة مستقلة ذات سيادة.
– الخلافات التي بيننا لا تستحق كل هذا الصراع وهي في الاخير تضعفنا.
– جاءت عاصفة الحزم ونحن مشتتون، اشترك الجنوبيون في الحرب وشاركوا مع التحالف ودخلوا مع السلطة، لكن كلها كانت اجتهادات فردية لم تكن هناك رؤية موحدة، وهذا أضعف موقفنا، لأنه لو دخلنا موحدين كنا سندخل على ضوء ما لنا وما علينا؟ وإلا لكنا موجودين في العملية السياسية، فالجنوبيون الوحيدون الذين حققوا انتصارات ناجزة وهم كما قلتها سابقا في الغيل الوحيدون الذين بيضوا وجه التحالف والشرعية.. لكننا غير موجودين في العملية السياسية بالشكل والحجم الذي يتناسب مع حجم مساهمتنا وحجم تضحياتنا ويستجيب لتطلعاتنا.

– وبسبب التباين في الشعارات والطرح منذ بدء الحراك وربما منذ 1994 بعد الغزو الاول اصبح الجنوب الخاسر الأول في السياسة رغم أنه الرابح الاول في الحرب، لكن بدانا نشعر بعد عاصفة الحزم بنوع من التراجع فيما يتعلق بطرح القضايا الرئيسيّة واهداف شعب الجنوب.

– غياب الرؤية الموضوعية كان علتنا ، حتى جاء مؤتمر القاهرة وهو بحق المحاولة الاولى لتوحيد الصف الجنوبي والدعوة شملت كل التعبيرات السياسية للحراك وقتذاك، وقدم رؤية موضوعية مكتوبة وموزعة في الداخل والخارج حينها. صحيح بعد هذه السنين بحاجة الى تحديث لكنها من حيث الجوهر نرى أنها موضوعية وأصبحت محل تبني لكثير من الأطراف في الداخل بعد ان كانت محل تخوين وهجوم من أطراف كبيرة من داخلنا وخارجنا لكن دارت الأيام ورجع الذين كانو يهاجموها يتبنوها فهي تتلخص في التمسك بحق تقرير المصير بعد مرحلة انتقالية. دولة اتحادية من إقليمين، شمال وجنوب، يتبعها استفتاء لشعب الجنوب.

– أعتقد أن هذه الرؤية مازالت الأكثر موضوعية والأكثر قبولا على مختلف المستويات الإقليمية والدولية ولكن يجب ان تتوحد حولها المواقف.
– ايضا من المشاكل التي نواجهها اليوم هي معايير التمثيل، فـ «مؤتمر القاهرة» تبنى معايير موضوعية تراعي التمثيل المتوازن، ليس لأطراف معينة او مناطق معينة سواء كان على مستوى جغرافي أو مستوى سياسي الاستحواذ على الهيئات في مختلف المستويات.

– كان ضمن المعايير ان لعدن كعاصمة وحضرموت كمساحة وسكّان وموارد رقما متساويا في التمثيل على جميع المستويات والهيئات، وبقية المحافظات رقم أقل.
– مثلا اذا كان لعدن وحضرموت رقم 10 لكل واحدة، سيكون لبقية المحافظات 7 أو 8، كمثال فقط، لأن بدون المعايير المتوافق عليها والمقنعة سندخل في مشاكل.

– في المرحلة السابقة لم نكن موجودين في المفاوضات بسبب عدم توحدنا.
– نحن الجنوبيين يجب أن نكون موجودين في المرحلة القادمة من المفاوضات لكن برأي موحد ورؤية موحدة لأننا إذا لم نكن كذلك في هذه المرحلة الحساسة سيأتون بآخرين يمثلون الجنوب مثلما حصل في عملية الحوار الوطني لأننا قاطعناه، مضوا بمشاركة اخرين وأنتم عارفون كيف تمت العملية.

– حان الوقت للانتقال من الاستعداد اللفظي للحوار الجنوبي الجنوبي إلى الممارسة العملية والبدء بخطوات عملية استكمالا لما بذل من جهود في 2017 والتي توصلنا فيها الى ان الانتقالي ممكن يكون نواة يبنى عليها من خلال مراجعة شاملة للقوائم والوثائق، بحيث نحصل على مكون جنوبي يستوعب الكل ويوجد نوع من التوازن في المتمثل على المستوى السياسي والمستوى الجغرافي، أو أن نذهب الى مؤتمر جنوبي والبدء من جديد.

– نأمل أن نحقق شيئا في الفترة القريبة القادمة ونتجاوز هذه المعضلة.
– لا يمكن لأي طرف الاستقواء بأي طرف وإقصاء الاطراف في العملية السياسية ولا يمكن لأي طرف الادعاء بانه هو الممثل الشرعي الوحيد دون توافق، لذلك يجب ان نستفيد من اخطاء الماضي.. صحيح لا يمكن تحقيق اجماع توافق بنسبة 100 %، إلا أن هناك توافقا في حدود نسبة مقبولة لدى الأطراف الإقليمية والدولية وفِي نفس الوقت تكون مقبولة على المستوى الداخلي.

فيما يتعلق بالحرب والاطراف :
– يجب ان تبنى العلاقة بين التحالف والشرعية والحراك على أساس احترام المصالح المشروعة لكل طرف، بحيث لا يؤثر تعارض المصالح على سير المعركة الرئيسيّة .
– ولأن تجاهل مناقشة المصالح المتعارضة للاطراف بشكل صريح وواضح لن يحقق النصر، فمجرد التعادل في هذه الحرب يعد خسارة للتحالف والشرعية.

– يجب علينا ادارة التباينات بحيث لا يؤثر الصراع الجانبي على الصراع الرئيسي، صرنا ننشغل بانفسنا بدلا من انشغالنا بالعدو، والذي حصل في العند مثال على هذا الارتباك.

– في الوقت الذي ندين فيه هذه العملية خاصة وتوقيتها يأتي في ظل مساعي السلام مثل ما حصل في الفترة السابقة أطلقت صواريخ على السعودية والمطار في الوقت الذي تجري فيه العملية السياسية، والان يتكرر نفس الموقف.
– بسبب عدم وجود تنسيق بين الاطراف التي تنضوي ضمن (معسكر دعم التحالف والشرعية) استطاعت تلك «المسيرة» ان تصل الى فوق المنصة، ويمكن كل طرف يعتقد انها حق الطرف الثاني، نفس الشيء ينطبق على اُسلوب ادارة المناطق المحررة»

وتوصل الاجتماع الموسع إلى تشكيل قيادة للمديرية مكونة من 9 أعضاء ولجنة للرقابة من 5 أعضاء.
وفي الاجتماع الذي حضرته قيادات وشخصيات اجتماعية وأعضاء وانصار الحراك بالمديرية القى عبدالمجيد وحدين رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الجنوبي الأول كلمة استعرض فيها جملة من المسائل المهمة على الساحة الجنوبية.

وضمت قيادة مديرية حجر لأعضاء وانصار الحراك والتي تم تشكيلها في الاجتماع الموسع الاخوة: سالم سليمان باحويج (رئيسا)، علي عبدالله بارجاش (نائبا)، سالم سعيد با حداد (أمينا عاما)، رمضان جماع مصيقر (الدائرة السياسية)، يسلم عمر باقلم (الدائرة التنظيمية)، علوي أبوبكر الشاطري (دائرة العلاقات)، مختار حسين البيتي (الدائرة المالية)، مازن صالح باداود (الدائرة الشبابية) ونجاة سالم باحداد (دائرة المرأة).

كما تكونت لجنة الرقابة من: محمد عمر حسين عبدالمانع (رئيسا)، وعضوية كل من: صالح علي باجول، محمد عثمان العمودي، عبدالله يسلم باعريم وعمر سالم باراس.​

المصدر: صحيفة الأيام

إغلاق