محلية
عقب تفجير الوضع.. أهالي لودر يوقفون القتال
ريبون/ متابعات
رسمت المحاولة الفاشلة للمليشيات الإخوانية لتطويق مدينة لودر بمحافظة أبين، لتنصيب عنصر إرهابي على رأس سلطتها الأمنية، خطًا أحمر جديدًا فيما يخص المواجهة الجنوبية للمؤامرات والخطط المشبوهة التي أعدتها وتنفذها الشرعية.
الهجوم الإخواني وقع فجر الأربعاء، عندما حاولت المليشيات تنصيب المدعو جعفر الخلع مديرًا لأمن لودر تنفيذًا لقرار كان قد أصدره وزير الداخلية المدعو إبراهيم حيدان، ورغم أن المليشيات الإخوانية عملت على تطويق المدينة لكنها فشلت في نهاية المطاف.
ولصد العدوان الإخواني، احتشد الأهالي لمنع التعزيزات العسكرية التي استقدمتها مليشيا الشرعية من اقتحام المدينة، وقد نجح الأهالي بالفعل في صد الانتشار الإخواني وكسره، دون اندلاع أي مواجهات عسكرية.
وشارك في هجوم المليشيات الإخوانية المدعو علي الذيب مدير أمن أبين، الذي قاد حشدًا من عناصر المليشيات صوب مركز شرطة لودر في الضاحية الشمالية، إلا أنهم سرعان ما تراجعوا وانسحبوا صوب منطقة محطة الكهرباء، قبل الانسحاب بشكل كامل والعودة إلى مدينة شقرة.
فشل الهجوم الإخواني على مدينة لودر جاء بفضل وقفة شعبية ورجال القبائل الذين أبوا أن تُقتحم أراضيهم من قِبل المليشيات الإرهابية، التي انتشرت على تخوم المدينة، مزودة بالكثير من الأسلحة بغية ترهيب المواطنين.
مليشيا الشرعية تضع مديرية لودر على قائمة الاستهداف، وحاولت تنصيب مدير أمن موالٍ لها لضمان بسط نفوذها عليها، لتسهيل نقل عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من محافظة البيضاء، فضلا عن أهمية لوجستية يمكن لقيادات الإخوان الاستفادة منها، وذلك عبر فرض النقاط الأمنية التي توظف في إطار نهب أموال المواطنين عبر الجبايات والإتاوات.
المواجهة الشعبية الناجعة والناجحة من قِبل الجنوب تجاه إرهابيي الشرعية يمكن القول إنها تُغيِّر خيوط المعادلة، وهي تعبر عن أن الجنوبيين قد فاض كيلهم من جرّاء ما يتعرضون له من اعتداءات إخوانية متواصلة، وبالتالي فأبين المحافظة ولودر المدينة، التي تطهرت من التنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم القاعدة، ستظل أيضًا عصية الاستهداف، وسيحتشد أهلها وقبائلها دفاعًا عنها.
تغيير معادلة المواجهات يتعلق بأن الشرعية تلعب بالنار إذا ما أقدمت على الدخول في صدام مع المواطنين ورجال القبائل، لما يملكونه من ملكات وقدرات وإمكانيات قادرة على صد وردع التهديدات التي تستهدف أمن الجنوب، لا سيّما أن تاريخ مدينة لودر على وجه التحديد، يشهد على نجاحاتها في مكافحة الإرهاب.
واقعة مديرية لودر حملت رسالة واضحة لقيادات الشرعية، مفادها أن الجنوب لن يترك أراضيه عرضة للاستهداف من قِبل المليشيات الإرهابية، وذلك من خلال تشكيل حزام متكامل من الجنوبيين شعبًا وجيشًا، لإجهاض أي مساعي للنيل من أمن الجنوب واستقراره، كما أن الجنوبيين عازمون على إكمال مسيرة حماية المكتسبات التي تحقّقت على مدار الفترات الماضية، والتي يمثّل انتشار الإرهابيين أحد مهدداتها.
وفي هذا الإطار، بعث الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية محمد النقيب برسالة تحذير للمليشيات الإخوانية، قائلا إن القبائل وقوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية أعدت نفسها لتلقين مليشيا الإخوان وتنظيم القاعدة درسًا قاسيًّا.
النقيب قال – اليوم الخميس – عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “مما لا يختلف عليه اثنان، أن الشرعية الإخوانية تهدف إلى توسيع خارطة بؤر التوتر في أبين وشبوة وصولا إلى إحداث واقع عسكري ملتهب يؤدي إلى تقويض اتفاق الرياض، غير أن الدفع بمليشياتها وعناصر القاعدة في محاولة منها لاقتحام مدينة لودر يحمل هدفًا مزدوجًا وأشد خطورة.
وأضاف: “عناصر القاعدة الذين يمثلون رأس حربة هذا التحشيد يعتبرون اقتحام مدينة لودر معركتهم القديمة وذلك للانتقام من القبائل التي ألحقت هزيمة ساحقة بالتنظيم عام 2012”.
وتابع: “القبائل وقوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية أعدت نفسها بما يكفي لتلقين مليشيا الإخوان وتنظيم القاعدة درسًا أشد مرارة من سابقه”.
ما جرى في لودر حمل دليلا واضحًا حول حجم المساعي الإخوانية لإغراق الجنوب بالعناصر الإرهابية، حتى وصل الأمر إلى تعيين أحد هذه العناصر على رأس السلطة الأمنية، وذلك في محاولة واضحة وصريحة من قِبل الشرعية لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، عبر إعادة التنظيمات الإرهابية التي لفظتها وأسقطتها القوات المسلحة الجنوبية.