متابعات
الرئيس الزُبيدي يوجه كلمة للشعب الجنوبي بمناسبة الذكرى الـ58 ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة
ريبون / متابعات
وفي ما يلي نص كلمة الأخ الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم
أيها الأحرار على امتداد أرض الجنوب الحبيبة
أيها المغاوير في القوات الجنوبية المسلحة
تحل على شعبنا الجنوبي الذكرى الثامنة والخمسون لثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م التي جسدت ملحمة أسطورية قدم فيها شعبنا مآثر بطولية، شاركت فيها كل قوى شعب الجنوب البطل، انطلاقاً من جبال ردفان الشماء وامتدت لتشمل كافة أراضي الجنوب في المدن والأرياف، وتوجت بإعلان الاستقلال في يوم الثلاثون من نوفمبر 1967م، وبسط السيادة الوطنية على كامل أراضي الجنوب بحدودها المتعارف عليها، كدولة تتمتع بعضوية كاملة في مختلف مؤسسات الشرعية الإقليمية والدولية، لها سيادتها وهويتها الوطنية المستقلة.
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم
لقد أقرت كافة الشرائع والقوانين الدولية بأن الشعوب هي صاحبة السيادة والقرار ومالكة السلطة والثروة، وأنتم شعب مستقل بقراره، معترف به بين شعوب العالم وبُنية النظام الدولي، تمتلكون حق السيادة والسلطة والثروة، وهو حق ليس لأحد إلغاءه أو سلطة التصرف فيه، ولا يجوز لأي جهة أن تقرر مصيركم أو تفرض عليكم مستقبل سياسي يتعارض مع إرداتكم وتطلعاتكم المشروعة، التي عبرتم وتعبرون عنها في نضال مستمر منذ احتلال الجنوب في السابع من يوليو 1994م بقوة السلاح ووضعه تحت حكم عسكري احتلالي تدميري للجنوب أرضاً وإنسانًا، وسيادة مغتصبة، وثروة منهوبة، وهوية يراد طمسها.
إننا نعيش اليوم مخاض ثورة تحررية لاستعادة وبناء دولة الجنوب المستقلة، تستمد روح النضال والمقاومة من عزيمة ثوار 14 اكتوبر، وتضحيات شعبنا الجنوبي على امتداد ثورتيه الأولى والثانية، اللتان قدم فيهما شعبنا العظيم تضحيات جسام سالت على إثرها دماء عشرات الآلاف من الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال الذين رسموا بدمائهم الطاهرة خارطة حدود الجنوب ومستقبله السياسي في دولة جنوبية فيدرالية مستقلة.
وإنفاذاً لذلك الهدف انتهج المجلس الانتقالي الجنوبي الحوار كطريقة مثلى لتوحيد الصف، باسطاً يديه لكافة أبناء الجنوب من أجل جمع وتنظيم كافة الجهود والإمكانات الوطنية في بوتقة واحدة تعلي المصلحة الوطنية لشعب الجنوب وقضيته على كل مصلحة واعتبار، للوصول إلى الهدف الأسمى باستعادة وبناء دولة الجنوب المستقلة، دولة لكل وبكل أبناء الجنوب، ليكونوا شركاء في تقاسم المسؤوليات والسلطة والثروة، وتحرير الأرض وحمايتها وإدارتها وبناءها، على قاعدة العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، تجسيداً للمشروع الوطني الجنوبي الذي يحمله المجلس الانتقالي الجنوبي مستمداً توجهاته من مضامين مشروع التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، والذي نظم مستقبل الجنوب في دولة جديدة تضع المواطن الجنوبي في أعلى هرم أولوياتها.
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم
إننا وفي خضم نضالنا لتحقيق أهداف وإرادة شعبنا الجنوبي الأبي، ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه شعبنا وقضيته الوطنية ومستقبله السياسي، وسنمضي على درب شهداءنا حتى استعادة وبناء دولة الجنوب، وهو عهد قطعناه على أنفسنا ولن نتراجع أو نتوانى عنه، وهذا عهدكم بنا الذي لن تغيّره الأيام.
شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج
لقد سطرت عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي أطلقها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مرحلة مفصلية في مسيرة التعاون والعمل العربي المشترك، كما أثبتت أيضا واحدية المصير والتحديات والمسؤوليات المشتركة بين مختلف الدول العربية، وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نرفع للأشقاء في التحالف العربي، وافر العرفان والتقدير والامتنان إزاء أدوارهم الريادية ومواقفهم التاريخية التي سيظل شعبنا يحفظها لهم ويكن لهم العرفان إزاءها على مر التاريخ، والتي تمثلت في مختلف أشكال الدعم والإسناد العسكري والإنساني والاقتصادي والسياسي.
ولا ننسى مساعيهم الحميدة في توحيد صف القوى المناوئة للحوثيين، من خلال رعاية اتفاق الرياض والذي لا يزال يشكل محطة محورية في مسار التصدي للمد الإيراني وأذرعه المحلية، ووسيلة هامة للوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمات في الجنوب واليمن.
يا مغاوير قواتنا المسلحة الباسلة
أبطالنا المرابطون على الثغور، في ميادين العزة والكرامة والتضحية، نشد على أياديكم، ونقبل رؤوسكم فرداً فرداً، فأنتم السياج الذي تتحطم على أسواره أطماع ميليشيات الحوثي الإرهابية المعتدية، وتتبدد على عتباته مشاريع الضم والإلحاق، والإرهاب بكافة أشكاله ومصادره.
كونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن عقيدتكم السمحة، وهويتكم الوطنية الجنوبية، الوطن والأرض والعرض، وتحرير ما تبقى من أراضي الجنوب الطاهرة من سيطرة قوى الإرهاب والتطرف وكل أشكال الاحتلال.
اخواني وابنائي في كل ربوع الجنوب العزيز
لقد سطرتم ملاحم بطولية في مختلف مراحل النضال، وهي مهمة وطنية لن تنتهي قبل زوال الاحتلال واستعادة وبناء دولتنا الفيدرالية المستقلة.
وإذ تدركون حجم المخاطر والتحديات المحدقة بالجنوب، فإننا نهيب بجميع أبناء الجنوب تضافر كافة الجهود الوطنية على امتداد أرض الجنوب الحبيبة لدعم ومؤازرة القوات المسلحة الجنوبية للدفاع عن الأرض والهوية والعقيدة، والمستقبل السياسي لشعبنا العزيز.
كما نؤكد لكم بأننا ومن موقعنا في إطار المسؤولية الوطنية التي ألقيتموها على عاتقنا سنبذل كلما في وسعنا بالتعاون مع حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال والسلطات المحلية للحد من معاناتكم وإصلاح الأوضاع الاقتصادية والخدمية، ولن نتوانى أو نذخر جهداً عن خدمة شعبنا وتلمس همومه وتلبية احتياجاته.
نؤكد على نهج التفاوض السلمي كوسيلة مثلى لحل الخلافات، وموقفنا الداعم لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وكافة الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب وإحلال السلام، وتشديدنا على ضرورة تمثيل قضية شعب الجنوب التي يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضات العملية السياسية الشاملة، بما يضمن لشعبنا الجنوبي تحقيق اهدافه وتطلعاته الوطنية المشروعة.
رحم الله شهداء الجنوب الأبرار وشافى الجرحى وكتب النصر لشعبنا الجنوبي العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته